طبيب روماتيزم لـ ”اليوم“: البلاستيك يهدد صحة البشر.. و8 بدائل آمنة
دعا طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أفراد المجتمع، إلى الحد من استخدام المنتجات والأدوات البلاستيكية، والتي زاد التعامل معها في الآونة الأخيرة، لاعتبارات عديدة، منها كثرة توفرها، ورخص ثمنها، وسهولة استخدامها، والتخلص منها.
وأضاف لـ ”اليوم“: يُلاحظ مع حلول الصيف والإجازات زيادة استخدام الأواني البلاستيكية، لا سيما أثناء الرحلات الترفيهية والبحرية والمناسبات، ومخاطر البلاستيك لا تتوقف إلى حد البيئة بل تنعكس أكثر على صحة البشر، ولا سيما أولئك الذين يعتمدون أكثر على المنتجات البلاستيكية في حياتهم بشكل يومي.
ضرر صحي
وأوضح الدراسات والأبحاث العالمية أثبتت أن هناك مخاطر عديدة للبلاستيك، فقد نشرت مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية عام 2024 مراجعة فريق البحث من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو شمل 3000 دراسة علمية تناولت تأثير البلاستيك الدقيق على الصحة، واستنتجت أن البلاستيك الدقيق ارتبط بعدد من التأثيرات الصحية السلبية، مثل تطور سرطان القولون والجهاز التناسلي.
وبين أن البلاستيك يؤثر على التوازن الهرموني، ويقلل من جودة الحيوانات المنوية، ويؤثر على المبايض والمشيمة، وهو ما ارتبط بانخفاض الوزن عند الولادة، وزيادة خطر الولادة المبكرة، ويسهم في تطور الأمراض التنفسية المزمنة، مثل التهاب الرئة وسرطان الرئة.
وتابع: وجد الأطباء أن المواد الكيميائية الموجود في البلاستيك تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الغدد الصماء، حيث تمنعها من أداء وظيفتها الحيوية المتمثلة في إفراز بعض الهرمونات.
واستطرد: نشرت مجلة علم المناعة الدوائي الدولي عام 2023 دراسة عن تأثير المواد البلاستيكية الدقيقة على الروماتويد أظهرت النتائج أن البلاستيك الدقيق يُعزز إفراز العوامل الالتهابية في الخلايا الزليلية الشبيهة بالألياف الليفية في مرضى الروماتويد.
وأظهرت النتائج في دراسة أخرى أن تلف غضروف مرضى الروماتويد قد تفاقم بسبب البلاستيك الدقيق واستنجت الأبحاث الحالية أن البلاستيك الدقيق، باعتباره مُلوثًا جديدًا، يُمكن أن يُعزز الضرر المُستدام في الروماتويد.
وبيّن أن الباحثين وجدوا في بعض الدراسات أن كمية قليلة من ”بيسفينول أ“ المتوفر في البلاستيك قد يهدد الأطفال بأضرار خطيرة، مثل التشوهات، وارتفاع نسبة الدهون في الجسم، وبجانب ذلك وجد أن المشكلة الأخطر تكمن في كيفية تفاعل البلاستيك مع الحرارة، وخاصة الطعام الذى يحتوى على الدهون.
فوجود الدهن تحت درجة حرارة عالية يحرر الديوكسين من البلاستيك ليختلط مع الطعام ويتجه فى النهاية إلى خلايا الجسم، خاصة المنتجات المستخدمة في تعبئة الأطعمة والمشروبات، والديوكسين خطير وله مشاكل تنعكس على خصوبة الرجال والنساء وحدوث اضطراب في إنتاج الهرمونات، ومشاكل جلدية، وفي الجهاز المناعي والرئة.
مخاطر على الأطافال
ونوه د. ضياء، بأن دراسة علمية جديدة نشرت الأسبوع الماضي عن سلامة الأغذية المغلفة بالبلاستيك، بينت أن تمزيق أغلفة المواد البلاستيكية عن اللحوم، والخضروات، والفواكه، يمكن أن يؤدي إلى تلوث الطعام بجزيئات بلاستيكية دقيقة ونانوية قد تشكل خطرًا على صحة الإنسان.
وكشفت الدراسة، التي أجراها باحثون من مؤسسة ”Food Packaging Forum“ السويسرية ونشرت في مجلة NPJ Science of Food، أن الجزيئات البلاستيكية لا تتسرب فقط من الأغلفة البلاستيكية، بل يمكن أيضًا أن تنبعث من أغطية البرطمانات والزجاجات المعدنية المطلية بالبلاستيك، نتيجة الاحتكاك المتكرر عند فتحها وإغلاقها.
وأشار إلى ما قالته مؤلفة الدراسة الرئيسية ”ليزا زيمرمان“، بأن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانومترية رُصدت في مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية والمشروبات، منها العصائر، والأسماك المعلبة، والمياه المعدنية، وأكياس الشاي، وملح الطعام، بالإضافة إلى الأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازية، ويتضح من كل ما سبق وجود مخاطر لاستخدام المواد البلاستيكية في تغليف الأغذية.
وتابع د. ضياء: يشمل تأثير البلاستيك ألعاب الأطفال الصغار الذين يعتمدون على الألعاب المصنوعة من المنتجات البلاستيكية، إذ يجب على الوالدين اقتناء العاب صحية وصديقة للبيئة ولا تؤثر على صحة الأطفال، فعفوية الأطفال تجعلهم يضعون تلك الألعاب البلاستيكية في أفواههم، ما قد يعرضهم لمخاطر التسمم بمادة PVC، التي قد تدخل في عملية تصنيع الألعاب البلاستيكية، خاصةً الدمى وغيرها.
وأضاف أنه يوجد في تصنيف البلاستيك 7 أرقام محددة، ولكن قد يلاحظ غيابها وعدم وجودها في بعض المنتجات والعبوات المستخدمة يوميًا، والأرقام ال 7 لرموز ودلالات البلاستيك في التصنيف.
بدائل البلاستيك
وذكر أن الأرقام ”3 – 6 – 7“ تشكل مخاطر على صحة الإنسان، وخصوصًا أن الدراسات أوضحت أن استخدام العبوات البلاستيكية الرديئة أو المعاد إنتاجها وذات الاستخدام الواحد بشكل متكرر في حفظ الطعام أو المشروبات يمثل كارثة صحية حقيقية، والتي قد تظهر آثارها على المدى البعيد، من خلال الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، ومنها الأمراض المستعصية.
وقال: من كل ما سبق يجب أن ندرك أنه ليس جميع أنواع البلاستيك مضرة، ولا سيما قوارير المياه التي يتم استهلاكها بشكل يومي، إذ كشف مجلس الصحة الخليجي عام 2022 أن هناك اعتقادًا خاطئًا حول شرب الماء من العلب البلاستيكية، والحقيقة تكمن في أن العلب البلاستيكية تمر بطرق معالجة تستوجب العديد من المتطلبات لتصبح آمنه وصالحة للاستعمال والشرب، وشدد مجلس الصحة الخليجي في توضيحه بأن تخزين علب الماء لفترة طويلة مع تعرضها لأشعة الشمس والحرارة قد يعرضها للتلوث وتكوين بيئات للبكتيريا.
وعن بدائل استخدام البلاستيك، نصح د. ضياء باستخدام الأكياس الورقية أو المصنوعة من القماش أو الجلد في حفظ الأطعمة والمشروبات بدلًا من استخدام البلاستيك، ويفضل استخدام الأواني الزجاجية، والمنتجات والحافظات المصنوعة من الزجاج والخزف والستانلس ستيل لعدم وجود أي أضرار لها.
والتقليل من شراء المواد الغذائية المعبأة في البلاستيك ومن الشرب في الأكواب البلاستيكية، وتجنب استخدام البلاستيك أو النايلون الذي يغطي الأطعمة في المايكروويف، والابتعاد عن استخدام السوائل الساخنة في الأكواب البلاستيكية، وتجنب قدر الإمكان المعلبات والمواد الغذائية التي تحتوي على المواد الحافظة، وأخيرًا الابتعاد عن جميع ألعاب الأطفال البلاستيكية تفاديًا لوضعها في الفم.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.