طبيب لـ “اليوم”: لا تنخدعوا بـ B12.. والزيادة نذير خطر وأمراض

حذّر استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام، الدكتور ضياء حسين، من الاستهلاك المفرط والعشوائي لمكملات فيتامين B12 أو الحقن الطبية دون استشارة متخصصة، مؤكداً أن هذا الفيتامين الأساسي لصحة الأعصاب وإنتاج الطاقة قد يتحول إلى مؤشر خطر عند ارتفاع مستوياته بشكل غير طبيعي في الجسم.

وأوضح الدكتور حسين لـ “اليوم” أن فيتامين B12 يلعب دوراً حيوياً في تكوين خلايا الدم الحمراء ودعم عمليات الأيض، وأن نقصه قد يؤدي إلى فقر الدم وضعف الذاكرة، ولكنه شدد على أن الإفراط في تناوله عبر المكملات قد يسبب آثاراً جانبية تتراوح بين اضطرابات هضمية وجلدية، وصولاً إلى احتمالية التأثير على وظائف الكبد والكلى.

وأشار إلى أن ارتفاع منسوب B12 في الدم لا يكون سبباً مباشراً للمرض في كل الحالات، بل غالباً ما يكون علامة تحذيرية لوجود أمراض أخرى كامنة، مثل أمراض الكبد، أو بعض الأورام، أو الالتهابات الشديدة.

واستشهد بمجموعة من الدراسات الدولية الحديثة التي سلطت الضوء على المخاطر المحتملة، حيث ربطت مراجعة منهجية واسعة عام 2023 شملت أكثر من 92 ألف مشارك، بين ارتفاع مستويات الفيتامين وزيادة خطر الوفاة لجميع الأسباب، خاصة لدى كبار السن.

واستعرض دراسات أخرى، منها دراسة كورية جنوبية وجدت أن ارتفاع B12 لدى مرضى زراعة الكبد زاد من خطر إصابتهم بالفشل الكلوي الحاد بمعدل ثلاثة أضعاف، كما بيّنت دراسة برازيلية أن ارتفاع مستوياته لدى المرضى المنومين ارتبط بزيادة معدل الوفيات داخل المستشفى. وفي سياق آخر، كشفت دراسة أمريكية أن المكملات قد تغير بكتيريا الجلد وتؤدي إلى ظهور حب الشباب.

وفيما يتعلق بما يشاع عن علاقته بالتوحد، نفى الدكتور حسين أن يسبب ارتفاع فيتامين B12 التوحد، لكنه أشار إلى وجود دراسات تلاحظ ارتباطاً بين ارتفاع مستوياته لدى الأمهات أو الأطفال وزيادة خطر الإصابة باضطرابات طيف التوحد، مرجحاً أن تكون العلاقة مرتبطة بعوامل جينية أو اضطرابات في استقلاب الفيتامين نفسه، ومفرقاً بينه وبين ”التوحد الكاذب“ الناتج عن قلة التحفيز البيئي.

واختتم الدكتور حسين حديثه بتقديم توصيات واضحة، مؤكداً أن الاحتياج اليومي من الفيتامين يختلف حسب العمر ويتراوح بين 0,9 إلى 2,8 ميكروغرام. ونصح بالتركيز على المصادر الطبيعية الغنية به مثل اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان، مع التأكيد على القاعدة الذهبية: عدم تناول أي مكمل غذائي من تلقاء النفس وضرورة مراجعة الطبيب لضمان الاستخدام الآمن والفعال.