مختصون لـ”اليوم”: جائحة كورونا غيّرت مفهوم الوقاية.. ومكافحة العدوى أصبحت ثقافة وطنية
أكد مختصون أن مكافحة العدوى لم تعد محصورة في المستشفيات فقط، بل أصبحت ثقافة عامة تتكامل فيها جهود الأفراد والمؤسسات لضمان بيئة صحية آمنة.
وأوضحوا في حديثهم لـ«اليوم» بمناسبة الأسبوع العالمي لمكافحة العدوى أن جائحة كورونا مثّلت نقطة تحول مهمة في تطوير السياسات الوطنية ورفع مستوى الوعي المجتمعي، وأسهمت في تعزيز الجاهزية وتوحيد الجهود بين القطاعات الصحية، حتى أصبحت الوقاية نهجًا راسخًا وسلوكًا يوميًا يترجمه الجميع ممارسةً ومسؤوليةً.
سلوكيات بسيطة.. أثر كبير
أكدت د. منال مطر الدعجاني، استشاري الطب الوقائي ومكافحة العدوى، أن مكافحة العدوى تُعدّ من أهم الركائز الأساسية لضمان بيئة صحية آمنة في المجتمع والمنشآت الصحية على حد سواء.
وقالت إن: “من أبرز السلوكيات اليومية التي تحدّ من العدوى غسل اليدين بانتظام، الالتزام بآداب السعال والعطاس، المحافظة على نظافة البيئة، أخذ التطعيمات اللازمة، واتباع التباعد عند الحاجة”.
وأضافت أن جائحة كورونا أسهمت في تحديث السياسات والإجراءات الوقائية وتعزيز جاهزية المنشآت، وتكثيف برامج التدريب والتوعية عبر المنصات الرقمية، مما عزز ثقافة وقائية مستدامة.
وشددت على أن التثقيف الصحي يُترجم السياسات إلى سلوكيات واقعية تسهم في حماية المجتمع، شاكرةً جميع العاملين في مجال مكافحة العدوى على جهودهم المستمرة.
مسؤولية جماعية وسياسات محدّثة
قالت د. زينب النجيمي، استشاري الأمراض المعدية للأطفال ورئيس قسم مكافحة العدوى بالمدينة الطبية بجامعة الملك خالد بأبها، إن: “مكافحة العدوى مسؤولية جماعية تبدأ من الممارسات البسيطة كغسل اليدين واستخدام أدوات الوقاية الشخصية والتعامل الآمن مع النفايات الطبية والالتزام بسياسات العزل”.
وأشارت إلى أن جائحة كورونا شكّلت نقطة تحول مهمة في تطوير الإجراءات داخل المملكة، إذ جرى تحديث الأدلة الوطنية وتعزيز المراقبة والتدريب المستمر ورفع كفاءة الاستجابة لأي تفشٍ محتمل.
وأكدت أن المملكة رسّخت مفهوم الوقاية عبر مبادرات وطنية وبرامج نوعية، موضحة أن التثقيف الصحي ركيزة أساسية لترسيخ ثقافة السلامة داخل المنشآت الصحية والمجتمع، وضمان بيئة عمل آمنة ومستدامة للجميع.
مكافحة العدوى تبدأ من تصميم المنشأة
أوضحت د. حوراء البيات أن مكافحة العدوى لا تقتصر على الممارسات الفردية كلبس الكمام أو تعقيم اليدين، بل تمتد إلى سياسات شاملة تبدأ من إنشاء المنشآت الصحية وفق معايير دقيقة تقلل فرص انتقال العدوى.
وأضافت أن المنظومة تشمل تطبيق التدابير الوقائية، تعقيم الأدوات والأسطح، إدارة المخلفات الطبية، المتابعة الدورية للكوادر الصحية، والحصول على اللقاحات الموسمية، إضافة إلى مراقبة أي تفشٍ للأمراض المعدية.
وبيّنت أن أنظمة العزل تنقسم إلى عزل قياسي، تلامسي، وتنفسي، وفق طبيعة المرض، وأن الهدف حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر وتحسين جودة الرعاية الصحية. وأكدت أن مكافحة العدوى مسؤولية مستمرة تتطلب التزامًا وتدريبًا متواصلاً لجميع الكوادر.
تعزيز ثقافة الوعي الصحي
قالت أخصائية مكافحة العدوى غندورة الزهراني إن: “الأسبوع العالمي لمكافحة العدوى يمثل فرصة لتعزيز ثقافة الوعي الصحي داخل المجتمع والمنشآت، مؤكدة أن الالتزام بنظافة الأيدي والاستخدام السليم لمعدات الوقاية الشخصية وآداب السعال والعطاس والتخلص الآمن من النفايات الطبية، من أهم الممارسات التي تحد من انتشار العدوى”.
وأشارت إلى أن جائحة كورونا كانت نقطة تحول كبرى دفعت المملكة لتطوير سياسات الوقاية وتعزيز جاهزية الكوادر والمنشآت وفق أعلى المعايير الدولية.
وأضافت أن التثقيف الصحي حجر الأساس لترسيخ الوعي، إذ يسهم في تحويل المعرفة إلى ممارسة وسلوك دائم يضمن بيئة صحية آمنة ومستدامة في مختلف القطاعات.
الوقاية تمثل خط الدفاع الأول
أكدت لمياء العنزي، أخصائية مكافحة العدوى، أن: “ثقافة الوقاية تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الأوبئة، مشيرة إلى أن وعي الممارس الصحي وسلوكه المهني هما الركيزة الأولى لحماية المجتمع”.
وقالت: «نحمي أنفسنا حين نغسل أيدينا، وحين نرتدي أدوات الحماية في الوقت الصحيح، وحين نختار أن نكون جزءًا من ثقافة الوقاية لا ضحايا غيابها».
وأضافت أن جائحة كورونا كانت محطة فاصلة أعادت تشكيل وعي العالم، وجعلت الإنسان محور اهتمام المملكة في جميع إجراءاتها الوقائية.
وأكدت أن التثقيف الصحي يحوّل الوعي إلى عادة، والعادة إلى ثقافة، والثقافة إلى سلوك يومي، مشددة على أن الوقاية مسؤولية جماعية تبدأ من الممارس وتمتد إلى كل فرد في المجتمع.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.