يا غريب كن أديب
ياغريب كن أديب.. حقاً كانت هذه الجملة تمر على مسامعنا مذ أن ولدنا ونشأنا وكبرنا لكنني على يقين تام أن الكثير لا يدرك ماتعنيه جيداً حتى يعيش فصولها أو حلقات أفلامها واقعاً ملموساً وبالفعل رأيت ذلك من بعض الجنسيات العربية وغير العربية ممن تربطنا بهم عقيدتنا الإسلامية السمحة وهم قلة قليلة للأمانة مقارنة بمن نرتبط معهم أكثر حيث الإرتباط الديني والقومي وأقصد على وجه الخصوص بعض الإخوة العرب.
وسأكون أكثر وضوحاً رأيت ذلك في الشوارع وبعض المرافق الأخرى ؛ فحينما أذهب إلى الأسواق أو السوبرماركت للتبضع وشراء بعض السلع والمنتجات الاستهلاكية الضرورية أرى ولمرات عديدة (شبان مقيمين من إحدى الجنسيات العربية والذين مرت بلادهم بأزمات نسأل الله أن يصلح بلادهم وأحوالها على كافة الأصعدة وسائر بلاد العرب والمسلمين في سائر أنحاءالمعمورة) ؛يمارسون التفحيط بكل استهتار ووقاحة معرضين حياة الكثير للخطر.
بل إنني حينما حاولت استيقاف أحدهم في إحدى المرات تلفظ علي بألفاظ نابية وغاية في الإنحطاط فتذكرت هذا المثل (ياغريب كن أديب) وللأمانة مؤخراً بدأت تتلاشى وتختفي هذه الممارسات السيئة هل لأنه تم ردعهم وإيقافهم عند حدهم ؟! أم أنهم عادوا أو عاد كثير منهم إلى بلادهم؟؟؟!
لا أعلم بصراحة لكن الفيلم الثاني هو الأكثر عمقاً وهو الذي تتجسد فيه مفردات هذا المثل أو هذه الحكمة ولعليّ أعني هنا فئة معروفة على مستوى بلدان الخليج العربي يتحدثون لهجتنا ويعيشون بيننا بل إن بعضهم ينتمون إلى نفس قبائل وعوائل الخليج والجزيرة العربية والتي لها امتدادات كبيرة تتجاوز حدود الجزيرة العربية إلى مايجاورها من بلدان الوطن العربي الكبير ويطلق عليهم (غير محددي الجنسية) ؛ أو (البدون).
وهنا أؤكد وأنوّه إلى أن انتقادي هو (لبعض السيئين منهم) لأن التعميم لغة الحمقى؛ فهذه الفئة العزيزة على قلوبنا فيها الكثير من الخيرين والمحترمين والذين يتحلون بصفات وأخلاق عظيمة تفرض على كل إنسان محترم وتربى على الحد الأدنى من المبادئ والقيم إحترامهم وتقديرهم والسعي بالخير لهم وتمني كل خير لهم إلا أن ماعايشته أنا شخصياً من تحول في البعض منهم من أشخاص محترمين ويتحلون بأخلاق طيبة تعاملاً وأقوالاً وأفعال إلى أشخاص آخرين تماماً وسلبيين حتم عليَّ طرح المسألة أو الظاهرة على الملأ لعلها تصل إلى المسؤولين.
ففي حين أن بعض بلدان الخليج العربي الشقيقة لم يمنحوهم جنسية بلدانهم أبت المملكة العربية السعودية وحكامها الكرام العظام إلا أن تحن عليهم وتكرم الغالبية العظمى منهم وتمنحهم جنسية أعظم بلد على وجه الأرض من منظور عروبي وإسلامي وقبل ذلك من منظور إنساني فحدث أن منح السواد الأعظم منهم الجنسية السعودية في عهد المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وبمكرمة ملكية لا يستحقها إلا من يدرك حجم هذه المكرمة جيداً منهم.
لكن ما جعلني أصاب بالذهول أن البعض منهم ممن كنا نتعاطف معهم قبل ذلك نسوا ماضيهم القريب وتنكروا لما كانوا يظهرونه لنا من محبة وتقدير واحترام وأصبحوا يتصرفون ويمارسون أفعالاً سيئة لا تناسب ما أصبحوا عليه من نعمة ورزق وفير ورفاهية لم يكونوا ليحلموا بها في أي بلد آخر فتنكروا لمن كانوا يتعاطفون معهم ويطالبون القيادة الكريمة بتجنيسهم وإدماجهم في المجتمع ليعيشوا حياة كريمة تنعكس إيجاباً على نفسياتهم وتحفزها لإبداء الشكر والتقدير والإمتنان لصناع القرار في هذه البلاد المباركة والولاء المطلق لولاة الأمر فيها واحترام الوطن وعادات أهله وتقاليدهم ومبادئهم التي تربوا عليها من حب للخير والتضحية والعطاء وكره لكل ما هو سيء والترفع عنه بالقول والفعل والعمل.
لكن ما شاهدته في بعضهم هو أن ذهبوا لأبعد من مجرد التنكر لهذه البلاد وأهلها وقادتها الكرام بل إن منهم من أصبح يفتخر بالنقائص من السلوكيات السيئة والتي ليست مدعاة للفخر والاعتزاز كأن يفاخر أحدهم بأن لديه من حدة الذكاء المفرط ما يجعله ينصب على كبار أصحاب رؤوس الأموال وكبار المسؤولين والشركات والكيانات فلم يجد حرجاً حين تلفظ فمه بتلك العبارة حين قال (حبيبي حنا ننصب ونسرق الدولة ما نقدر ننصب على شركات وبنوك) هذه الجملة سمعتها بأذني أنا شخصياً والله على ما أقول شهيد.
هنا فقط تجلى بكل وضوح معنى العبارة (ياغريب كن أديب)؛ لذا وبدافع حبي لوطني وولائي لقادته ورموزه العظام أتمنى من المسؤولين وصناع القرار وعلى رأسهم جميعاً مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية والقائد الشاب الملهم الإيعاز إلى من يهمه الأمر بوضع كل من يمنح الجنسية العربية السعودية تحت مجهر الرقابة فإن صدر عنه مايسيء من أقوال أو أفعال أو ممارسات مسيئة أن تنتزع منه لأنه ليس كفؤاً ولا يستحق أن يحمل جنسية أعظم البلاد على وجه الأرض.. وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
