دراسة سعودية: جميع لقاحات كوفيد-19 فعالة.. وفايزر وموديرنا الأعلى استجابة

– دراسة سعودية: لقاحا فايزر وموديرنا يحققان أعلى استجابة مناعية ضد كوفيد-١٩

– العيسى لـ«اليوم»: تُظهر لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال تفوقًا واضحًا في تعزيز المناعة المجتمعية

كشفت دراسة وطنية حديثة أُجريت اثناء جائحة كورونا في المملكة العربية السعودية عن فاعلية عالية للقاحات كوفيد-١٩ المعتمدة على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال مثل فايزر وموديرنا، في توليد مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة والقدرة المناعية المحايدة مقارنة باللقاحات الأخرى مؤكدة كفاءة الاستراتيجيات الأخرى في برامج التطعيم الوطنية.

وأكدت لـ “اليوم ” الباحثة والدكتورة مريم العيسى ان البحث الذي نشر في مجلة Vaccines الدولية جاء لتقييم الاستجابات المصلية لثلاثة لقاحات من لقاحات كورونا التي تم استخدامها في المملكة العربية السعودية وهي لقاح فايزر وموديرنا وأسترازينيكا حيث تمت الدراسة على مواطنين ومقيمين من مختلف الفئات العمرية .

وأوضحت أن الدراسة شملت 236 مشاركًا بالغًا تم جمع عيناتهم من مواقع التطعيم بمدينة الرياض في فترات محددة قبل وبعد الجرعتين الأولى والثانية، إضافة إلى عينات من مصابين بعد التطعيم، وتم قياس مستويات الأجسام المضادة والأجسام المحيدة بعد أخذ اللقاح

استجابة مبكرة

وأشارت إلى أن النتائج أظهرت أن نسبة ٧٥،٤٪ من المشاركين كانت لديهم أجسام مضادة، مما يشير للإصابة السابقة أو التعرض غير الموثق للفيروس.

ومع تلقي الجرعات، لوحظ ارتفاع حاد في مستويات الأجسام المضادة بعد كل جرعة، إذ قفز المتوسط من نحو ٣٥٠ وحدة/مل قبل التطعيم إلى أكثر من ١٨٦٠٠ وحدة/مل بعد الجرعة الثانية.

وبيّنت أن لقاح فايزر حقق أقوى استجابة مبكرة بعد الجرعة الأولى، فيما أظهر لقاح موديرنا أعلى المستويات الإجمالية (بعد الجرعة الثانية)، وهو ما يعكس قوة تقنية الحمض النووي الريبي المرسال في تحفيز الجهاز المناعي، مقارنة بلقاح أسترازينيكا المعتمد على الناقل.

وأضافت أن نحو ٩٨٪ من المشاركين الذين أظهروا إيجابية للأجسام المضادة كانت لديهم أيضًا أجسام محيدة، وهو ما يؤكد الترابط الوثيق بين الأجسام المضادة وفعالية المناعة الوظيفية ضد العدوى.

كما بينت التحاليل عدم وجود فروق إحصائية بين الذكور والإناث أو بين الفئات العمرية المختلفة، رغم ميل الذكور إلى تسجيل متوسطات أعلى قليلًا.

وأكدت الدكتورة مريم العيسى على أن المملكة تمتلك بنية تحتية بحثية وصحية متقدمة مكّنتها من تنفيذ دراسات علمية دقيقة بمواصفات عالمية، مشيرة إلى أن نتائج هذه الدراسة تُسهم في تعزيز الأمن الصحي الوطني وتدعم سياسات وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء في توجيه برامج التطعيم المستقبلية نحو مزيد من الكفاءة والاستدامة.

لقاحات فعالة

من جهتها نوّهت الباحثة في علم المناعة بكلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالرياض الدكتورة ندى صالح إلى أن الدراسة أظهرت أن الجرعات المختلطة، أي استخدام نوعين مختلفين من اللقاحات، حققت مناعة مكافئة أو أعلى من أخذ جرعتين من التطعيم ذاته، وأن جميع لقاحات كوفيد-١٩ المعتمدة فعّالة وتنتج استجابة مناعية قوية، مع تميّز لقاح موديرنا بفعالية أعلى تجعله مناسبًا للفئات عالية الخطورة أو كخيار طويل الأمد.

كما تقترح اعتماد سياسات مرنة عند مواجهة نقص اللقاحات مع ضرورة إنشاء برامج وطنية للرصد المناعي في السعودية لتمييز أنماط المناعة (لقاح مقابل عدوى) ودعم التخطيط الاستراتيجي للأوبئة، بما يتماشى مع رؤية ٢٠٣٠.

وعبّرا عن شكرهما وتقديرهما للفريق البحثي المشارك في الدراسة، والذي ضم نخبة من المختصين من وزارة الصحة، والهيئة العامة للصحة العامة، والمستشفيات التخصصية والجامعات السعودية، مشيدة بجهودهم الكبيرة في تصميم الدراسة وجمع العينات وتحليل النتائج، وبروح التعاون التي جمعت بين الجهات الصحية والأكاديمية لخدمة الوطن وتعزيز جاهزيته البحثية والطبية .

فيما أعربت الدكتورة مريم العيسى عن خالص شكرها وتقديرها لجميع المشاركين في البحث من المواطنين والمقيمين، وللفريق البحثي الذي ضم نخبة من المختصين في مجالات المناعة والهندسة الوراثية والأمراض المعدية والصحة العامة والمختبرات الطبية من جهات وطنية متعددة.

وأكدت أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم والتمكين الذي حظيت به من وكالة الصحة العامة آنذاك ( الصحة السكانية الان) بقيادة الدكتور عبدالله عسيري والدكتور هاني جوخدار، اللذين أكدا إيمانهما العميق بأهمية البحث العلمي في صنع القرار، وبأن صحة المواطن فوق كل اعتبار، وأن ضمان أمان وفعالية اللقاحات مسؤولية وطنية تتشارك فيها جميع القطاعات الصحية.