أخصائية علاج طبيعي لـ “اليوم”: المشي بالحرّ فائدته مؤقتة وضغط كبير على القلب

حذّرت أخصائية علاج طبيعي من المخاطر الصحية الجسيمة المترتبة على ممارسة رياضة المشي في الأجواء الحارة والرطبة، مؤكدة أن الاعتقاد الشائع حول زيادة حرق السعرات الحرارية في هذه الظروف صحيح جزئيًا فقط، لكنه يخفي وراءه تهديدًا مباشرًا لصحة القلب والأوعية الدموية.

وأوضحت أخصائية العلاج الطبيعي تغريد الزاير أن الجسم يبذل بالفعل مجهودًا إضافيًا لتبريد نفسه عبر التعرق أثناء المشي في الطقس الحار، مما يؤدي إلى حرق سعرات إضافية بجانب تلك الناتجة عن النشاط البدني نفسه.

وشددت على أن هذه الفائدة لا تدوم طويلًا، إذ سرعان ما يتكيف الجسم خلال أيام قليلة ويطور آليات تبريد أكثر كفاءة، وهو ما يقلل بشكل ملحوظ من استهلاك الطاقة الإضافي الذي يسعى إليه الكثيرون.

وقالت الأخصائية لـ ”اليوم“ أن المحصلة النهائية للسعرات المحروقة قد تكون أقل في الواقع، نظرًا لأن قدرة الشخص على الاستمرار في المشي لفترات طويلة تتراجع بشكل كبير في الأجواء الحارة مقارنة بالطقس المعتدل، مما يقلص المدة الفعلية لممارسة النشاط البدني ويحد من الفائدة المرجوة.

وبيّنت أن الخطر الأكبر يكمن في ممارسة المشي عندما تجتمع الحرارة مع الرطوبة العالية، حيث تشكل هذه الظروف ضغطًا هائلاً على القلب.

وأشارت إلى أن الرطوبة تمنع تبخر العرق بفاعلية، مما يؤدي إلى احتباس الحرارة داخل الجسم، ويجبر القلب على العمل بمجهود مضاعف لضخ الدم إلى الجلد في محاولة يائسة لتبريد الجسم.

ونصحت بضرورة التوقف عن ممارسة المشي في مثل هذه الظروف، موجهة تحذيرًا خاصًا لمرضى القلب وارتفاع ضغط الدم والمصابين بأمراض مزمنة، لكونهم الفئة الأكثر عرضة لمضاعفات الإجهاد الحراري.

وأوصت بالبحث عن بدائل آمنة وفعّالة مثل ممارسة الرياضة في الصالات المكيفة أو استخدام أجهزة المشي المنزلية، لضمان تحقيق الأهداف الصحية دون تعريض الجسم لأي مخاطر.

واختتمت الزاير حديثها بتقديم نصيحة شاملة لعموم أفراد المجتمع خلال أشهر الصيف، مؤكدة على أهمية الموازنة بين الحفاظ على النشاط البدني واختيار البيئة المناسبة لممارسته، وذلك كعامل أساسي للحفاظ على الصحة العامة وسلامة القلب وتجنب أي عواقب صحية وخيمة.