مختصون-لـ-“اليوم”:-ثورات-علاجية-في-سرطان-الدم-ترفع-نسب-الشفاء

مختصون لـ “اليوم”: ثورات علاجية في سرطان الدم ترفع نسب الشفاء

أكد مختصون في أمراض الدم أن سرطان الدم (اللوكيميا) يُعد من أكثر أنواع السرطان تعقيدًا ويصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، فيما يشهد العالم تطورًا كبيرًا في طرق التشخيص والعلاج أسهم في رفع نسب الشفاء وتقليل المضاعفات.

وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم” بمناسبة شهر التوعية العالمي بسرطان الدم (اللوكيميا)، أن العلاجات الحديثة مثل العلاج المناعي بالخلايا، والأدوية الموجهة، وزراعة الخلايا الجذعية، أعادت الأمل لعدد متزايد من المرضى، وفتحت آفاقًا واسعة نحو الشفاء الكامل بفضل التقدم الطبي المستمر.

تدخل فوري

وأوضحت د. حنان حمد الدعيلج، استشاري علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن سرطانات الدم تمثل نحو 10٪ من إجمالي السرطانات، وتنشأ بسبب تحولات جينية في نخاع العظم أو الأنسجة اللمفاوية نتيجة عدة عوامل منها: التعرض للإشعاع، التدخين، المواد الكيميائية، بعض أنواع العلاج الكيماوي، إضافة إلى الاستعداد الوراثي.

وبيّنت أن الأعراض تشمل التعب، فقدان الشهية والوزن، التعرق الليلي، الحمى، إضافة إلى الكدمات والنزيف غير المبرر. ويعتمد التشخيص على تحاليل الدم وفحص نخاع العظم، وأحيانًا السائل الدماغي الشوكي.

عدوى متكررة

أكدت أن اللوكيميا الحادة من الحالات الطارئة التي تُسبب إنتاج أعداد كبيرة من الخلايا غير الطبيعية، مما يؤدي إلى فقر الدم، العدوى المتكررة، النزيف، واحتمال الجلطات وتلف الأعضاء، وقد تصل إلى الوفاة إذا لم يُعالج المريض سريعًا. وأضافت أن نسب الشفاء من اللوكيميا الليمفاوية الحادة لدى الأطفال تجاوزت 95٪ بفضل التطور الطبي.

وأشارت إلى أن العلاج يشمل العلاج الكيميائي، والعلاج المناعي الدوائي الموجه، وزراعة الخلايا الجذعية في بعض الحالات، مؤكدة أن المملكة تولي اهتمامًا كبيرًا بمجال الأورام، وأن الأبحاث المستمرة توفر خيارات علاجية حديثة تحسّن النتائج وترفع نسب الشفاء.

علاجات ثورية

أفادت د. لولوه سعد الراجح، استشاري أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن اللوكيميا تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية: اللمفاوية الحادة (ALL) والنخاعية الحادة (AML) سريعتا التطور وتحتاجان علاجًا عاجلًا، واللمفاوية المزمنة (CLL) والنخاعية المزمنة (CML) اللتان تتطوران ببطء.د لولوه الراجح

وأضافت أن العوامل المسببة تشمل التعرض للإشعاع والمواد الكيميائية والتدخين وضعف المناعة، بينما العامل الوراثي أقل شيوعًا.

وأشارت إلى أن الطب الحديث قدّم ثورات علاجية مثل العلاج المناعي بالخلايا (CAR-T) الذي يعيد برمجة خلايا المريض المناعية لتهاجم الخلايا السرطانية، والعلاجات الموجهة والأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وزراعة الخلايا الجذعية.

دور ريادي

أكدت أن دمج هذه الأساليب مع العلاج الجيني لتصحيح الخلل الجيني المسبب للمرض يمثل مستقبلًا واعدًا، حيث ستتيح العلاجات الدقيقة حسب خصائص كل مريض.

كما شددت على الدور الريادي للمملكة في تعزيز الوعي وتوفير الرعاية المتقدمة عبر المراكز الوطنية المتخصصة ودعم الأبحاث والمبادرات التوعوية والاجتماعية.

أدوية حديثة

أوضح د. حسام قنش، استشاري علم أمراض الدم، أن اللوكيميا مرض ينشأ في نخاع العظم ويؤثر على إنتاج خلايا الدم، وينقسم إلى أربعة أنواع رئيسية. فاللوكيميا اللمفاوية الحادة تُصيب الأطفال وتُعالج بالعلاج الكيميائي (فينكريستين وداونوروبيسين وأسباراجيناز) أو بالعلاج المناعي مثل بلياناتوموماب، إضافة إلى زراعة الخلايا الجذعية.د حسام قنش

أما النخاعية الحادة فتُصيب الكبار ويُستخدم فيها سيتارابين مع أنثراسيكلين ومثبطات فليت3 وآي دي إتش.

وأضاف قنش أن اللوكيميا اللمفاوية المزمنة تتطور ببطء وتُعالج بالمراقبة أو بمثبطات إبروتينيب والأجسام المضادة مثل ريتوكسيماب، بينما النخاعية المزمنة ترتبط بكروموسوم فيلادلفيا وتستجيب لمثبطات إيماتينيب وداساتينيب.

اضطرابات وراثية

بيّن أن العوامل المساعدة على الإصابة تشمل الاضطرابات الوراثية مثل متلازمة داون، وضعف المناعة، والتعرض للإشعاع أو المواد الكيميائية.

وأكد أنه رغم عدم وجود وسيلة وقاية مؤكدة، فإن الفحوصات الدورية ونمط الحياة الصحي يسهمان في الكشف المبكر وتقليل الخطر.

وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تقدمًا كبيرًا في العلاجات، حيث تظل زراعة الخلايا الجذعية أملًا حقيقيًا للشفاء طويل الأمد، فيما أثبتت الأدوية الموجهة والعلاج بالخلايا المناعية (CAR-T) والأجسام المضادة نتائج واعدة في تحسين نسب البقاء وتقليل المضاعفات.

العامل الوراثي

أكدت المستشارة في الأمراض الوراثية يارا العسالي أن اللوكيميا (سرطان الدم) يُصيب نخاع العظم المسؤول عن إنتاج خلايا الدم، ومعظم الحالات ليست وراثية ولا تنتقل من الأبوين للأبناء، بل تحدث نتيجة تغيّرات جينية مكتسبة خلال الحياة بسبب عوامل بيئية أو بشكل عشوائي.يارا العسالي

وأوضحت أن هناك نسبة قليلة (حوالي 5–10٪) قد يكون لديها استعداد وراثي للإصابة، يظهر عادةً في عائلات محدودة أو عند وجود متلازمات وراثية معروفة مثل متلازمة داون أو فقر الدم فانكوني، وهي حالات نادرة لكنها ترفع القابلية للإصابة بأنواع معينة من اللوكيميا خاصة عند الأطفال.

وأضافت أن اللوكيميا ليست مرضًا وراثيًا شائعًا، لكنها قد ترتبط أحيانًا بعوامل وراثية نادرة، مشددة على أنه عند وجود أكثر من حالة في العائلة يُنصح بمراجعة مستشار وراثة لفحص الأمر وتقديم التوجيه المناسب.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *