بعد نقصه بنسبة 70%.. زيادة الطلب على سمك الخوفع وارتفاع أسعاره

أزداد الطلب في السنوات الأخيرة على سمك “الخوفع” فأصبح ما يتواجد في السوق لا يغطي الطلب لذلك ارتفع سعره حيث أصبح سعره يتراوح بين 35 و40 ريال للكيلو، وقد تضاعف الطلب عليه بنسبة 100%، فبعد إن كان أهل مدينة صفوى هم من يطلبو هذا النوع من السمك أصبح مرغوب بين سكان المنطقة الشرقية قاطبة.

قلة المعروض وارتفاع الطلب

من جهته أوضح عضو جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية رضا حسن الفردان، تضاعف الطلب على سمك الخوفع خلال 20 سنة، فأصبح السوق لا يغطي متطلبات الزبائن من هذا النوع من السمك لذلك تضاعف سعره عما كان عليه ، يعيش بين الطين ويعتبره سلاحه حيث يقوم بإخفاء نفسه في الطين، ويتواجد في الساحل. ويكثر في الصيف ويقل في الشتاء ويغيب عن الأسواق والبحار وحتى عن الأنظار لمدة تقدر 3 أشهر تقريبا، وقد زاد الطلب عليه بنسبة 100% عما كان عليه في الماضي.

وأشار الفردان، سمك الخوفع من الأسماك الساحلية يعشق الأسياف يسميه البعض ” طبق لزق ” للمادة التي يفرزها وتنزل منه عند صيده وهي لزجة كثيرا شبيهة بالصمغ ، وسمكة الخوفع مضغوطة الجسم والهيكل لديها أشواك كبيرة تمتد لا تشكل خطرًا على من يتناول لحمها بعكس كثيرا من الأسماك، طولها في الأغلب لا يتجاوز 45 أو 50 سنتمتر ، يضع حبله في السواحل في الصيف ويهاجر في الشتاء لأعماق البحار.
يعشق الطين حيث يختفي فيه، عيناه ضيقتان ومتقاربتان من بعضهما البعض ويكونا في الجهة العلوية من رأسه، زعانفه تمتد من رأسه وحتى ذيله على كلا جانبيه، شكله بيضاوي، لونه رمادي يميل إلى الأسود وقد يكون بني وذلك بحسب موضع عيشه، وبطن سمك الخوفع دائما يكون باللون الأبيض.

طرق صيد سمك الخوفع

وبين الفردان، يبلغ وزنه سمك الخوفع الكبير والمتواجد في الشرقية بين 1 و 2 كيلو جرام ، وقد يكون أصغر من ذلك ، يتكاثر بعد انتهاء فصل الشتاء وفي فصل الربيع ينتشر بين الشهر الثالث مارس وبين شهر يونيو. ويكون طريقة الصيد بالغزول والكوفية سابقا .إما في الشتاء يغادر سمك الخوفع السواحل ويذهب للأعماق فيقل تواجده في الأسواق ويصطاد في الشتاء من قبل المراكب الكبيرة ” اللنشات ” ، بطريقة الكوفية والتي تنصب للروبيان في فصل الشتاء.

وقال أن سمك الخوفع كان يصطاد سابقًا بطريقة القمبار وهي الطريقة البدائية التي يمشي الصياد مترجلا بالبحر بأدواته المتعددة ، كما يصطاد بالحرباء الحديدية . وأن سمك الخوفع يتواجد في جميع سواحل المنطقة الشرقية ويكثر في الوقت الراهن في بحر الفريع بالجبيل والتي تعتبر الأولى من حيث التواجد ثم يأتي بحر صفوى حيث يعتبر بيئة طينية كما يتواجد في بحر رأس أبو علي والتناقيب ، علما أن أكثر تواجد له هي بحور الشمال من الخليج العربي.

مسميات متنوعة لسمك الخوفع

وأكد كبير الصيادين بفرضة الدمام محمد علي المرخان ، أن سمكة الخوفع قلت في البحار بنسبة تزيد عن 70 % ، وهذا لأسباب عديدة ، تدمير مواطنه الطينية والتي يعشقها هذا النوع من السمك . مشيرا أن لهذه السمكة أسماء عديدة فعندنا في المنطقة الشرقية أسمها سمك الخوفع وقد يكون هو الأشهر خليجيا ، وتسمى في بعض البلدان الخليجية “عرزجة” أو العجوز أو طبق لزق كما تسمى بقوبعة والطبانة، مشيرا أن تسميتها بالخوفع نتيجة لشكل وجهها الصغير الذي يبان فيه عدة تجعيدات وهذه التجعيدات أعطت لهذا النوع من السمك باسم خوفعة ويعرف ذلك في اللغة العربية أيضًا.

وقال أن هذه التجعيدات أعطت أسم العجوز على هذا السمك ، إما تسميتها بطبق لزق نتيجة لأن شكله شبيه بالدائرة أي شبيه بالطبق ولزق نتيجة للمادة التي يفرزها من جسمه والتي تصاحبه وتمنع حتى الصياد من الإمساك به نتيجة لهذه المادة الشمعية السائلة والتي تصاحب جسمه من رأسه إلى ذيله ، كما أن الخوفع يقوم بلصق جسمه في التراب وداخل الطين ويدفن نفسه في ذلك لذلك أخذ هذا السمك أسم قوبعة .
أما مسمى الطبانة نتيجة لكثرة دفن نفسها بالطين والتراب والمكوث كذلك ، والطبن بمعنى الدفن ، وأشار البراهيم أن سمكة الخوفع جبانة جدا حيث تول هاربة منذ أن تشعر بأي حركة وهذه السمكة في حال الخطر تكون أول الهاربين وتترك بطريقها ما نسمية بلغة الصيادين ” بالدلخة ” أي الطين والتراب المتطاير بطريق هذه السمكة والتي قد تقف على بعد أمتار ، وكان الصياد سابقا والذي يمارس الصيد عن طريق القمبار يصطاد هذه السمكة ولكن يجد معاناة في رفعها من الماء بيده مما يجعل كثيرا من الأحيان يفقد هذه السمكة بانزلاقها وتملصها من يد الصياد وسقوطها في الماء لتولي هاربة دون رجعة للصياد وبذلك تنجو بنفسها وهذه الطريقة من أسلحة هذه السمكة للدفاع عن نفسها .

عوامل اختلاف السعر

وأوضح الصياد وجدي المرهون ، أن سمك الخوفع كان من أشهر الأسماك في مدينة صفوى ، فقبل أكثر من 25 عاما الذي يشتري سنك الخوفع من تجار التجزئة في حراج الأسماك هم أهالي صفوى فقط لذلك كان سعره رخيص جدا فلا يتجاوز سعر الكيلو من الخوفع 15 ريال فقط . أما في الوقت الراهن زاد سعره بسبب زيادة الطلب عليه ، ولا يزال الطلب عليه متزايد في كل الأسواق وما يتواجد لا يغطي السوق من الطلب عليه لذلك ارتفع سعره وأصبح سعر الكيلو بين 35 و 40 ريال تقريبا ، علما كلما كبر حجم سمك الخوفع زاد سعره حيث خلال 25 عاما زاد سعره تقريبا 60%.
وقال المرهون ، كلما كان سمك الخوفع صغيرا قل سعره ، وكلما كبر حجمه زاد سعره ، مبينا أن سمك الخوفع الصغير أحيانا يتراوح عدد السمك في الكيلو بين 7 و 10 حبات وسعر الكيلو حوالي 25 ريال ، أما الخوفع الكبير يبلغ سعره بين 35 و 40 ريال للكيلو .
ولفت المرهون ، أن الخوفع نوعا واحدا يختلف ألوانه من الأعلى وبحسب مواقع تواجده ، وهناك سمك يشبه سمك الخوفع يسمى سمك ” موسى ” وهذا لا يكون جودته مثل سمك الخوفع وسعر الكيلو منه بحوالي 25 ريالاً أي بأقل بنسبة 40 % . كما يوجد سمك الخيرزان الشبيهة أيضا بسمك الخوفع ولكن هذه السمكة أقل طلبا وأقل جودة أيضا من سمك الخوفع بنسبة تقدر بحوالي 70%.
وأكد المرهون ، أن تواجد سمك الخوفع في الأسواق يكون في فصلي الصيف، ويستمر حوالي 5 أشهر. وينقص في الشتاء مقارنة بالصيف بنسبة 30 بالمائة لأن هذا النوع يهاجر لقاع البحر في الشتاء . مشيرا أن سمك الخوفع يصطاد سابقا بطريقة القمبار والحضرة ، ويصطاد أيضا بطريقة الصيد الغزل ، كما يصطاد بالحرباء أيضا.