في يومه العالمي.. مختصون لـ”اليوم”: الفحص المبكر والتقنيات الذكية خط الدفاع الأول لحماية البصر
أكد مختصون أن أمراض العيون المزمنة مثل كسل العين، والانحراف المرضي، والمياه البيضاء والزرقاء، واعتلال الشبكية السكري، تعد من أبرز مسببات ضعف وفقدان البصر في المملكة، مشيرين إلى أن التدخل المبكر والفحص الدوري يمثلان الركيزة الأساسية للوقاية.
وأوضحوا في حديثهم ل”اليوم”بمناسبة اليوم العالمي للإبصار «9 أكتوبر» أن المملكة حققت تقدماً لافتاً في برامج الوقاية والعلاج بفضل المبادرات الوطنية، والتوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتطبيب عن بُعد، مما أسهم في تعزيز جودة الحياة وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في الصحة الوقائية.
الحفاظ على البصر مسؤولية وطنية مشتركة
وأوضح استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي أن اليوم العالمي للإبصار الذي يصادف الخميس الثاني من أكتوبر من كل عام، يمثل فرصة لتجديد الوعي المجتمعي بأهمية صحة العين والوقاية من العمى وضعف البصر.
وبيّن أن أمراضاً مثل السكري والمياه البيضاء «الساد» وارتفاع ضغط العين «الجلوكوما» وضعف الإبصار الناتج عن أمراض الشبكية، تعد من أبرز أسباب العمى في المملكة، مما يستدعي تكثيف التوعية الصحية وتشجيع الفحص الدوري للكشف عنها في مراحلها الأولى قبل حدوث المضاعفات.
وأكد أن الفحص المنتظم يعد ركيزة أساسية في الوقاية، إذ يُسهم في اكتشاف المشكلات البصرية التي لا تظهر أعراضها مبكراً، مما يعزز جودة الحياة ويقلل من الأعباء الصحية والاجتماعية والاقتصادية. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي بات يشكل ركيزة محورية في تطوير طب العيون، إذ ساعد في رفع دقة التشخيص وتسريع القرارات العلاجية وتحسين النتائج البصرية.
فحص الأطفال المبكر ينقي من الكسل والانحراف
وأوضحت استشاري طب وجراحة العيون والقرنية والقزحية وجراحات تصحيح الإبصار د. سيرين جوهرجي أن من أبرز أسباب ضعف البصر لدى الشباب كسل العين والانحراف المرضي، في حين تشكل المياه البيضاء والزرقاء خطراً متزايداً في منتصف العمر، بينما يؤدي داء السكري إلى مضاعفات خطيرة في الشبكية تؤثر سلباً على البصر.
وأكدت أن تجنب هذه الأمراض أو الحد من تأثيرها ممكن من خلال التدخل العلاجي المبكر، مبينة أن كسل العين ينتج غالباً عن إهمال فحص الأطفال في سن الثالثة، إذ لا يشتكي الطفل من ضعف النظر بسهولة، مما يجعل الفحص المبكر قبل الالتحاق بالحضانة أمراً ضرورياً لتفادي الإصابة.
وأضافت أن الانحراف المرضي والقرنية المخروطية يتفاقمان مع فرك العين المستمر نتيجة الحساسية، ما يضعف القرنية ويزيد الانحراف، موصية بعلاج الحساسية، وتجنب فرك العين، واستخدام الكمادات والقطرات الباردة. كما حذرت من إهمال علاج الحبوب الكبيرة في العين لأنها قد تسبب انحرافاً بالقرنية نتيجة الضغط المستمر.
وأشارت إلى أن مرضى السكري بحاجة إلى ضبط مستويات السكر تحت إشراف طبي، لأن ظهور اعتلال الشبكية مؤشر على تضرر الأوعية الدموية في الجسم. أما الماء الأزرق فهو من أكثر أمراض العيون شيوعاً ويُكتشف بالفحص فقط، إذ لا تظهر له أعراض مبكرة وقد يسبب فقدان البصر دون إنذار، مؤكدة أن الفحص المنتظم يحمي من العمى.
أبرز أسباب ضعف البصر في المملكة
وقال استشاري طب وجراحة العيون بمركز السقاف الدكتور حسين السقاف إن اليوم العالمي للإبصار يمثل تذكيراً بأهمية العيون ك”نافذة على الحياة”، مؤكداً أن أمراض الشبكية الناتجة عن السكري، والكاتاراكت «الساد»، والجلوكوما «سارق البصر الصامت»، تشكل أبرز مسببات ضعف البصر محلياً.
وأوضح أن البرامج الوطنية للكشف المبكر وحملات التوعية التي تُنفّذ في مختلف مناطق المملكة تسهم في رفع مستوى الوعي بأهمية الفحص الدوري واعتماد نمط حياة صحي، مشيراً إلى أن الفحص المنتظم يعد“استثماراً وقائياً”لاكتشاف الأمراض الخفية في مراحلها الأولى وضمان نجاح العلاج.
وأشار إلى أن التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي باتت تلعب دوراً محورياً في التشخيص المبكر، من خلال تحليل صور قاع العين بدقة عالية للكشف عن اعتلال الشبكية السكري، وهو ما يعزز كفاءة الفحص الجماعي ويوسع نطاق الخدمات المتقدمة لتشمل جميع مناطق المملكة، منوهاً بأن المحافظة على البصر هي مفتاح جودة الحياة.
الذكاء الاصطناعي يعزز التحول الصحي
وأوضح أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة تبوك الدكتور هاني بن بشير البلوي أن أمراض الشبكية المرتبطة بداء السكري، والمياه البيضاء، والزرقاء، لا تزال تمثل التحدي الأكبر في مجال الإبصار بالمملكة، مؤكداً أن الفحص الدوري للعين ركيزة وقائية أساسية تتيح الكشف المبكر والتدخل العلاجي الفعال، ما يحد من الإعاقة البصرية ويرفع جودة الحياة.
وبيّن أن هذا النهج ينسجم مع التوجه الوقائي الذي تتبناه رؤية المملكة 2030، من خلال التركيز على الوقاية بدلاً من العلاج، مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي أحدثت نقلة نوعية في خدمات العيون عبر رفع دقة التشخيص واستخدام التحليل الذكي لصور الشبكية، ما يعزز كفاءة الخدمات الطبية ويسهم في التحول الرقمي للقطاع الصحي.
ولفت إلى أن المملكة أصبحت بيئة خصبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل منصة Eyenai التي تخدم عشرات الآلاف بالفحص الذكي، متوقعاً أن تسهم هذه التقنيات خلال السنوات الخمس المقبلة في تحسين الكفاءة السريرية بنسبة تصل إلى 79%، داعياً إلى تعزيز البنية التحتية التقنية، وإعداد الكوادر الطبية، وتطوير الأطر التنظيمية لتحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات في خدمة صحة الإبصار.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.