مختصون لـ” اليوم”: توسع نوعي في الرعاية الصحية المنزلية وتقليل التنويم
أكد مختصون أن المملكة شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوراً متسارعاً ونمواً نوعياً في خدمات الرعاية المنزلية، مدفوعاً برؤية السعودية 2030 وبرامج التحول الصحي التي أسهمت في تحسين الوصول وتجويد الخدمات وتقليل معدلات التنويم وإعادة التنويم، إلى جانب دور التقنيات الحديثة التي عززت فعالية المتابعة وجودة الرعاية.
وأوضحوا في حديثهم لـ” اليوم” أن التوسع الملحوظ في الفرق الطبية، واعتماد معايير الجودة، واستخدام المنصات الرقمية، والزيارات الافتراضية، والبريد الدوائي، وسحب العينات من المنازل، كلها عوامل ساعدت في رفع مستوى الخدمة وتسهيل وصول المرضى للرعاية دون الحاجة لزيارة المرافق الصحية، بما يقلل مخاطر العدوى المكتسبة ويحسن جودة حياة المستفيدين.
وأكدت الدكتورة عائشة بنت إبراهيم الصغير، استشاري طب الأسرة والرعاية الصحية المنزلية ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية العلمية للرعاية الصحية المنزلية ورئيس اللجنة الوطنية للطب المنزلي بالمجلس الصحي السعودي، أن خدمات الرعاية المنزلية شهدت تطوراً ملحوظاً مدفوعاً بالدعم الحكومي وبرامج التحول الصحي، حيث ارتفع عدد المستفيدين وبرامج الزيارات المنزلية بشكل واضح، وتوسع مقدمو الخدمة، وتم اعتماد معايير الجودة والاعتماد المهني في مختلف الجهات، مما أسهم في تحسين النتائج الصحية وتقليل التنويم وإعادة التنويم.
ارتفاع كفاءة الفرق الصحية
وأضافت الصغير أن المؤشرات الحالية تعكس تطوراً نوعياً، من أبرزها تحسّن الوصول للخدمة عبر انتشار البرامج في مختلف المناطق وربطها بالمنصات الرقمية، وارتفاع كفاءة الفرق الصحية نتيجة التوسع في التدريب والتأهيل، وتحسن نتائج المرضى بفضل المتابعة المستمرة، إضافة إلى التوجه نحو الابتكار في الأجهزة المنزلية والتطبيب عن بُعد وأنظمة المتابعة الرقمية.
وأكدت أن الرعاية المنزلية أحدثت فارقاً علاجياً ووقائياً واضحاً لفئات متعددة تشمل كبار السن، ومرضى الأمراض المزمنة، والمرضى بعد التنويم، والأطفال الذين يحتاجون متابعة منزلية، والمرضى النفسيين الذين يستفيد ذووهم من الإرشاد والدعم.
وأشارت إلى أن وجود الفريق الصحي في بيئة المريض يرفع الالتزام بالعلاج، ويقلل العدوى المكتسبة من المستشفيات، ويخفف الضغط على المنشآت الصحية، في حين تعزز الأسرة دورها كشريك أساسي في الخطة العلاجية.
تعزيز جودة الخدمة
وأوضحت استشاري طب الأسرة، أن التحديات الحالية تشمل نقص الكادر المتخصص، وتفاوت مستوى الخدمات بين مقدمي الرعاية، والحاجة إلى رفع الوعي لدى بعض الأسر بأدوارهم في الخطة العلاجية، إلى جانب صعوبات التنقل وتوفير المستلزمات في بعض المناطق، مشددة على أهمية تعزيز جودة الخدمة عبر التدريب والتأهيل وتطبيق معايير الجودة والتحول الرقمي ورفع الثقافة الصحية للأسر.
واستعرضت دور الجمعية السعودية العلمية للرعاية الصحية المنزلية في تطوير القطاع عبر تدريب آلاف الممارسين الصحيين، وتطوير منصة تعليمية رقمية لرفع الكفاءات الوطنية، وتنفيذ مشاريع وطنية تشمل تدريب مرافقي المرضى ومبادرات التمريض والسلامة وجودة الرعاية، إضافة إلى تعزيز الشراكات الحكومية وغير الربحية وإصدار مجلة علمية لنشر المعرفة، ودعم الوعي المجتمعي وتعزيز ثقة الأسر بخدمات الرعاية المنزلية
برامج الطب المنزلي
في السياق نفسه، أوضح الدكتور ياسر سعود الرويلي، أستاذ الصحة العامة وطب المناطق الحارة بجامعة الجوف، أن الرعاية الصحية المنزلية أصبحت أحد أهم مسارات الوقاية وتقليل العبء على النظام الصحي، إذ تحمي المرضى غير المحتاجين للتنويم من مخاطر عدوى المستشفيات وتتيح لهم تلقي الرعاية في بيئة آمنة.
ولفت إلى التوسع النوعي في برامج الطب المنزلي خلال السنوات الأخيرة، بما يشمل الرعاية طويلة ومتوسطة الأمد ودعم الخدمات المساندة مثل سحب العينات من المنازل، والاستشارات الهاتفية المجانية، والبريد الدوائي، مما سهّل وصول المرضى إلى الخدمة سريعاً وبخصوصية عالية.
وشدد على ضرورة رفع وعي المجتمع بأهمية الرعاية المنزلية وتوضيح الحالات التي تستدعي التنويم مقابل التي يمكن التعامل معها منزلياً لضمان أعلى معايير السلامة وجودة الرعاية.
المتابعة والزيارات الافتراضية
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور سلطان العمري، أستاذ واستشاري طب الشيخوخة بجامعة الملك عبدالعزيز، أن الرعاية الصحية المنزلية شهدت توسعاً كبيراً بدعم برامج التحول الصحي وزيادة عدد الفرق الطبية والمستفيدين في مختلف المناطق، إلى جانب دعم تقنيات المتابعة الرقمية والزيارات الافتراضية التي ساهمت في تحسين الجودة وتقليل التنويم بما يتوافق مع مبادئ رفع كفاءة النظام الصحي.
وأشار إلى أن الرعاية المنزلية تقدم فائدة علاجية ووقائية واضحة لفئات مثل كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة ومرضى ما بعد العمليات وذوي الإعاقة، إذ تسهم في الحد من العدوى المرتبطة بالمستشفيات ورفع الالتزام العلاجي وتقليل زيارات الطوارئ وإعادة التنويم، إضافة إلى تعزيز الجانب النفسي للأسرة.
وأكد أهمية التدريب المستمر وتطبيق بروتوكولات مكافحة العدوى وتفعيل الأنظمة التقنية لدعم جودة الخدمة واستمراريتها.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
