مختصون لـ”اليوم”: العلاج المناعي يفتح الأمل في تأخير السكري النوع الأول

أكد عدد من المختصين أن المملكة العربية السعودية دخلت مرحلة جديدة في التعامل مع داء السكري من النوع الأول، بعد بدء استخدام علاج مناعي يُعدّ نقلة نوعية في الوقاية من المرض، ويفتح نافذة أمل حقيقية لإعادة تعريف استراتيجيات الصحة العامة والوقاية.

أوضح الدكتور بسام صالح بن عباس، استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن هذا العلاج المناعي الجديد “لا يعالج الأعراض فحسب، بل يستهدف الخلل المناعي المسبب للمرض، من خلال تثبيط الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين”.

بروتوكول مبسط

أشار إلى أن ما يميز هذا العلاج هو “فعاليته العالية وبروتوكوله المبسط”، حيث يُعطى يوميًا لمدة 14 يومًا فقط، للأطفال والبالغين ابتداءً من عمر 8 سنوات، مشددًا على أهمية إجراء الفحوصات اللازمة التي تكشف عن وجود جسمين مضادين على الأقل، كمؤشر خطر في مرحلة ما قبل السكري، التي لا تظهر فيها أعراض سريرية.

محاولات سابقة

فيما أوضح الدكتور محمد الحربي، استشاري الغدد الصماء وسكر الأطفال، وأستاذ مساعد بجامعة دار العلوم، أن “هذا التقدم يعيد تعريف مفهوم الوقاية”، لافتًا إلى أن “جميع المحاولات السابقة لعلاج أو منع السكري النوع الأول، مثل إعطاء الإنسولين بالفم أو الوريد، أو تعديل النمط الغذائي، لم تثبت فعاليتها في منع المرض”.

وأضاف: “الآن، أصبح بالإمكان تأخير دخول المريض في المرحلة الثالثة من السكري، وتأجيل اعتماده الكامل على الإنسولين، مما يمنحه وقتًا ثمينًا من الحماية”.

الكشف المبكر

وبيّن الحربي أن نحو 90% من المصابين بالسكري من النوع الأول لا يملكون تاريخًا عائليًا مع المرض، وهو ما يستدعي – بحسب رأيه – “توسيع نطاق الكشف المبكر ليشمل المجتمع بأكمله، وليس فقط أقارب المرضى”، وهو ما بدأت به بعض البروتوكولات في مستشفى الملك فيصل التخصصي.

ووصف المختصون هذا التوجه العلاجي الجديد بأنه “زراعة أمل” حقيقية، إذ يمثل نموذجًا فريدًا من الزراعة التي تحفز الجهاز المناعي بدلًا من تثبيطه، كما يحدث في زراعة الأعضاء، مشيرين إلى أن “الأثر الإنساني والنفسي لهذا التقدم لا يقل عن أثره الطبي، خاصة لدى الأطفال وأسرهم”.

واختتم الأطباء حديثهم بالتأكيد على أن هذا العلاج يمهّد الطريق لتأسيس برنامج وطني للكشف المبكر والوقاية من السكري النوع الأول، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة، والارتقاء بالصحة العامة، وتعزيز الطب الوقائي كخيار استراتيجي في المستقبل الصحي للمملكة.