استشاري-لـ”اليوم”:-التحذير-الخليجي-من-“السمنة”-جرس-إنذار-للجميع

استشاري لـ”اليوم”: التحذير الخليجي من “السمنة” جرس إنذار للجميع

أكد أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا لـ”اليوم”: أن التحذير الصحي الذي أطلقه مجلس الصحة لدول مجلس التعاون بشأن ارتفاع معدلات السمنة في دول الخليج ومنها السعودية، وخصوصًا بين الأطفال اليافعين والمراهقين يعد جرس إنذار حقيقيًا يستدعي وقفة جادة من الأسر وجميع الجهات الصحية والتربوية والاجتماعية، لما تمثله هذه الظاهرة من تهديد مباشر لصحة الأجيال القادمة، إذ تجاوزت نسب السمنة في بعض الدول المعدل العالمي بمراحل مقلقة.

وأوضح أن أسباب سمنة الأطفال متعددة ومتداخلة، يأتي في مقدمتها قلة النشاط البدني واعتماد الأطفال على الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، إلى جانب الإفراط في تناول الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية الغنية بالسكريات والدهون، كما تلعب العوامل الوراثية والضغوط النفسية وقلة النوم دورا إضافيا في تعزيز تراكم الدهون داخل الجسم.البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا

زيادة وزن وخمول

أشار إلى أن أعراض السمنة لدى الأطفال لا تقتصر على زيادة الوزن فحسب، بل تتعدى ذلك إلى الخمول، وصعوبة الحركة، وتراجع اللياقة البدنية، واضطرابات في التنفس أثناء النوم، محذرًا من أن مضاعفاتها قد تكون خطيرة في المدى الطويل، مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مقاومة الأنسولين، واضطرابات الكوليسترول، وصولًا إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب المبكرة.

وتابع أن السمنة عند الأطفال والمراهقين لا تقتصر على كونها خللا في الوزن أو التغذية، بل تتعداها لتصبح مشكلة نفسية واجتماعية معقدة تؤثر في تكوين شخصية الطفل وثقته بنفسه وتفاعله مع المجتمع، فالطفل المصاب بالسمنة قد يتعرض بسهولة إلى التنمر والسخرية من قبل أقرانه في المدرسة أو في البيئة الاجتماعية، ما ينعكس سلبًا على حالته النفسية ومشاركته في الأنشطة الجماعية، ويؤدي إلى الانعزال، وتدني تقدير الذات، وحتى اضطرابات الأكل الناتجة عن التوتر أو الاكتئاب.

كما أن الدعم النفسي للأسرة في هذه الحالات لا يقل أهمية عن العلاج الغذائي أو الرياضي، إذ يحتاج الطفل إلى احتواء عاطفي وتشجيع متوازن يشعره بالأمان والثقة، بعيدًا عن أسلوب التوبيخ أو المقارنة بالآخرين، لأن التعامل القاسي قد يفاقم المشكلة بدل حلها.

مخاطر السمنة

شدد البروفيسور الأغا على دور الأسرة المحوري في حماية الأطفال من مخاطر السمنة، من خلال ترسيخ العادات الغذائية الصحية في المنزل، ومتابعة نوعية الوجبات المقدمة، والحرص على تشجيع الأبناء على ممارسة النشاط البدني المنتظم، وتقليل أوقات الجلوس أمام الشاشات، فالوقاية تبدأ من البيت قبل العيادة، وأن توجيه الأطفال نحو الغذاء المتوازن والرياضة اليومية هو الخط الدفاعي الأول ضد السمنة ومضاعفاتها.

تعليمات هامة

اختتم البروفيسور الأغا حديثه بالتأكيد على أهمية نشر الوعي الصحي بين اليافعين والمراهقين عبر كل الوسائل المتاحة، بجانب ضرورة توجيه نصائح مباشرة لهذه الفئة تتضمن تناول وجبات غذائية صحية متوازنة تحتوي على الخضروات والفواكه، تجنب المشروبات السكرية والمأكولات السريعة قدر الإمكان، ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، الحصول على ساعات النوم الصحية والابتعاد عن السهر، وضرورة مراجعة الطبيب أو اختصاصي التغذية بشكل دوري لمتابعة الوزن والنمو السليم، مع التأكيد على أن مواجهة السمنة مسؤولية مجتمعية مشتركة تتطلب تعاون الأسر، والمدارس، والجهات الصحية، لتأمين مستقبل صحي آمن للأطفال.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *