مختصون: التدخين وراء 85% من سرطان الرئة.. وبقاياه على الأثاث قد تسبب المرض
كشفت وزارة الصحة أن سرطان الرئة يُعد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، وهو السبب الأكبر للوفيات الناتجة عن السرطان عالميًا، مشيرة إلى أن شهر نوفمبر من كل عام يُخصص للتوعية بسرطان الرئة، ورفع مستوى الوعي بأعراضه ومسبباته، وأهمية الكشف المبكر عنه.
وأوضحت الوزارة أن التوعية خلال هذا الشهر تتركز على أربعة محاور رئيسة تتضمن رفع الوعي بعوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة، والتعريف بأعراض المرض، إلى جانب التشجيع على الفحص المبكر، وتحفيز من تظهر عليهم الأعراض على مراجعة الطبيب المختص للتشخيص والعلاج في مراحله الأولى.
وبيّنت الصحة أن سرطان الرئة يُشكّل عبئًا صحيًا عالميًا؛ إذ تم تسجيل أكثر من 2.5 مليون حالة إصابة جديدة عام 2022م، فيما تُوفي 1.8 مليون شخص بسبب المرض نفسه، مشيرة إلى أنه يُسبب ضعف عدد الوفيات التي يسببها سرطان القولون والمستقيم.
تعزيز الوعي الصحي
وأكدت الوزارة أن التدخين هو العامل الرئيس المسبب لسرطان الرئة، حيث يُسهم في نحو 85% من الحالات المسجّلة، كما أن التعرض للتدخين السلبي، والتلوث البيئي، وعوادم الديزل تُعد من العوامل الإضافية التي تزيد من احتمالية الإصابة.
ودعت وزارة الصحة جميع أفراد المجتمع إلى تعزيز الوعي الصحي وتبنّي أنماط حياة خالية من التدخين، والمبادرة بإجراء الفحوصات الدورية، مؤكدة أن الاكتشاف المبكر يرفع نسب الشفاء ويُسهم في خفض معدلات الوفيات.
مسببات سرطان الرئة
من جهته أكد رئيس الجمعية العلمية السعودية لمكافحة التبغ الدكتور هاجد بن مرزوق الذيابي، أن تخصيص شهر نوفمبر للتوعية بسرطان الرئة يأتي تأكيدًا لأهمية التثقيف الصحي والكشف المبكر في تعزيز فرص العلاج والوقاية، مشيرًا إلى أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان صنّفت سرطان الرئة ضمن أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، والسبب الأول للوفيات المرتبطة بالسرطان عالميًا.
وأوضح أن الأبحاث العلمية الحالية تركز على فهم مسببات سرطان الرئة بشكل أدق، وتعزيز جهود الكشف المبكر عنه، ودراسة العوامل التي يمكن أن تحسّن فرص العلاج والبقاء على قيد الحياة، مبينًا أن تدخين التبغ يُعد العامل الأخطر المسبب للمرض، إذ يُسهم بنحو 85% من جميع الحالات المشخصة.
وبيّن أن احتراق التبغ ينتج آلاف المركبات الكيميائية، ومئات المواد السامة، وأكثر من 70 مادة مثبت علميًا أنها مسببة للسرطان، ما يجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة مقارنة بغير المدخنين.
بقايا الدخان العالقة
وأضاف الذيابي أن التدخين لا يقتصر ضرره على المدخن فحسب، بل يمتد إلى المحيطين به من أطفال وزملاء وأصدقاء من خلال ما يُعرف بالتدخين السلبي، كما أن الدراسات الحديثة أثبتت أن التدخين من النوع الثالث — أي بقايا الدخان العالقة في الأثاث والجدران والستائر — قد يكون بدوره مسببًا للسرطان.
ودعا جميع المدخنين إلى اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين فورًا، مؤكدًا أن عيادات مكافحة التبغ التابعة لوزارة الصحة تقدم برامج علاجية فعّالة وخططًا متكاملة تساعد على الإقلاع النهائي، وحماية الرئتين وسائر أعضاء الجسم من مضاعفات التدخين ومخاطر الإصابة بالسرطان.
من جانبه أكد استشاري وأستاذ الطب التنفسي المساعد والباحث في الأمراض التنفسية الدكتور جابر بن سعود القحطاني أن التدخين يُعد السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، إذ تشير الإحصائيات العالمية إلى أن نحو 85% من الحالات ترتبط بالتدخين طويل الأمد، سواء النشط أو السلبي.
الانسداد الرئوي المزمن
وأوضح الدكتور القحطاني أن هناك عوامل أخرى تسهم في زيادة خطر الإصابة بالمرض، من أبرزها: التعرض لغاز الرادون، والمواد المسرطنة مثل الأسبستوس والزرنيخ والنيكل، إضافةً إلى العوامل الوراثية، وتلوث الهواء، ووجود أمراض رئوية مزمنة كمرض الانسداد الرئوي المزمن.
وأشار إلى أن سرطان الرئة يُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال في المملكة، ويحتل المرتبة السابعة بين الجنسين وفقًا لإحصائيات عام 2013م.
وحول أهمية الاكتشاف المبكر، أوضح القحطاني أن أعراض سرطان الرئة غالبًا لا تظهر في مراحله الأولى، مما يجعل الكشف المبكر تحديًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن من العلامات التحذيرية التي تستوجب مراجعة الطبيب: السعال المستمر أو تغير طبيعته، السعال المصحوب بالدم، ضيق التنفس، آلام الصدر، البحة أو الصفير أثناء التنفس، فقدان الوزن غير المبرر، والصداع أو آلام العظام.
أساليب علاج سرطان الرئة
وأضاف القحطاني أن الفحوصات التشخيصية تشمل الأشعة السينية والمقطعية وفحص البلغم وأخذ خزعة من الرئة لتحديد طبيعة الورم.
وفيما يتعلق بأحدث أساليب العلاج، بيّن القحطاني أن الخيارات تعتمد على نوع الورم ومرحلته والحالة الصحية العامة للمريض، وتشمل: الجراحة لاستئصال الورم أو الفص المصاب أو الرئة كاملة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الدوائي المركّز الذي يستهدف الخلايا السرطانية بدقة.
واختتم القحطاني حديثه بالتأكيد على أهمية الوقاية من خلال الإقلاع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي، وإجراء فحوصات للكشف عن غاز الرادون في المنازل، وتجنّب التعرض للمواد المسرطنة في بيئات العمل، واتباع نظام غذائي صحي، والمحافظة على النشاط البدني المنتظم، مشددًا على أن تبني نمط حياة صحي هو السلاح الأقوى لتقليل معدلات الإصابة بهذا المرض الخطير.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
