البروفيسور-الأغا-في-حوار-لـ”اليوم”:-منصات-التواصل-صنعت-ضحايا-للأعشاب.-والخلطات-تهدد-الكبد

البروفيسور الأغا في حوار لـ”اليوم”: منصات التواصل صنعت ضحايا للأعشاب.. والخلطات تهدد الكبد

  • وهم «البديل الطبيعي».. خلطات عشبية مجهولة تهدد الكبد وتخدع مرضى السكري بوعود زائفة
  • «التواصل الاجتماعي» يُوقع مرضى السكري في فخ الأعشاب ويحولهم لـ «ضحايا»
  • التخلي عن الإنسولين «مغامرة خطرة» تمهد الطريق لمضاعفات قاتلة
  • تأثير الأعشاب «محدود».. والاعتماد عليها لا يحمي من تدهور السكري

كشف أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، عن المخاطر الكامنة خلف الترويج العشوائي للوصفات الشعبية كبديل لعلاج السكري.

وأكد أن الحوار مع “اليوم” أن الاعتماد الكلي على الأعشاب وترك الإنسولين ليس خياراً آمناً كما يشاع، بل هو طريق سريع نحو الفشل العضوي وتدهور الحالة الصحية، واضعاً حداً فاصلاً بين ”الخرافة التسويقية“ والحقيقة العلمية في علاج هذا المرض المزمن.

وحذّر، من خطورة الانجراف خلف الوصفات الطبية العشوائية المتداولة إلكترونياً، مؤكداً أن منصات التواصل الاجتماعي حولت شريحة من مرضى السكري إلى «ضحايا» للأوهام العلاجية، ومشدداً في الوقت ذاته على أن اللجوء إلى الخلطات العشبية مجهولة المصدر بدلاً من العلاج الطبي يمثل طريقاً مباشراً ومختصراً نحو الإصابة بـ «الفشل الكلوي» وتدمير الوظائف الحيوية، نتيجة ما تحويه تلك الخلطات من سموم وتراكيز كيميائية غير مدروسة.. فإلى نص الحوار:

بداية لماذا يلجأ بعض مرضى السكري إلى الأعشاب كبديل عن الأدوية أو الإنسولين؟ وما المخاطر الطبية المباشرة للتخلي عن العلاج الدوائي؟

ويلجأ بعض مرضى السكري إلى استخدام الأعشاب بوصفها بديلًا عن الأدوية أو الإنسولين، مدفوعين بعدة اعتقادات ومفاهيم غير دقيقة ومغلوطة، وخصوصاً ما يتم تداوله في مواقع

PHOTO-2025-12-04-13-32-27
البروفيسور الأغا

التواصل الاجتماعي من قبل بعض المجتهدين، ففكرة أن الأعشاب ”طبيعية وآمنة“ ما تزال شائعة لدى الكثيرين، رغم أن بعض هذه الأعشاب قد يحمل تأثيرات دوائية قوية أو يسبب تفاعلات خطرة مع العلاجات الطبية، كما أن الخوف من الإنسولين، والاعتقاد الخاطئ بأنه مؤشر على تدهور الحالة أو أنه يسبب الاعتياد، يدفع بعض المرضى إلى تجنبه والبحث عن بدائل أكثر قبولًا نفسيًا، ويضاف إلى ذلك التأثير الكبير للإعلانات التجارية التي تروج لخلطات سحرية لعلاج السكري أو تنظيف البنكرياس دون أي أساس علمي، مما يجعل بعض المرضى يقعون ضحية معلومات مضللة.

وهنا أؤكد أن التخلي عن العلاج الدوائي أو الإنسولين يحمل مخاطر طبية مباشرة وخطيرة، كما أن التوقف المتكرر عن العلاج ثم العودة إليه يضع البنكرياس تحت ضغط كبير، وقد يضعف لاحقا استجابة الجسم للعلاج المعتاد، فالخلاصة هنا أن الاعتماد على الأعشاب بدلا من العلاج الطبي للسكري ليس قرارًا بسيطًا أو آمنًا كما يظن البعض، وأن المخاطر المباشرة تفوق بكثير أي فائدة محتملة، ويبقى العلاج المبني على الأدلة الطبية هو الخيار الوحيد الذي يحمي المرضى من المضاعفات الحادة والمزمنة.

• ما أبرز الأعشاب التي تُستخدم كمساعدات لضبط سكر الدم؟ وهل تأثيرها علمياً يُعد دعماً للعلاج أم بديلاً عنه؟

حتى تكون الصورة واضحة وخصوصاً لمرضى السكري أوضح أن النوع الأول من داء السكري، فإن النباتات والأعشاب الطبية ليس لها القدرة أن تكون علاجاً أساسياً رئيسياً أو مسانداً، وذلك بسبب أن خلايا بيتا المفرزة للأنسولين قد توقفت عن الإفراز نهائياً ودمرت بشكل كبير بسبب الجهاز المناعي، فكما نعرف أن الخلايا المدمرة لا تنتج أي هرمون وبالتالي فهذه النباتات غير قادرة على إحياء هذه الخلايا المدمرة.

أما مرضى النوع الثاني من داء السكري، فهنا العلاج بالنباتات والأعشاب الطبية ينقسم إلى شقين، إما نباتات طبية معروفة لدى خبراء التغذية وأفراد المجتمع، أو نباتات وأعشاب غير معروفة الهوية ومجهولة المصدر وهنا يكمن الخطر، ونوجه التحذير لجميع مرضى داء السكري من استخدامها.

وأكرر هنا أن هناك بعض النباتات المفيدة لمرضى النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين ولكنها لا تعتبر علاجاً بل عاملًا مساعدًا في تحسين مستوى السكر ولا تغني عن الأدوية والحمية والرياضة، ومن هذه النباتات نبات الحلبة، أوراق الزيتون، نبتة الملاكي، نبتة العارياء، مستخلص التوت، نبتة القرطب الأكبر، كبسولات الثوم، زيت بذر الكتان، نبات البطباط، لذلك يبقى الاستخدام الصحيح للأعشاب محصورًا في كونها عوامل مساعدة ضمن الخطة العلاجية، وليس بديلًا عنها، وبشرط أن يكون استخدامها خاضعًا لإشراف طبي لتجنب التفاعلات الدوائية أو الهبوط المفاجئ في مستويات السكر

• ما أسباب انتشار“الخلطات الشعبية”بين مرضى السكري؟ وكيف يمكن للمريض التفريق بين المنتجات الموثوقة والادعاءات المضللة؟

انتشار الخلطات الشعبية بين مرضى السكري يعود لعدة أسباب رئيسية، أبرزها الاعتقاد الشائع بأن المنتجات الطبيعية ”آمنة“ وخالية من الآثار الجانبية، بالإضافة إلى الخوف النفسي من الإنسولين أو الأدوية التقليدية، حيث يراها البعض مؤشرًا على تدهور حالتهم الصحية، كما يساهم التأثير الكبير للإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي التي تروّج لوعود مبالغ فيها مثل الشفاء السريع أو علاج السكري نهائيًا في انتشار هذه الخلطات بين المرضى، وللتفريق بين المنتجات الموثوقة والادعاءات المضللة، ينبغي في كل الأحوال على المريض التواصل واستشارة الطبيب قبل استخدام أي مكمل أو عشبة، خصوصًا لمن يتناولون أدوية أو الإنسولين لتجنب التفاعلات الضارة، كما يجب الانتباه للوعود غير الواقعية وعدم الاعتماد على التجارب الفردية أو الاجتهادات الشخصية من الأشخاص الذين يظهرون بمقاطع الفيديو بتجاربهم أو أي رسائل تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي.

• بشكل عام، لماذا يعتقد البعض أن الأعشاب أكثر أماناً من الأدوية؟ وما الخطأ العلمي في هذا المفهوم؟

يعتقد البعض أن الأعشاب أكثر أمانًا من الأدوية لأنها ”طبيعية“ وتستخلص من النباتات، فيميلون إلى تصورها خالية من آثار جانبية، كما يروج هذا الاعتقاد ثقافيًا واجتماعيًا منذ قرون، والشعور بالتحكم الذاتي والصور الإيجابية للأعشاب في الإعلام وخصوصا مع هيمنة الإنترنت والتقاليد الشعبية يعزز هذا الاعتقاد، خصوصًا عند المرضى الذين يخشون الأدوية أو الإنسولين، فالعديد من الأعشاب تحتوي على مواد فعالة كيميائيًا يمكن أن تسبب آثارًا جانبية أو تتفاعل مع أدوية أخرى، وقد تكون الجرعات غير مضبوطة بين المنتجات المختلفة، وفي المقابل فإن الأدوية الحديثة تخضع لتجارب سريرية صارمة تحدد فعاليتها وسلامتها بدقة، بينما تأثير الأعشاب غالبًا محدود وغير ثابت علميًا، ولا يوفر حماية من المضاعفات الخطيرة مثل ارتفاع السكر أو الحماض الكيتوني.

• ما خطورة تناول خلطات عشبية مجهولة المصدر يتم الترويج لها على أنها“تعالج كل شيء”؟ وكيف قد تؤثر على الكبد والكلى؟

تناول خلطات عشبية مجهولة المصدر يُعد من المخاطر الصحية الكبيرة، خاصة عندما يروّج لها بأنها ”تعالج كل شيء“، إذ غالبًا لا تخضع لأي رقابة أو دراسة علمية دقيقة، وهذه الخلطات قد تحتوي على مكونات فعّالة بجرعات غير مضبوطة، أو مواد ملوثة بالمعادن الثقيلة أو المبيدات، ما يجعل الجسم عرضة لمضاعفات صحية خطيرة، ومن أبرز التأثيرات الضارة على الأعضاء الحيوية يمكن أن تؤثر هذه الخلطات على الكبد، إذ تحتوي بعض الأعشاب على مركبات تتحلل إلى مواد سامة عند الأيض، مما قد يؤدي إلى التهاب الكبد أو فشل كبدي حاد، كما أن الكلى تتأثر بشدة، فالجرعات الزائدة أو المكونات السامة قد تسبب تراكم الفضلات والسموم، ما يجهد الكلى ويزيد خطر الفشل الكلوي واضطراب الأملاح والسوائل في الجسم، وإلى جانب ذلك فهذه الخلطات لا توفر أي ضبط لمستوى السكر أو الأمراض المزمنة الأخرى، وقد تتفاعل مع الأدوية بشكل خطير، ما يزيد احتمال حدوث مضاعفات حادة مثل ارتفاع السكر المفاجئ أو اضطراب ضغط الدم والشوارد، لذا فإن الاعتماد على خلطات عشبية غير معروفة المصدر يعرّض الكبد والكلى والجسم كله لمخاطر كبيرة، ويجعل السيطرة على الأمراض المزمنة شبه مستحيلة، فالعلاج الطبي الموثوق تحت إشراف متخصص هو الخيار الوحيد الآمن والفعال.

• من منظور طبي.. ماهي نصيحتك لمن يتناول الأعشاب بهدف العلاج؟ وما المخاطر أو المحاذير التي يجب أن ينتبه لها الناس قبل استخدام أي وصفات شعبية؟

من منظور طبي، النصيحة الأهم لكل من يتناول الأعشاب بهدف العلاج هي التعامل معها بحذر شديد وعدم اعتبارها حلولًا آمنة لمجرد أنها طبيعية، فالكثير من الأعشاب المتداولة بين الناس قد تحمل فوائد محتملة، لكنها في الوقت نفسه قد تسبب تفاعلات خطيرة داخل الجسم إذا تم استخدامها بطريقة خاطئة أو دون معرفة علمية، والخطأ الأكبر هو تناول وصفات شعبية مجهولة التركيب، لأن المريض لا يعرف ما تحتويه من مواد فعالة، ولا كيف قد تتداخل مع أدوية يستخدمها بشكل يومي.

وتتمثل خطورة هذه الوصفات في أنها قد تؤثر على عمل الكبد – المسؤول عن تصفية السموم، مما يؤدي إلى ارتفاع إنزيماته أو حدوث التهابات وتسمم كبدي، بينما قد تتسبب بعض الأعشاب في إرهاق الكلى وزيادة العبء عليها، خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة.

كما أن غياب الجرعات الدقيقة يجعل بعض الوصفات تسبب هبوطًا حادًا في الضغط أو انخفاضًا مفاجئًا في مستوى السكر، وهو ما قد يعرض المريض لمضاعفات طارئة، لذلك ينصح أي شخص يفكر في استخدام الأعشاب لأغراض علاجية بأن يعتمد على مصادر موثوقة، ويتجنب الخلطات المجهولة أو الوصفات المتداولة عبر الإعلانات ووسائل التواصل، والأهم هو عدم البدء بأي علاج عشبي قبل استشارة طبيب مختص، لضمان عدم التعارض مع حالته الصحية أو أدوية يتناولها، ولتفادي الوقوع في مخاطر كان يمكن تجنبها بسهولة.

• كيف يتعامل الأطباء مع حالات تضررت بسبب استخدام خلطات عشبية غير مدروسة؟ وما أشهر الأعراض أو المضاعفات التي تظهر على المرضى؟

عندما يتعرض المرضى لمضاعفات نتيجة استخدام خلطات عشبية غير مدروسة، يتعامل الأطباء مع هذه الحالات بحذر شديد لتجنب تدهور صحتهم، وتبدأ العملية عادة بتقييم شامل للحالة يشمل التاريخ الطبي للمريض، الأدوية الحالية، نوع ومدة تناول الخلطة، بالإضافة إلى الفحوص المخبرية لتحديد تأثيرها على الكبد والكلى ومستويات السكر ووظائف الأعضاء الحيوية الأخرى، وبعد التشخيص يقوم الفريق الطبي بوضع خطة علاجية عاجلة تشمل إيقاف الخلطة فورًا، ومعالجة أي تسمم أو اضطراب في السوائل والأملاح، ودعم الكبد والكلى عند الحاجة، وقد تتطلب الحالات الحرجة جدًا دخول العناية المركزة أو إجراء غسيل كلى مؤقت، أما الأعراض والمضاعفات الشائعة التي تظهر على المرضى، فتختلف حسب مكونات الخلطة ومدة التعرض، وتشمل اضطرابات هضمية مثل الغثيان والقيء والإسهال، ومشاكل كبدية تتمثل في ارتفاع إنزيمات الكبد وأحيانًا اليرقان وألم في البطن، بالإضافة إلى مضاعفات كلوية مثل انخفاض كمية البول وتورم الجسم واضطراب الأملاح.

كما قد تحدث اضطرابات في مستويات السكر، سواء بالارتفاع المفاجئ أو الانخفاض الحاد، خاصة لدى مرضى السكري، إلى جانب أعراض عامة مثل التعب الشديد، ارتفاع ضغط الدم، اضطراب ضربات القلب، وفي الحالات الشديدة قد تصل الأمور إلى الغيبوبة أو الفشل العضوي المتعدد، لذلك أؤكد مجدداً على أن الوقاية خير من العلاج.

  • ما الإرشادات الطبية الأساسية لاستخدام الأعشاب بأمان سواء لمرضى السكري أو لغيرهم، وما الحدود التي يجب ألا يتجاوزها المريض قبل استشارة الطبيب؟

هناك إرشادات طبية أساسية يجب الالتزام بها، سواء لمرضى السكري أو لغيرهم من المرضى وهي أولًا يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي عشبة أو مكمل، خصوصًا عند وجود أمراض مزمنة أو استخدام أدوية أخرى، لتجنب التفاعلات الضارة أو تأثيرها على فعالية الدواء، ثانيًا يجب الاعتماد على منتجات موثوقة ومرخّصة من جهات صحية رسمية، مع التحقق من الجرعة والمواد الفعالة المدونة على العبوة، وتجنب أي خلطات مجهولة المصدر أو تحمل وعودًا مبالغًا فيها مثل ”علاج كامل“ أو ”شفاء سريع“، ثالثًا مراقبة الجسم بعناية أثناء استخدام أي عشبة، والانتباه لأعراض التحسس أو اضطراب الهضم أو تغير مستويات السكر أو ضغط الدم، والتوقف فورًا وإبلاغ الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية، رابعًا يجب أن تكون الأعشاب عاملًا مساعدًا فقط ضمن الخطة العلاجية، وليست بديلًا عن العلاج الموصوف أو أي علاج طبي مثبت علميًا.

أما الحدود التي لا يجب تجاوزها قبل استشارة الطبيب فتشمل: تغيير جرعات الأدوية بشكل تلقائي، التوقف عن العلاج الدوائي الأساسي، استخدام أكثر من منتج عشبي في وقت واحد بدون إشراف، أو الاعتماد على الأعشاب كعلاج رئيسي لأي مرض مزمن أو حاد، فالالتزام بهذه الإرشادات يضمن أن يكون استخدام الأعشاب آمناً ويقلل من المخاطر على الكبد والكلى والجسم بشكل عام، مع الحفاظ على فعالية العلاج الطبي.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *