”الصحة”: أقل من 1% من السرطانات المسجلة تعود لسرطان العظام

أكدت وزارة الصحة أن سرطان العظام يُعد من الأورام النادرة، حيث يمثل أقل من 1% من إجمالي أنواع السرطان المسجلة، مشددة على أهمية تعزيز التوعية المجتمعية بهذا النوع من السرطان، خصوصًا في ظل انخفاض معدلات انتشاره مقارنة بغيره من الأنواع الشائعة.

وأوضحت الوزارة أن ما يقارب ستة من كل عشرة مصابين بسرطان العظام يتمكنون من العيش لمدة خمس سنوات على الأقل بعد التشخيص، مع توفر فرص كبيرة للشفاء الكامل، خاصة عند اكتشاف المرض في مراحله المبكرة وتلقي العلاج المناسب.

وأشارت إلى أن الأعراض الأولية للمرض غالبًا ما تبدأ بألم مزمن في العظم المصاب، يرافقه في بعض الحالات تورم أو كتلة محسوسة حول المنطقة المصابة، بالإضافة إلى هشاشة العظام التي قد تؤدي إلى الكسور حتى في حال التعرض لإصابات طفيفة. كما تنبه إلى وجود أعراض أخرى أقل شيوعًا، مثل التعرق الليلي، فقدان الوزن، والحمى غير المبررة، داعية إلى مراجعة الطبيب فور ملاحظة أي من هذه المؤشرات.

وتزامنًا مع الشهر العالمي للتوعية بسرطان العظام، شدد مختصون على ضرورة تكثيف التثقيف المجتمعي حول هذا النوع من الأورام، الذي يصيب الجهاز العضلي الهيكلي ويتركز بشكل خاص بين الأطفال والشباب. وأكدوا أن الوعي المبكر يسهم في تسهيل التشخيص وتحديد خطة العلاج المناسبة.

وفي السياق ذاته، أوضحت الباحثة في العلاج المناعي والأورام الدكتورة فايزة العتيبي أن سرطان العظام، المعروف طبيًا بالساركوما، يصيب العظام أو الأنسجة الرخوة المحيطة بها، مثل المفاصل والعضلات، مشيرة إلى أن الأعراض قد تُخطأ أحيانًا وتُفسر على أنها إصابات رياضية، وهو ما يبطئ الوصول إلى التشخيص الصحيح.

وبيّنت العتيبي أن خيارات العلاج تختلف بحسب نوع الورم ومرحلته، وتشمل الجراحة لإزالته، إلى جانب العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، مع إمكانية اللجوء للعلاج المناعي في بعض الحالات. وأكدت أن الفحوصات الدورية تساعد على رصد الورم مبكرًا، مما يزيد من فرص الشفاء.

من جهتها، أوضحت استشارية جراحة عظام الأطفال، الدكتورة فاطمة حسين، أن سرطان العظام قد يكون أوليًا عندما ينشأ في العظم ذاته، أو ثانويًا عند انتقاله من ورم آخر.

وأضافت أن العظام الطويلة في الأطراف والحوض تُعد من أكثر المناطق عرضة للإصابة، مشيرة إلى وجود أكثر من 70 نوعًا من أورام الساركوما التي تصيب العظام والأنسجة الضامة.

ولفتت إلى أن المرض يصيب نحو 10% من الأطفال المصابين بالسرطان، فيما يعد أكثر ندرة لدى البالغين، وهو ما يتطلب خبرات طبية متخصصة وفحوصات دقيقة لتحديد طبيعة الورم وخطة التدخل العلاجي المناسبة، مشددة على أن التشخيص الخاطئ يمثل تحديًا إضافيًا بسبب تشابه الأعراض مع حالات أخرى غير سرطانية.