استشارية لـ “اليوم”: أوميغا 3 مفتاح لصحة الدماغ .. ويعزز التنظيف الداخلي

وكيل وزارة الصحة للصحة السكانية:
كبسة الكنعد والرجلة حلٌّ غذائي لمواجهة نقص «أوميغا 3» عالميًا
أكد وكيل وزارة الصحة للصحة السكانية الدكتور عبدالله عسيري أن نقص الأحماض الدهنية «أوميغا 3» يُعد قضية صحية عالمية متنامية، في ظل مؤشرات علمية تُظهر أن الغالبية العظمى من سكان العالم لا يحققون المعيار الصحي الموصى به، والبالغ نحو 250 ملجم يوميًا، باستثناء عدد محدود من الدول في مقدمتها اليابان.

وأشار الدكتور عسيري إلى أن الحلول الغذائية لتعويض هذا النقص متاحة وبسيطة، ويمكن دمجها ضمن العادات الغذائية المحلية، موضحًا أن السفرة السعودية تزخر بخيارات صحية غنية، من أبرزها اعتماد «كبسة الكنعد» مرة واحدة أسبوعيًا، إلى جانب الحرص على أن تكون السلطة اليومية غنية بأوراق «الرجلة»، بما يحقق توازنًا غذائيًا يجمع بين الفائدة الصحية والمذاق الأصيل.

وأوضح أن من المهم التمييز بين أنواع الأسماك، لافتًا إلى أن الأسماك البيضاء مثل الناجل والهامور، رغم مذاقها المحبب، تُعد أقل احتواءً على «أوميغا 3» مقارنة بأسماك مثل الكنعد، ما يستدعي تنويع مصادر الغذاء لتحقيق الاحتياج الصحي اليومي، ضمن نمط حياة يعزز الوقاية ويدعم الصحة العامة.

دعم الصحة العامة

من جهتها كشفت استشارية التغذية الإكلينيكية الدكتورة شوق العشملي أن الأحماض الدهنية «أوميغا 3» تُعد من العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا محوريًا في تحسين التركيز

وزيادة طاقة الجسم، إلى جانب إسهامها الفاعل في تعزيز صحة البشرة والشعر، من خلال المحافظة على ترطيب الجلد وتقليل مشكلات الجفاف والالتهابات الجلدية.

وأوضحت العشملي أن «أوميغا 3» تسهم كذلك في خفض مستويات الدهون الضارة في الجسم، ما ينعكس إيجابًا على صحة القلب، إضافة إلى دورها في التقليل من مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، مشيرة إلى أن الخاصية الذهبية لهذه الأحماض الدهنية تكمن في كونها مضادًا قويًا للالتهابات، ولا سيما الحمضين الدهنيين DHA وEPA.

التنظيف الداخلي

وبيّنت أن هذه الخصائص تسهم في تحسين كفاءة عمل جهاز المناعة، وتعزيز ما يُعرف بعمليات «التنظيف الداخلي» في الجسم، والتي قد تتراجع كفاءتها نتيجة ضغوط الحياة، واضطرابات النوم، وارتفاع مستوى السموم في الجسم، أو أحيانًا بسبب عوامل وراثية، موضحة أن بعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر قد تبدأ جذورها قبل ظهور الأعراض بنحو 20 عامًا.

وأضافت أن تنشيط جهاز المناعة ورفع كفاءة عمليات التنظيف الداخلي له دور كبير في زيادة مستويات الطاقة، إلى جانب إسهام «أوميغا 3» في تحسين وظائف الدماغ المرتبطة بالتركيز والإدراك.

تحليل الفيتامينات

وحول كيفية الحصول على أقصى فائدة من «أوميغا 3»، شددت العشملي على أهمية التأكد أولًا من عدم وجود نقص في الفيتامينات والمعادن عبر التحاليل الطبية، نظرًا لأن العناصر الغذائية تعمل كنظام متكامل داخل الجسم. وأشارت إلى أن مصادر «أوميغا 3» الطبيعية تشمل أسماك السلمون والمكاريل «الكنعد» والسردين، إضافة إلى مكسرات اللوز وعين الجمل، لافتة إلى أن التوصيات الأمريكية والأوروبية تنصح بتناول نحو 120 غرامًا من السمك مرتين أسبوعيًا على الأقل، أو كمية من عين الجمل تعادل قبضة اليد يوميًا.

الجرعة المثالية

وأفادت أن الجرعة الموصى بها في الأبحاث العلمية تعادل نحو غرام واحد يوميًا من «أوميغا 3» بصيغتي DHA وEPA، مؤكدة أهمية تناولها مع وجبة الطعام أو بعدها خلال فترة النهار، إذ قد تسبب قدرًا من النشاط في حال أخذها في أوقات قريبة من النوم.

وختمت العشملي حديثها بالتأكيد على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل تناول مكملات «أوميغا 3»، خاصة لمن يعانون من مشكلات صحية أو أمراض مزمنة، لضمان الاستخدام الآمن وتحقيق الفائدة المرجوة.