طبيب: أنماط الحياة الحديثة زادت الشكاوى من آلام الرقبة والكتف

كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام د. ضياء حسين عن تزايد مقلق في شكاوى أفراد المجتمع من آلام الرقبة والكتف، مرجعًا ذلك إلى أنماط الحياة الحديثة التي فرضت على الأفراد الجلوس ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية، وما يرافق ذلك من قلة الحركة وضعف اللياقة البدنية.
وأوضح أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية أدى إلى ظهور متلازمة “الرقبة النصية” أو “رقبة التكنولوجيا”، التي تنشأ بسبب الضغط الهائل على فقرات وعضلات الرقبة نتيجة الانحناء المستمر للأسفل.
وأشار إلى أن انحناء الرقبة بزاوية 45 إلى 60 درجة يرفع الحمل الذي يتحمله العمود الفقري العنقي من وزن الرأس إلى ما يعادل 20 إلى 22 كيلوجرامًا، ما يسبب أعراضًا مزعجة، تشمل ألمًا يمتد للكتفين، وتيبسًا في الرقبة، وصداعًا، ووخزًا وتنميلًا في الذراعين.

فوائد العلاج الطبيعي

واستشهد د. ضياء حسين بدراسات طبية حديثة تؤكد حجم المشكلة، منها دراسة نشرتها جامعة هارفارد أظهرت أن استخدام الأجهزة المحمولة أكثر من 4 ساعات يوميًا يزيد احتمالية الإصابة بهذه الآلام بنسبة 50%، ومراجعة منهجية منشورة في قاعدة بيانات PubMed شملت أكثر من 10 آلاف شخص، خلصت إلى أن مستخدمي الهواتف بكثرة يواجهون خطرًا أعلى للإصابة بآلام الرقبة والكتف بمعدل مرتين ونصف مقارنة بغيرهم.
وأكد أن العلاج الطبيعي حقق نتائج بالغة الأهمية في علاج “الرقبة النصية”، مستشهدًا بمراجعة بحثية نشرتها مجلة الطب السريري عام 2025، والتي استنتجت أن التدخلات العلاجية الطبيعية تخفف الألم وتصحح وضعية الجسم.

وأشار إلى أن أفضل النتائج تتحقق بالجمع بين تقنيات علاجية مختلفة، إلى جانب الأدوية المسكنة تحت إشراف طبي والكمادات، بينما تبقى الجراحة خيارًا أخيرًا للحالات الشديدة.
وقدم مجموعة من النصائح الوقائية، شدد فيها على أهمية الحصول على استراحات متكررة في أثناء العمل على الأجهزة، وممارسة تمارين الإطالة للرقبة والكتفين، وتعديل ارتفاع شاشة الحاسوب لتكون في مستوى النظر.
بالإضافة إلى اختيار وسادة ومرتبة مناسبتين خلال النوم وتجنب النوم على البطن.