طبيب روماتيزم: احذروا «متلازمة المكتب».. الجلوس 30 دقيقة يرفع الضغط والسكري

حذر استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، من التبعات الكارثية لنمط الحياة المكتبي الحديث، واصفاً الجلوس الطويل دون حركة بـ “القاتل الصامت” الذي بات يضاهي في خطورته التدخين والسمنة، بل وقد يتجاوز في فتكِه فيروس نقص المناعة المكتسبة، وذلك استناداً لأبحاث طبية عالمية حديثة.

وأكد الدكتور حسين أن الدراسات العلمية الموسعة، بما فيها تحليل شمل أكثر من مليون شخص، أثبتت أن البقاء على المقعد لأكثر من ثماني ساعات يومياً دون نشاط بدني يضاعف المخاطر الصحية ومعدلات الوفاة بنفس

النسبة التي يسببها التدخين.

ولفت الاستشاري إلى دراسة مفصلية نشرتها الجمعية الأمريكية للقلب عام 2024، تابعت آلاف النساء لعقد من الزمن، وكشفت أن الجلوس لأكثر من 11 ساعة يومياً يرفع مخاطر الوفاة بنسبة مرعبة تصل إلى 57% مقارنة بمن يجلسن فترات أقل.

وأشار إلى أن الخطورة لا تكمن فقط في الساعات الطويلة، بل إن الجلوس المتواصل لمدة 30 دقيقة فقط كفيل برفع مستويات السكر وضغط الدم، مما يحتم ضرورة كسر هذا الجمود الحركي بشكل فوري ومتكرر.

واستعرض الدكتور ضياء نتائج دراسة تايوانية شملت نصف مليون موظف، أظهرت ارتفاع احتمالية الوفاة بأمراض القلب بنسبة 34% لدى من يقضون ساعات عمل طويلة في وضعية الجلوس، إضافة لارتفاع الوفيات من جميع الأسباب بنسبة 16%.

وقدم الاستشاري «طوق نجاة» يتمثل في قاعدة «5 – 30» التي أثبتت فعاليتها جامعة كولومبيا، والتي تلزم الموظف بالنهوض والمشي لمدة خمس دقائق بعد كل 30 دقيقة جلوس، لإنعاش الدورة الدموية وتقليل المخاطر.

وتطرق الحديث إلى «متلازمة المكتب» وآلام أسفل الظهر التي باتت وباءً وظيفياً، حيث يعاني أكثر من نصف الموظفين من آلام في الرقبة والكتفين والظهر نتيجة ضعف العضلات الداعمة للفقرات والوضعيات الخاطئة في استخدام الأجهزة.

وحذر من أن استمرار هذا النمط قد يؤدي لمضاعفات جسيمة مثل الانزلاق الغضروفي والضغط على الأعصاب، ناهيك عن تدهور الحالة الذهنية المتمثل في ضعف التركيز وتراجع الإنتاجية واضطرابات النوم.

وشدد الدكتور حسين على أن الحلول العلاجية الحديثة تعتمد على برامج متكاملة من العلاج الطبيعي وتعديل الفقرات والسلوك الوظيفي، معتبراً التدخل الجراحي خياراً أخيراً للحالات المستعصية.

واختتم الاستشاري حديثه بدعوة صريحة لإعادة هندسة بيئة العمل، عبر استخدام كراسي طبية داعمة، وضبط مستوى الشاشات، وممارسة الرياضة اليومية لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، لضمان صحة الموظفين واستدامة إنتاجيتهم.