أماني حافظ كاتبة تعيش لتكتب وتحب الحياة
حوار : محمد بن منيع أبوزيد
أبنت المدينة: أماني عبد العزيز حافظ
صدر لي..
من أنت
رائحة الليل
سقطت سهواً
وقريباً.. أنموت حُباً
محبة للفن محبة للحياة أعشق القهوة أتنفس رائحة الورق، لا أعيش لأكتب بل أكتب لأعيش.
محاور حول الكتابة والأدب:
س: ما الذي كان الدافع وراء دخولك عالم الكتابة؟ وكيف كانت بداية رحلتك الأدبية؟ هل كانت هناك لحظة معينة أو تجربة شخصية ألهمتك للكتابة؟
ج :كان الدافع الأول للكتابة هو الكتمان ومحاولة إن صح التعبير (الفضفضة) لكائن غير بشري.
أما بالنسبة لبداية دخولي في عالم القلم فقد كانت سراً بيني وبين أماني،حيث كنت أكتب لنفسي فقط دون أن أطلع أحداً على كتاباتي ربما عدم ثقة بالنفس وربما خوفاً من الكشف عن مشاعري لا أعلم،لكني كنت أكتب لنفسي..ولنفسي فقط.
وبالنسبة للشخصية التي كانت تلهمني:هي إيناس حافظ أختي الكبيرة فقد كان حبي لها سبب إلهام ومحفز كبير لقلمي وهي أول شخص تجرأت وأطلعته على حرفي.
س: هل يمكنك أن تشاركي معنا أسماء بعض الكتاب أو الكاتبات الذين أثروا في مسيرتك الأدبية؟ وما الذي جذبك إلى أسلوبهم أو أفكارهم؟
ج : أنا لا أؤمن بأن أتغذى على شجرة واحدة ولكن أقطف من كل شجرة ثمرة،لذلك فأنا أركز على بعض الصفات فيم أقرأ لكتابي مثل الاحترافية في نجيب محفوظ ومحمود العقاد، وتناغم الوصف في أيمن عتوم وسلاسة الكلمة في شيماء الشريف هذا بالنسبة للكتابات الأدبية،وهناك الكثير من الكتاب لهم روعتهم وأساليبهم المميزة أيضاً ولا يسعنى أن أذكر الجميع.
س: كيف تصفين أسلوبك الكتابي الفريد؟ وما هي العناصر الأدبية التي تميلين إلى تضمينها في رواياتك، سواء كانت رمزية أو موضوعات معينة؟
ج: أعتقد أن لكل كاتب جينات أدبية يتفرد بها لا يمكن أن تتشابه مع كاتب آخر، يميل أسلوبي إلى الغموض غالباً والنهايات الغير متوقعة مما يُحدث صدمة للقارئ ترسخ ما قرأ في ذاكرته لفترة طويلة( هذا بالنسبة للرواية)
و أجد تناغم الكلمات وتلحينها بين السطور من حين لآخر تعطي طابعاً أدبياً و شعوراً هادئاً للقارئ وهو يتنقل بين السطور مما لا يجعل الأحداث المثيرة تُثقل عليه أو تجهده في القراءة.
س: ما هي الموضوعات والقضايا التي تثير شغفك وتعتبرينها مهمة لتناولها في أعمالك الأدبية؟ وكيف تساهمين في توعية القراء بهذه القضايا؟
ج: أعتقد أن الموضوعات المُهملة والتي لم يسلط عليها الضوء أو لا يسلط عليها الضوء يهمني أن أوصلها للجمهور بقلمي من خلال كتابة رواية تتخللها القضية بدون تصريح ولكنها تكون واضحة المعالم من خلال الأحداث.
محاور حول الأعمال الأدبية:
س: حدثينا عن روايتك “سقطت سهوا”. ما هي الفكرة الأساسية التي تودين إيصالها من خلالها، وما الرسالة التي تأملين أن يتلقاها القارئ؟
ج: سقطت سهواً هي روايتي الأولى،وكما تعرف الابن البكر دائماً يكون له نصيباً أكبر من الحب..
الفكرة الأساسية مذكورة في أولى صفحات الرواية وهي( لحظة ضعف واحدة تكلفك سنوات من الألم) تكلمت فيها عن الاستسلام في لحظة ضعف كيف أنه قد يدمرك عمراً بأكمله وتكلمت فيها عن عدم المواجهة كيف أنه قد يسرق منك أجمل أيامك، وأيضاً عن قضية الأهالي الذين يهملون بناتهم بعد الزواج ولا يسألون عنهن ويتأكدوا أن حياتهن كريمة، وبالنسبة لرسالتي للقارئ: لا تضعف فقد يكلفك ضعفك في لحظة عمرك كاملاً.
س: كيف تطورت الشخصيات في رواياتك؟
وهل هناك شخصية معينة تشعرين أنها تعكس جزءًا من تجربتك الشخصية أو مشاعرك؟
ج : تطورت الشخصيات بشكل كبير منهم من صار للأفضل ومنهم للأسوء كلٍ بحسب دوره وهذا طبعاً لأن الرواية تحكي أحداث ستة وعشرون سنة، بالنسبة للشخصية التي تعكس شيئاً من مني أعتقد أنها سهى، فقد شربتها ببعض صفاتي لأشعر بها أكثر وأستطيع التعبير عنها بشكل أكبر.
س: ما هي التحديات أو العقبات التي واجهتك أثناء كتابة رواياتك، سواء كانت تتعلق بعملية الكتابة نفسها أو بالموضوعات التي اخترت تناولها؟ وكيف تمكنت من التغلب على هذه التحديات؟
ج: أعتقد أن أكبر تحدي هو أني كتبت رواية وأنا في حياتي لم أقرأ رواية! فقد بدأت بقراءة أول رواية في حياتي وأنا أكتب سقطت سهواً وكان هذا أكبر وأجمل تحدي لأني كتبتها بأسلوبي الخاص وليس استنساخاً لروايات قرأتها،أما بالنسبة للموضوع فأنا دائماً أقول الرواية تكتبنا وليس نحن من نكتبها، فتكون أمامك فكرة واضحة المعالم وما أن تمسك بالقلم حتى تغير الرواية بعض مساراتها فجأة وبلا مقدمات وهذا أيضاً تحدي لأن الأحداث التالية قد لا تناسب التغيير الطارئ وعليك تغييرها.
محاور عامه :
كيف تؤثر البيئة المحيطة بك، وبشكل خاص المدينة المنورة، على إلهامك وأسلوب كتابتك؟ هل تعكس بعض الأماكن أو التقاليد في المدينة ما تكتبينه؟
ج: لا أعتقد أن هناك تأثير كبير إلا في روايتي المنتظرة (أنموت حباً) لأني كتبتها بتفاصيل مدينية ذكرت فيها بعض عادات أهل المدينة القديمة وبعض مناطق المدينة وبعض الأطعمة وشئ من هذا القبيل.
س: بعيدًا عن الكتابة، ما هي الأنشطة أو الهوايات التي تستمتعين بممارستها في أوقات فراغك؟ كيف تساهم هذه الأنشطة في تجديد إلهامك؟
ج: أماني خُلقت من الفن..أحب الفنون بشتى انواعها تلهمني جميع الفنون سواء أمارسها وأتقنها أو لا، ولكن أكثر ما أمارسه هو الرسم والطبخ والأعمال الفنية والتصوير، وكل فن يوقظ داخل فن جديد ويجدد في روحك الحياة.
س: كيف تتمكنين من تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية وكتاباتك، خاصة في ظل المشاغل اليومية والتزامات الحياة؟
ج: هي مهارات تنظيم الوقت وإعطاء كل ذي حق حقه، لي جدولي وكل شئ يتم في وقته وبالتالي لي وقتي الخاص الذي أمارس فيه ما أحب.
محاور مستقبلية:
س: هل هناك مشاريع أدبية جديدة تخططين للعمل عليها في المستقبل القريب؟ وما المواضيع أو الأفكار التي ترغبين في استكشافها في هذه الأعمال الجديدة؟
ج: أكيد فالكتابة كماء البحر مهما شربت منه لا ترتوي، بالنسبة للمشاريع التي أخطط أن أقومم بها: أريد أن أكتب في الجريمة، رواياتي غالباً تدور حول الدراما والغموض ولكني أتوق للكتابة في الجريمة وسأفعل بإذن الله.
س:ما هي النصيحة التي تودين تقديمها للكتاب الشباب الذين يسعون لدخول عالم الكتابة؟ وما الأمور التي يجب عليهم مراعاتها أثناء رحلتهم الأدبية؟
ج: نصيحتي إن لم يكن لديك قلمك الخاص وكنت ستتبع خطى من سبقوك فلا تتعب نفسك.
بالنسبة للأمور التي يجب مراعاتها:
١-تجنب التقليد تجنب التقليد تجنب التقليد
٢-اقرأ كثيراً في المجال الذي تريد أن تكتب فيه لتستفيد وليس لتستنسخ
٣- لا تستعجل أبداً قدم عملاً متأخراً يبهرنا أفضل من أن تستعجل بعمل لا يستساغ فكرياً
ختامية:
س: كيف ترين مستقبل الأدب في السعودية، خاصة في ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية التي نشهدها اليوم؟ وما الدور الذي تأملين أن تلعبه الكاتبات السعوديات في هذا السياق؟
ج: المملكة العربية السعودية في تقدم وعلو في كل مجالاتها، وستزدهم أدبياً على كل الأصعدة وفي شتى المجالات، ودورنا نحن ككاتبات سعوديات أن نثبت جدارة ما نخطه ونرتقي بمملكتنا .
س: هل هناك شيء خاص أو رسالة تودين مشاركتها مع قرائك أو جمهورك، سواء كانت تتعلق بأعمالك أو برؤيتك للأدب بشكل عام؟
ج: قرائي الأحبة: أنا منكم وأنتم مني فأنا بدونكم فرداً وبكم جيشاً لا أهزم،أنتم عزي وثباتي ونجوم سمائي، وأنا لا أنتظر أن أكون كاتبتكم المفضلة ولكنكم قرائي المفضلين..أحبكم
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.