ويتكوف وباراك مندوبا ترامب لهدم ʺسايكس بيكوʺ باتجاه الشرق الأوسط الواسع

إن الحديث عن الشرق الأوسط الواسع الذي أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية ʺكوندوليزا رايسʺ عام 2005 أثر دخول القوات الأمريكية والمشتركة إلى بغداد، والتي اكتفت وقتها بإعدام صنم ʺصدام حسينʺ فقط ، وترك العراق بحالة اضطراب بداية للفوضى الخلاقة بقيادة ʺبريمرʺ المندوب السامي الأمريكي على العراق  ، وذلك إكمالاﹰ للشرق الأوسط الواسع الأسلامي الذي تحدث عنه ʺ بريجنسكي ʺ مستشار الرئيس ʺكارترʺ للأمن القومي في كتابه ʺرقعة الشطرنج العظمىʺ . هذا الحديث توضحت معالمه عندما وضع النقاط على الحروف ، السيد ʺتوماس باراكʺ سفير الولايات المتحدة في اسطنبول ومندوبها الخاص إلى سوريا  حيث صرح عند رفع العلم الأمريكي على منزله في دمشق ، بما معناه ʺمن هذا المكان بدمشق سنغير جميعاﹰ العالم إذا استمر الحكم في سوريا على هذه الوتيره” ثم عاد سعادته وصرح بعد أيام بتاريخ 3/6/2025 “بأن سياستنا إتجاه سوريا والشرق الأوسط بالمائة عام الماضية لم تجد نفعاﹰ وإن سياستنا المقبلة ستكون على مبدأ الشراكة وليس التبعية كما كانت بالمائة سنة الماضية عندما كان يحضر مندوبوا العالم الغربي ليفرضوا على حكام المنطقة وشعوبها مايريدون من قيم ووسائل حياة وعيش ، ولقد انتهى عصر التدخلات الغربية ، والمستقبل يعود للحلول الإقليمية المبنية على الشراكات والدبلوماسية القائمة على الأحترام”

إن المتأمل في تصريحات الرئيس والمبعوث باراك وسلوك “ويتكوف” المسؤول عن إدارة الأزمة في فلسطين  لايستطيع أن يكون قريب من الفهم الصحيح إلا إذا عاد إلى المائة سنة المنصرمة أي إلى عام /1923/ عندما أعلن أتاتورك من أنقرة إنهاء الخلافة الإسلامية والسلطنة العثمانية ، وكان قد سبق هذا التاريخ عام 1916 -1917 أن قرر المندوبان البريطاني والفرنسي سايكس وبيكو  تنفيذ الوعد البريطاني لليهودي “تيودور هرتزل” إقامته كيان لليهود في فلسطين ، وكلفت الإدارة البريطانية أحد ضباط المستشارين الأنجليز ، بصياغة أعلام وأوطان وحدود ومسميات ،حتى أن التاريخ لا يتحدث عن  دولة اسمها تركيا بل يوجد شعب يعود لأصول تركمانية في أسيا الوسطى ولقد مهدت جمعية تركيا الفتاة بقيادة الماسونيين البشوات “مدحت وجاويد وطلعت ” إلى الفكرة الخبيثة التي زرعها الأنجليز ، أن لولا ” أتاتورك” لتجزأت أراضي الشعب التركي أيضا كما تجزأت بلاد العرب ، وذهبت وعود بريطانيا إلى الغبي شريف مكة “حسين الأول هباء منثورا ليكون خليفة على العالم العربي ، والحقيقة أن أتاتورك عميل بريطانيا وزبانيته قد باعوا بلاد العرب بالتواطؤ مع من سموه شريف حسين والانجليز ، وذلك كان العامل الأساسي في تفكيك الشرق الأوسط.

  • حكمت منطقة الشرق الأوسط أنظمة علمانية أدعت التقدمية ولكنها كانت سارقة لحرية الشعب وقوته وكرامته . كانت أمريكا فيها اليد القوية وراء الانقلابات العسكرية وخاصة في سوريا ،عندما  بدأت الانقلابات مع العميل الأمريكي حسني الزعيم عام 1949، واستمرت البلاد تراوح بين انقلابات مدعومة من أمريكا وأخرى من بريطانيا أو فرنسا وكل التفصيلات واضحة في كتاب الباحث البريطاني ((باترك سيل)) ((الصراع على سوريا)) ومؤلفاته الأخرى بالخمسينات من القرن الماضي في الصراع على الشرق الأوسط ، قبل أن تكون الولايات المتحدة لاعب رئيس في العالم ، وبعد انقلاب 8 آذار الذي سمي بعثياﹰ ولا علاقة لحزب البعث بهذا الأنقلاب فقد كانت أداته المنفذة شخصية تافهة من مدينة حماة  وهي العقيد زياد الحريري ، وسرقته منه طائفة حاقدة باسم شخصيات وصوليه من حزب البعث ومدعوم من الولايات المتحدة ، تحت ظل فكرة إعادة الوحدة مع مصر ولقد حضرت وزيرة الخارجية الأمريكية (مارلين أولبرايت) جنازة “المقبور” حافظ الأسد ونصبت ابنه المغضوب بشار ، وهذا يعني أن سوريا والمنطقة في المائة سنة الماضية عاشت بين حكومات انقلابية ودعاة تقدمية علمانية للسبعين سنة الماضية  تحت حكم استبدادي طائفي بغيض لم يحصل مثله منذ أن خلق الله ادم من تراب ونزل إلى أرض الحياة الدنيا.

بإختصار ماذا تريد الولايات المتحدة من سوريا ومن المنطقة ، بعد أن اعترفت الولايات المتحدة بأخطائها التي ارتكبتها في المائة سنة الماضية عندما سكتت على الطغيان البريطاني الفرنسي  الذي ضلل  شعوب المنطقة ومنحهم أوطان متنافسة ومتناحرة ، وحتى بعد الحرب العالمية الثانية عندما تسودت الولايات المتحدة على العالم ، ولم تنصف شعوب المنطقة بل عملت على طرد البريطانيين والفرنسيين من مناطق نفوذهم في العالم ، ومنها شرق أوسط  “سايكس بيكو”. وذلك خلافا لما تظاهرت به أمريكا أنها تدعم حريات الشعوب واستقلالها ، ولكن في الحقيقة كانت تسعى إلى أن تحل مكان النفوذ البريطاني والفرنسي في المنطقة والعالم.

  • إذا كانت توبة الولايات المتحدة حقيقية،  وتريد أن تشارك هذه المنطقة شراكة أنداد ، كما أعلن مقام الرئاسة الأمريكية على لسان الرئيس “ترامب” والمبعوث “باراك”  فهذا يعني أن الحدود المصطنعة ستزول ، والأخوة المتفرقين سيتحدون ، وإن الإسلام الأسير سينطلق ليشارك في قيادة العالم ، وأنه سيكون عامل موثر في النظام العالمي الجديد ، والذي سيظهر على أثر النزاع الروسي الأوكراني ، الذي حرضت عليه الولايات المتحدة لاضعاف الفريقين ، وإن الشرق الأوسط الواسع المطلوب الأمريكي الذي سيولد مع النظام العالمي الجديد سيكون مؤثرا على الصين من حدودها الغربية من جهة تركستان الشرقية “الايجوريه ”  حيث يتواجد /150/ مليون مسلم في الصين ، كما يؤثر من جهة الشمال على روسيا المطوقة من الجنوب بستة جمهوريات إسلامية وقد ضمتها روسيا إليها في مراحل ضعف الخلافة الاسلامية في اسطنبول ، كما تؤثر على أوروبا من جهة  الشمال  وهذا يحقق من منظور أمريكي مصالح مشتركة لشراكة أمريكية شرق أوسطية واسعة ولهذا أقول بأن الولايات المتحدة لا تتغير سياساتها الاستراتيجية بتغير الرؤساء ، فإن ماطرحه (الرئيس اوباما) في خطابه بجامعتي القاهرة واسطنبول  والمستشار بريجنسكي  الديمقراطيان ينفذه الرئيس( ترامب ) الجمهوري،  لأن أمريكا تحكم من قبل حكومة ظل فعليه يسموها حكومة “المطبخ ” ، وهي مجموعة عوائل ورجال أعمال من صناعيين ومصرفيين ومايلحق بهم من ((لوبيات)) يقررون من هو الرئيس المقبل ويدعمونه بالمال والدعاية والإعلان لينتخبه الأمريكان بشكل ديمقراطي ، وبدون أي تزوير  تحت ظل انتخابات نزيهة بموجب الرياضيات،  ودكتاتورية  بموجب الكيمياء  وعلم النفس ، حيث القيادة الخفية قادرة على توجيه الشعب الأمريكي لينتخب بإرادته الحرة ما أراده له الكبار بموجب مؤثرات يخضع لها الشعب الأمريكي حكاما ومحكومين ،  ولا يستطيع أن يخرج أحد عن إراداتها حتى لا يلاقي مصير الرئيسيين “كندي ونيسكون” ، إني اسمي هذه الحالة ، دكتاتورية القرار الذكي التي تجعل المواطن يختار حرا ما اختاره له آخرون ، ومن يعرف كيف تتم الانتخابات الأمريكية وكيف يتم حصر من هو المرشح للرئاسة لا يستغرب هذه الحقيقة . فهل ياترى تخدع الولايات المتحدة بسياستها هذه المعلنة شعوب المنطقة لمائة سنة أخرى ، أم أن هذه السياسة حقيقية ، لا لأن أمريكا تحبنا أو تكرهنا ، بل لأن مصالحها في قيادة النظام العالمي الجديد تقتضي هذا المقتضى الذي لابد منه حتى تبقى على رأس قيادة العالم إن استطاعت  ، بمشاركة شرق أوسط إسلامي واسع ، وحتى الأن مجهول الكيفية والرؤية والغاية الحقيقية وحقوق اليهود فيه وطريقة عيشهم وهذا اجتهاد ورأي معرض للخطأ أو الصواب.                                                               

د.محامي منير محمد طاهر الشواف

6/5/2025

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *