استشاري لـ”اليوم”: تجميد البويضات غير موصى به بعد الأربعين لانخفاض الخصوبة

شدّد استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمجمع صحة المرأة بجدة، الدكتور نبيل محمد براشا، على أن تجميد البويضات بعد سن الأربعين يُعد خيارًا غير موصى به طبيًا، نظرًا لانخفاض جودة وعدد البويضات في هذا العمر، مما يؤدي إلى تراجع كبير في فرص الحمل ونجاح التلقيح المجهري لاحقًا.

وأوضح براشا أن السن المثالي لإجراء تجميد البويضات يتراوح بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين، حيث ترتفع معدلات الخصوبة وتكون جودة البويضات في أفضل حالاتها، مؤكدًا أن نسب الحمل باستخدام البويضات المجمدة خلال هذه المرحلة العمرية قد تصل إلى نحو 90% عند تكرار المحاولة حتى أربع مرات، مقارنة بانخفاضها الحاد بعد الأربعين.

وبيّن أن تجميد البويضات هو إجراء طبي يُلجأ إليه بهدف الحفاظ على خصوبة المرأة، ويتم من خلال استخراج البويضات من المبيض وتخزينها في درجات حرارة منخفضة جدًا، لاستخدامها لاحقًا في التلقيح المجهري. وتُعد هذه التقنية خيارًا مهمًا للنساء الراغبات في تأجيل الإنجاب لأسباب مهنية أو اجتماعية، أو اللواتي يخضعن لعلاجات مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، أو في حالات طبية مثل بطانة الرحم المهاجرة.

وأشار إلى وجود ضوابط صارمة تحكم استخدام البويضات المجمدة، أبرزها أن استخدام البويضات يجب أن يكون فقط بين الزوجين الشرعيين، ولا يجوز استخدامها في حال الطلاق أو وفاة الزوج، كما لا تُستخدم في عمليات تأجير الأرحام. ولفت إلى ضرورة حفظ كل بويضة باسم المرأة بدقة وفصلها تمامًا عن غيرها، لضمان عدم حدوث أي خلط سواء من الناحية الطبية أو الشرعية.

ونوّه براشا إلى أن خصوبة المرأة ترتبط بعمرها وقت تجميد البويضات وليس وقت إرجاع الأجنة، موضحًا أن نسب النجاح قد تصل إلى 50-55% في المحاولة الأولى، وترتفع إلى نحو 90% عند تكرار المحاولات، في حال تم التجميد قبل الثلاثين وبعدد جيد من البويضات.

وأشار إلى أن الأنثى تولد بما يقارب مليون إلى مليوني بويضة غير ناضجة، إلا أنه يتبقى منها عند البلوغ حوالي 300 إلى 400 ألف فقط، فيما يتم إطلاق نحو 300 إلى 500 بويضة فقط طوال عمر المرأة بمعدل بويضة واحدة شهريًا، ما يفسر الانخفاض الطبيعي في الخصوبة مع التقدم في العمر، وزيادة الحاجة لتقنيات الحفظ المبكر.