مختصة: برامج الرعاية المتقدمة ترفع فرص نجاة الأطفال الخدج وتقلل الإعاقات

يولد حول العالم كل عام نحو 15 مليون طفل خديج، ويبلغ نصيب المملكة العربية السعودية منهم 60 ألف طفل سنويًا، فيما تتراوح نسبة ولادة الأطفال الخدج في مركزي القطيف بين 5 و6%.

وقالت الدكتورة مي الحسن، استشارية أطفال حديثي الولادة بمركزي وشبكة القطيف الصحية ورئيسة فعالية اليوم العالمي للأطفال الخدج، إن الولادة المبكرة تُعد من أهم أسباب وفيات الأطفال دون سن الخامسة، حيث يولد سنويًا حوالي 15 مليون طفل خديج، ويتوفى ما يقارب مليون طفل منهم بسبب مضاعفات الولادة المبكرة.

وأكدت أن عدد الأطفال الخدج المولودين في المملكة العربية السعودية يتجاوز 60 ألف طفل سنويًا، لافتةً إلى أن نسبة الولادة المبكرة عالميًا تتراوح ما بين 5% إلى 18%، وتختلف بحسب مستوى الرعاية الصحية في كل منطقة.

رعاية متكاملة

وبيّنت أنه خلال عملها في مستشفى القطيف المركزي كاستشارية منذ عام 2012 وحتى عام 2025، فإن نسبة الولادات المبكرة في المستشفى تتراوح بين 5% و6%، دون تغيّر كبير مقارنة بالسنوات السابقة.

وأضافت أن التقدم في الخدمات الصحية وبرامج رعاية حديثي الولادة والرعاية المتكاملة للأمهات الحوامل والتوعية بأعراض الولادة المبكرة ومخاطرها، أسهم في تحسن نوعي خلال السنوات الست الأخيرة، إذ أصبحت أعمار الحمل لدى معظم الأطفال الخدج 32 أسبوعًا فأكثر، مقارنة بما كان سابقًا من ولادات لأعمار أقل.

وأضافت أن زيادة عمر الجنين عند الولادة ترفع من فرص بقائه على قيد الحياة وتقلل من احتمالات الإصابة بالإعاقات الذهنية أو الحركية.

وأضافت الحسن: “ولله الحمد، رغم ثبات نسبة المواليد الخدج، إلا أننا نلاحظ تحسنًا في الأعمار الرحمية والأوزان عند الولادة”.

ولفتت إلى أنه رغم أن غالبية الأطفال الخدج يتمتعون بصحة جيدة، إلا أن بعضهم قد يعاني من إعاقات حركية أو ذهنية أو صعوبات تعلم أو مشكلات في السمع أو البصر أو النطق، ما يستدعي برامج متكاملة للعناية بهم.

توعية مستمرة

وأوضحت أن مستشفى القطيف المركزي يحرص منذ عام 2014 على إحياء فعالية اليوم العالمي للأطفال الخدج، والتي أُقيمت هذا العام بالشراكة مع اللجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية، وبمشاركة قسم الأطفال والتطوع الصحي بالمستشفى.

وقالت إن الفعالية تضم 20 ركنًا توعويًا وصحيًا واجتماعيًا، منها 16 ركنًا صحيًا، إضافة إلى أربعة أركان تابعة للجنة الصحية بجمعية تاروت، تركز على مشكلات السكري أثناء الحمل وكيفية العناية بالأم خلال هذه الفترة، نظرًا لأن أي اضطرابات في مستوى السكر قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الأم والجنين.

وشارك في الفعالية كذلك مركز زهور المستقبل، ووحدة الخدمات الاجتماعية الداعمة في القطيف، بالإضافة إلى الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي.

وأضافت أن الفعالية مستمرة منذ 12 عامًا، وهي فعالية ليست صحية فحسب، بل إنسانية وتوعوية أيضًا، وتهدف إلى دعم أسر الأطفال الخدج.

وذكرت بأن العديد من الأطفال الذين ولدوا خدجًا وتلقّوا الرعاية في المستشفى أصبحوا اليوم في سن 14 عامًا، ويحرصون على المشاركة سنويًا مع أسرهم في الفعالية لتعزيز الوعي بالمشكلات الصحية المحتملة.