الصحة:-النساء-أكثر-تأثرًا-باضطرابات-القلق.-و301-مليون-مصاب-عالميًا

الصحة: النساء أكثر تأثرًا باضطرابات القلق.. و301 مليون مصاب عالميًا

كشفت وزارة الصحة أن النساء يتأثرنّ بشكل أكبر من الرجال باضطرابات القلق، مؤكدة أن اضطرابات القلق تُعد من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا على مستوى العالم، حيث أصابت نحو (301) مليون شخص في عام 2019، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

تأثير التوتر على صحة الجسم

ويأتي ذلك تزامنًا مع الأسبوع العالمي للتوتر، الذي يُسلّط الضوء على أهمية الصحة النفسية بوصفها ركيزة أساسية للصحة العامة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن واحدًا من كل ثمانية أشخاص يعاني من حالة نفسية، ما يجعل الاهتمام بالصحة النفسية ضرورة لا ترفًا.
وأكدت “الصحة” أن التوتر هو استجابة طبيعية للعقل والجسم تجاه التحديات اليومية، وقد يكون قصير المدى محفزًا إيجابيًا، لكنه عندما يستمر لفترات طويلة يصبح مؤذيًا للصحة الجسدية والعقلية، ويسهم في ضعف المناعة واضطرابات المعدة والنوم، إضافة إلى الصداع، وقد يتطور إلى أمراض مزمنة مثل الاكتئاب، القلق، أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم والسكري.
وأوضحت الوزارة أن من أبرز أهداف الأسبوع العالمي للتوتر هي رفع الوعي المجتمعي بمخاطر التوتر وطرق السيطرة عليه، والتخلص من وصمة العار المرتبطة بالاضطرابات النفسية، وإتاحة العلاج للجميع دون تمييز.
كما أشارت إلى أن عدد من يعانون من القلق ارتفع بنسبة (26٪) في عام 2022، في ظل الضغوط الحياتية المتزايدة حول العالم.

ظاهرة العصر الحديث

من جهتها أوضحت الأخصائية النفسية د. ريم المعمر أن التوتر أصبح من الظواهر النفسية الأكثر شيوعاً في العصر الحديث نتيجة لتسارع إيقاع الحياة اليومية وتعدد مصادر الضغوط التي تواجه الإنسان، مشيرة إلى أن أسبابه قد تكون مهنية أو أسرية أو اجتماعية أو مالية أو صحية، بل إن بعض أنواع التوتر تنشأ من التزامات دراسية أو توقعات ذاتية مرتفعة.د. ريم المعمر
وبيّنت أن التوتر الطبيعي هو استجابة فسيولوجية قصيرة المدى تهدف إلى تحفيز الفرد وتحسين أدائه في مواجهة المواقف الصعبة، مثل التحدث أمام الجمهور أو إنجاز المهام في الوقت المحدد، ويزول عادة بزوال الموقف المسبب له.
أما التوتر المزمن فهو حالة من الاستنفار المستمر للجسد والعقل تجعلهما يعيشان في وضع تأهّب دائم، مما يؤدي إلى إنهاك الجهاز العصبي واضطراب التوازن الهرموني.

وأضافت د. ريم أن استمرار إفراز هرمونات التوتر كالكورتيزول والأدرينالين لفترات طويلة يؤدي إلى مشاكل عضوية واضحة تشمل اضطرابات النوم والقولون العصبي، والصداع المزمن، وآلام المفاصل والعضلات، وضعف التركيز، كما يؤثر على الجهاز المناعي والقلب على المدى الطويل.

مؤشرات الخطر على الصحة

ومن مؤشرات الخطر – بحسب قولها – أن تمتد الأعراض لأكثر من أسابيع دون تحسن، وأن يصاحبها ضعف في الأداء المهني والعلاقات الاجتماعية، مع لجوء البعض إلى سلوكيات تعويضية غير صحية مثل الإفراط في الطعام أو التدخين أو استخدام المهدئات.
وأكدت أن إدارة التوتر بفاعلية لا تتحقق إلا بوعي الفرد بنفسه وبمثيرات القلق المحيطة به، مشيرة إلى أهمية الجمع بين تنظيم الوقت وتحديد الأولويات، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتعلم تمارين التنفس العميق والاسترخاء العضلي التدريجي التي تخفف من التوتر الفيزيولوجي في دقائق.
كما شددت على ضرورة بناء شبكة دعم اجتماعي من الأصدقاء والزملاء والعائلة، والحرص على “الاستراحة الواعية” في بيئة العمل، وفصل الحياة المهنية عن الشخصية، مبينة أن ممارسات اليقظة الذهنية والتلطف مع الذات ثبتت فعاليتها علمياً في خفض معدلات التوتر وتعزيز المرونة النفسية، وأن تجاهل هذه الإشارات أو محاولة كبتها قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية أعمق كالقلق والاكتئاب واضطرابات الهلع.

التوتر الطبيعي والمزمن

من جهتها، أكدت الأخصائية النفسية انتصار آل عقيل أن التوتر لم يعد عارضاً عابراً بل تحول إلى رفيق دائم لحياة الإنسان المعاصر، نتيجة لتشابك المسؤوليات وسرعة وتيرة التقنية الحديثة التي جعلت عقولنا في حالة استنفار دائم حتى في أوقات الراحة.
وأشارت إلى أن التوتر الطبيعي هو استجابة قصيرة الأمد تساعد على الإنجاز وتحفّز التركيز، بينما التوتر المزمن يمثل حالة استنفار عصبي وهرموني مستمرة تجهد الجسد وتربك التفكير وتضعف المناعة.
وبيّنت أن دراسات عالمية حديثة، أظهرت أن الارتفاع المستمر لهرمون الكورتيزول يؤدي إلى انكماش في منطقة “الحصين” بالدماغ المسؤولة عن الذاكرة والانفعالات، كما يضعف الروابط العصبية في القشرة الجبهية المسؤولة عن التركيز وضبط الانفعال، مما ينعكس على المزاج واتخاذ القرار وجودة النوم والإنتاجية.
وأضافت أن مؤشرات التوتر المزمن تشمل الأرق المتكرر، فقدان الشهية أو زيادتها، تشتت الذهن، التعب الدائم، الحساسية المفرطة تجاه المواقف البسيطة، وانخفاض الحافز العام، مشيرة إلى أن هذه العلامات ليست ضعفاً في الشخصية بل رسائل تحذيرية تستدعي وقفة واهتماماً جاداً.

نصائح لإدارة التوتر

وأشارت آل عقيل إلى أن إدارة التوتر علم قائم على تنظيم الجهاز العصبي والمعرفي وليس مجرد قوة إرادة، موضحة أن أبرز الأساليب العلمية الفعالة تشمل إعادة البرمجة المعرفية التي تقوم على إعادة تفسير المواقف المجهدة بمرونة أكثر، مما يقلل من نشاط اللوزة الدماغية المرتبطة بالقلق بنسبة تصل إلى 40%.
كما أكدت أهمية تنشيط العصب الحائر من خلال تمارين التنفس العميق والبطيء، وممارسة النشاط البدني المنتظم، والنوم الكافي، والتغذية الغنية بالأوميغا والفيتامينات التي تشكل ما تسميه الدراسات بـ “مثلث الاستقرار العصبي”.
وفي بيئة العمل، أوصت باعتماد نظام “الكتلة المركّزة” الذي يجمع بين فترات تركيز عميقة يتبعها استراحات قصيرة، مع أهمية تخفيف الضوضاء النفسية والحد من الاجتماعات غير الضرورية. أما في المنزل، فنصحت بإنشاء ركن شخصي للصفاء الذهني، وممارسة طقوس الامتنان اليومية، وتقليل استخدام الأجهزة قبل النوم.
وختمت حديثها بالقول إن التوتر ليس عدواً، بل لغة يرسلها الجسد والعقل ليطلب منا إعادة التوازن، مؤكدة أن الإصغاء لذلك الصوت مبكراً هو أول خطوة نحو سلام داخلي واستقرار نفسي طويل الأمد.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *