استشاري لـ ”اليوم“: ”العقم غير المبرر“ لا يعني غياب السبب.. والجانب النفسي نصف العلاج
أكد استشاري العقم وأطفال الأنابيب بجدة، الدكتور نبيل براشا، أن تشخيص “العقم غير المبرر” يُعدّ إحدى أكثر الحالات إثارة للحيرة لدى الأزواج والأطباء، إذ لا يُطلق هذا التشخيص إلا بعد إجراء جميع الفحوصات والتحاليل لكلا الزوجين وظهور نتائجها طبيعية، ورغم ذلك لا يحدث الحمل.
وأوضح أن هذا التشخيص لا يعني بالضرورة غياب سبب فعلي، بل يشير إلى أن الأدوات الطبية التقليدية المتاحة لم تنجح بعد في كشف العائق الحقيقي.
اضطرابات دقيقة
وأشار إلى أن المشكلة قد تكمن في اضطرابات دقيقة جداً لا تكشفها الفحوصات الروتينية، مثل خلل خفي في عملية التبويض، أو مشكلات في حركة البويضة أو الحيوان المنوي داخل قناة فالوب، أو صعوبات في انغراس الجنين في الرحم، أو حتى اضطرابات مناعية دقيقة.
ويتم اللجوء إلى هذا التشخيص — بحسب الاستشاري — بعد مرور عام على الأقل من المحاولة المنتظمة للحمل دون موانع، ومع تأكيد سلامة الزوجين عبر سلسلة فحوصات تشمل تحليل السائل المنوي، واختبارات الإباضة، والأشعة الملونة للرحم والأنابيب، والفحوصات الهرمونية.
وطمأن الدكتور براشا الأزواج بأن “العقم مجهول السبب” لا يعني أن الأمل مفقود أو أن العقم دائم، بل على العكس، ينجح الكثيرون في الحمل لاحقاً، إما تلقائياً أو عبر التدخل الطبي.
خطة العلاج
وتبدأ خطة العلاج عادة بالخطوات البسيطة، كمراقبة التبويض وتحفيزه دوائياً، ثم التلقيح داخل الرحم. وفي حال عدم النجاح، تُطرح خيارات الإخصاب المخبري أو أطفال الأنابيب، التي غالباً ما تحقق نسب نجاح مرتفعة.
وشدد على أهمية تصميم العلاج بناءً على معطيات دقيقة، كعمر الزوجة ومدة العقم والحالة الهرمونية، مبيناً أن “الانتظار المتفائل” مع المتابعة قد يكون الخيار الأمثل لبعض الحالات في البداية.
ونصح الأزواج بالتحلي بالصبر، والالتزام بتوصيات الطبيب المعالج، وتجنب التنقل العشوائي بين العلاجات أو اللجوء إلى وصفات غير طبية.
ونبّه إلى التأثير المباشر لنمط الحياة الصحي، داعياً إلى الحفاظ على وزن مناسب، وتجنب التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام.
الدعم النفسي والعاطفي
وأكد أن التوتر النفسي والضغط العاطفي يؤثران سلباً في الخصوبة، ما يجعل الحفاظ على توازن نفسي ودعم متبادل بين الزوجين أمراً محورياً.
واختتم الدكتور براشا بالتأكيد على أن هذا التحدي ليس طبياً فقط، بل هو تجربة إنسانية صعبة تمس الطرفين معاً، وغالباً ما تسبب الإحباط والحيرة لغياب تفسير واضح.
وخلص إلى أن تقديم الدعم النفسي والعاطفي، بالتوازي مع الثقة بالخطة العلاجية، يشكّل “نصف الطريق نحو النجاح”، داعياً إلى التمسك بالأمل في ظل التقدم الطبي.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
