مختصون-لـ”اليوم”:-الالتهاب-الرئوي-يختلف-في-أعراضه-عن-الإنفلونزا.-والوعي-أساس-الوقاية

مختصون لـ”اليوم”: الالتهاب الرئوي يختلف في أعراضه عن الإنفلونزا .. والوعي أساس الوقاية

كشفت وزارة الصحة أن الالتهاب الرئوي الفيروسي لا يمكن علاجه بالمضادات الحيوية، مشيرة إلى أن المريض غالبًا ما يتعافى تدريجيًا في المنزل مع الرعاية الصحية الداعمة، بينما يمكن علاج بعض أنواع الالتهاب الرئوي البكتيري بالمضادات الحيوية المناسبة.

ويُعدّ الالتهاب الرئوي أحد أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب الرئتين، وقد يشكّل خطرًا على الحياة، إذ يحدث نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، ويمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، مع تزايد احتمالية الإصابة لدى الفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن، والأطفال دون سن الخامسة، والمصابين بالأمراض المزمنة.

وأوضحت الوزارة أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الالتهاب الرئوي، هي: المكتسب من المجتمع، والمكتسب من الرعاية الصحية، والمرتبط بجهاز التنفس الصناعي، مشيرة إلى أن النوع البكتيري الأكثر شيوعًا هو الناتج عن المكورات الرئوية.

الأعراض الشائعة للالتهاب الرئوي

وأضافت أن الأعراض الشائعة تشمل السعال، والحمى، والتعب، وألم الصدر، وصعوبة التنفس، وغالبًا ما ترتفع معدلات الإصابة خلال فصلي الخريف والشتاء. كما يمكن الوقاية من بعض الأنواع من خلال التطعيمات، لا سيما للأشخاص في الفئات عالية الخطورة.

وأكدت الوزارة أن التوعية بمسببات المرض وطرق الوقاية منه تُسهم في تقليل أعبائه الصحية والاقتصادية، وتدعم جهود المملكة في رفع جودة الحياة والحد من انتشار الأمراض التنفسية الموسمية.

وفي سياق متصل أكد أستاذ العناية التنفسية المساعد بجامعة جازان والباحث في مجال الطب التنفسي الدكتور عبدالله آل سليم أن الالتهاب الرئوي يُعد من أكثر التهابات الجهاز التنفسي شيوعًا وخطورة، إذ يصيب الحويصلات الهوائية في الرئتين فتمتلئ بالسوائل أو الصديد، ما يؤدي إلى الكحة وضيق التنفس وارتفاع درجة الحرارة. وأوضح أن المرض غالبًا ما ينجم عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، وقد يظهر في بعض الحالات كمضاعفة بعد الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا.

وبيّن د. آل سليم أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة في المملكة العربية السعودية تشمل الأطفال دون سن الخامسة، وكبار السن، ومرضى الربو والانسداد الرئوي المزمن، ومرضى القلب والسكري، وأصحاب المناعة الضعيفة، إضافة إلى المدخنين، مشيرًا إلى أن هذه الفئات تتطلب رعاية وقائية ومتابعة طبية منتظمة لتجنّب المضاعفات الخطيرة.

وأضاف أن أعراض الالتهاب الرئوي تتشابه مع الإنفلونزا في بداياتها، غير أن ما يميزها هو حدة الأعراض واستمرارها، حيث تظهر حرارة مرتفعة لا تتحسن، وسعال شديد مصحوب ببلغم ممزوج بالدم، وتسارع أو صعوبة في التنفس، وألم في الصدر عند الكحة أو الشهيق، وقد يرافقها ازرقاق في الشفاه وخمول واضح لدى الأطفال وكبار السن، مؤكدًا أهمية مراجعة الطبيب فور ظهور هذه العلامات.

وأشار إلى أن الوقاية تبدأ باتباع نمط حياة صحي يشمل غسل اليدين بانتظام، وتجنّب التدخين والأماكن المزدحمة، والحرص على علاج الأمراض المزمنة بانتظام. كما دعا إلى الالتزام بالتطعيمات الوقائية الموصى بها من الجهات الصحية في المملكة، وهي لقاح المكورات الرئوية، ولقاح الإنفلونزا الموسمية، ولقاح كوفيد-19 للفئات المستهدفة، والمتوفرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية، لما لها من دور فاعل في تقليل خطر الإصابة ومضاعفات الالتهاب الرئوي.

من جانبه أكد الدكتور علي بالحارث، استشاري الطب الباطني والمستشفيات، أن الالتهاب الرئوي من أكثر أمراض الجهاز التنفسي التي تتطلب وعيًا صحيًا وتدخلاً مبكرًا، مشيرًا إلى أن الكشف بالأشعة والتحاليل المخبرية يسهم في خفض معدلات الوفيات بنسبة تصل إلى 50%، خصوصًا لدى الفئات عالية الخطورة.

وأوضح أن أبرز أسباب الالتهاب الرئوي تشمل البكتيريا، وعلى رأسها العقدية الرئوية الأكثر شيوعًا، والفيروسات مثل الإنفلونزا وفيروس كورونا والفيروس التنفسي المخلوي، إضافة إلى الفطريات، وحالات الاستنشاق العرضي للطعام أو السوائل التي قد تدخل إلى الرئتين.

وبيّن أن الأطفال دون سن الخامسة يُعدّون من أكثر الفئات عرضة للإصابة بسبب ضعف المناعة وصِغَر المسالك التنفسية، يليهم كبار السن فوق 65 عامًا نتيجة تراجع المناعة ووجود أمراض مزمنة كالقلب والرئة والسكري والكلى، فضلًا عن المدخنين وضعيفي المناعة مثل مرضى العلاج الكيماوي أو فيروس نقص المناعة.

وأوضح بالحارث أن هناك فروقًا واضحة بين أعراض الإنفلونزا العادية والالتهاب الرئوي، إذ تتميز الأولى بـ حمى خفيفة وسعال جاف وسيلان أنف وإرهاق مؤقت، بينما تظهر في الثانية حمى عالية تتجاوز 39 درجة مئوية، وسعال مصحوب ببلغم أصفر أو أخضر أو دموي، وضيق نفس شديد، وألم في الصدر عند التنفس، وتعرق ليلي. وأكد أن مراجعة الطبيب تصبح ضرورية عند ظهور صعوبة في التنفس، زرقة الشفاه، حمى مستمرة لأكثر من ثلاثة أيام، سعال دموي، أو إرهاق يمنع الحركة.

وشدد على أن الوقاية تبدأ بالعناية بالنظافة الشخصية وغسل اليدين لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وتجنّب التدخين والتعرض للتدخين السلبي، وتهوية المنازل، وتجنّب مخالطة المصابين، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.

كما دعا إلى أهمية التطعيمات الوقائية، وتشمل لقاح العقدية الرئوية (PCV13 للأطفال وPPSV23 للكبار)، ولقاح الإنفلونزا الموسمي السنوي، ولقاح هيموفيلوس إنفلونزا من النوع B للأطفال، مؤكداً أن هذه اللقاحات تُعد خط الدفاع الأول للوقاية من الالتهاب الرئوي وتقليل مضاعفاته الخطيرة.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *