استشاري لـ “اليوم”: تقدم سن الإنجاب وتقنيات التلقيح محفزات لظاهرة التوائم

كشف استشاري العقم وأطفال الأنابيب، الدكتور نبيل براشا عن وجود ارتباط وثيق ومباشر بين ارتفاع معدلات حمل التوائم والانتشار المتزايد لعلاجات الخصوبة الحديثة.

وأكد أن التدخلات الطبية الهرمونية وتقنيات أطفال الأنابيب باتت المسبب الرئيسي لتعدد الأجنة، نتيجة تحفيز المبايض لإنتاج أكثر من بويضة، أو نقل عدة أجنة لزيادة فرص نجاح الحمل في الدورة العلاجية الواحدة.

وأرجع الدكتور براشا، ظاهرة تزايد التوائم في السنوات الأخيرة إلى التطور الهائل في بروتوكولات التنشيط المبيضي، بالتزامن مع تأخر سن الإنجاب لدى كثير من السيدات، حيث ترتفع فسيولوجياً فرص الإباضة المزدوجة الطبيعية لدى النساء بعد تجاوزهن سن الثلاثين.

الحمل المتعدد الطبيعي

وفرّق الاستشاري براشا بدقة بين الحمل المتعدد الطبيعي والناتج عن التدخل الطبي، موضحاً أن الحمل الطبيعي غالباً ما يقتصر على جنينين، بينما قد تؤدي تقنيات المساعدة على الإنجاب إلى حمل بثلاثة أجنة أو أكثر، مما يرفع سقف المخاطر الصحية ويستدعي خطة علاجية مختلفة تماماً عن الحمل التقليدي.

وحذر من أن الحمل بتوائم يضع الأم والجنين أمام تحديات صحية معقدة، أبرزها ارتفاع احتمالات الولادة المبكرة، والإصابة بتسمم الحمل، وسكري الحمل، وفقر الدم الحاد، بالإضافة إلى الضغط الميكانيكي على العمود الفقري للأم والحاجة الغالبة للتدخل الجراحي عبر القيصرية لضمان سلامة المواليد.

نظام غذائي صارم

وشدد الدكتور براشا على ضرورة التزام الحوامل بتوائم بنظام غذائي صارم يركز على رفع معدلات الحديد والكالسيوم والبروتين لتلبية الاحتياجات المضاعفة للأجنة، مع أهمية شرب كميات وفيرة من السوائل، والخلود للراحة التامة، وتجنب السفر الطويل أو الوقوف لفترات زمنية مجهدة، خاصة في الأشهر الأخيرة.

ونبه إلى أهمية المراقبة اللصيقة لأي مؤشرات خطر مثل النزيف المفاجئ أو آلام البطن الحادة والصداع المستمر، معتبرة أن الالتزام بالمكملات الغذائية وجدولة الزيارات الطبية المتقاربة هو المعيار الفاصل بين الحمل الآمن والمضاعفات الخطيرة.

واختتم الاستشاري حديثه بالتأكيد على أن الحمل بتوائم، رغم كونه خبراً سعيداً، إلا أنه يمثل مسؤولية طبية وأسرية مضاعفة، تتطلب وعياً عالياً ومتابعة دقيقة لتحويل هذا التحدي الطبي إلى قصة أمومة ناجحة ومستقرة.