سوق المزارعين بالقطيف.. 30 منفذ بيع مباشر لتعزيز السياحة الزراعية والأمن الغذائي

انطلقت في حديقة الرامس بمحافظة القطيف فعاليات «سوق المزارعين» الذي تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع أرامكو، مخصصاً 30 ركناً مجانياً بالكامل للمزارعين المحليين كحزمة دعم أولى، لتمكينهم من بيع محاصيلهم الموسمية مباشرة للمستهلكين دون وسطاء، في خطوة تهدف لتعزيز الأمن الغذائي وتنشيط السياحة الزراعية في المنطقة الشرقية.

ورحب عدد من المزارعين والمنتجين بالمبادرة، التي وصفوها بـ«نقطة التحول» لكسر احتكار السماسرة وتمكينهم من بيع محاصيلهم الموسمية مباشرة للمستهلكين، مما يعزز الأمن الغذائي وينشط السياحة الزراعية في المنطقة.

وأكدوا أن إعفاءهم من رسوم الإيجار خفّف عن كاهلهم الأعباء التشغيلية وسمح لهم بتقديم أسعار تنافسية.

أركان مجانية

وشرعت الأركان المجانية الثلاثون أبوابها لاستقبال الزوار والمتسوقين، حيث تكفلت الوزارة بتجهيزها وإتاحتها للمزارعين دون أي رسوم إيجارية، بهدف خفض التكاليف التشغيلية عليهم وتشجيعهم على الاستمرار في الإنتاج الزراعي، مع وجود خطة مرنة لزيادة عدد هذه الأركان مستقبلاً لاستيعاب الطلب المتزايد.

ويُعد هذا السوق الأول من نوعه الذي تحتضنه حديقة الرامس، والثاني على مستوى محافظة القطيف، وقد صُمم ليكون وجهة تسويقية موسمية تستمر لمدة 3 أشهر، وتنشط تحديداً خلال عطلة نهاية الأسبوع «الخميس والجمعة والسبت» بما يلائم أوقات العائلات.

ويستعد السوق خلال الأيام المقبلة لضخ كميات كبيرة من المنتجات الزراعية الموسمية التي تشتهر بها محافظة القطيف، وفي مقدمتها «طماطم الرامسي» الذي يبدأ موسمه شتاءً، إضافة إلى «الكنار القطيفي»، وذلك لتعزيز الهوية الزراعية للمنطقة وإبراز جودة المنتج المحلي.

وتستهدف هذه المبادرة تحقيق جملة من مستهدفات رؤية المملكة 2030، أبرزها دعم السياحة الزراعية وربط المجتمع المحلي بالمزارع المنتجة، وخلق فرص اقتصادية مستدامة لأبناء المنطقة، فضلاً عن رفع كفاءة المزارعين عبر دمجهم في السوق المباشر.

ويتميز السوق بكونه بيئة آمنة وجاذبة لكافة أفراد الأسرة، حيث يوفر الاحتياجات المنزلية الأساسية من الخضروات والفواكه، بالتزامن مع توفر مناطق ألعاب وترفيه للأطفال داخل الحديقة، مما يجعله خياراً مثالياً يجمع بين التسوق والترفيه.

أرباح مضاعفة

وأكد المزارع جواد السلطان أن السوق يُعد فرصة ذهبية طال انتظارها من قبل مزارعي القطيف، مشيراً إلى أن البيع المباشر للجمهور ضاعف من هوامش أرباحهم التي كانت تذهب سابقاً للوسطاء، ومكّنهم من عرض منتجاتهم بفخر ودون ضغوط مالية.

وأوضح المزارع حسين عباس أن مبادرة «الأركان المجانية» لم تدعمهم مادياً فحسب، بل منحتهم منصة تسويقية احترافية لعرض «طماطم الرامسي» و«الكنار» في ذروة موسمهما، مما يضمن وصولهما طازجين للمستهلك ويعيد الثقة في جودة المنتج المحلي.

واتفق المزارعون على أن توقيت انطلاق السوق خلال عطلة نهاية الأسبوع «الخميس والجمعة والسبت» يُعد توقيتاً ذكياً ومدروساً، إذ أشار المزارع محمد سعيد إلى أن كثافة الإقبال العائلي في هذه الأيام حققت لهم مبيعات قياسية منذ الساعات الأولى لانطلاق السوق.

وثمّن المشاركون الدور التنظيمي للوزارة، حيث لفت أحد المزارعين إلى أن تجهيز الموقع وتوفير الخدمات اللوجستية بالمجان شجّع الكثير من المترددين على المشاركة والدخول بقوة في سوق التجزئة بدلاً من البيع بالجملة بأسعار بخسة.