الصحة:-النوم-الكافي-يرفع-تحصيل-الطلاب.-ومختصون-لـ”اليوم”: العودة-التدريجية-هي-الحل

الصحة: النوم الكافي يرفع تحصيل الطلاب.. ومختصون لـ”اليوم”: العودة التدريجية هي الحل

أكدت وزارة الصحة أن النوم الصحي يعد أحد الركائز الأساسية التي تسهم في نجاح الطلاب وتفوقهم الدراسي، مبينة أن الدراسات الطبية الحديثة أثبتت أن انتظام النوم وعدد ساعاته يمثلان عنصرًا مباشرًا في رفع مستوى التحصيل العلمي، ويقللان في الوقت ذاته من الاضطرابات الصحية والذهنية المرتبطة بقلة النوم، إلى جانب تعزيز القدرات الإدراكية والمعرفية.

وأوضحت الوزارة أن النوم المنتظم والكافي يساعد الطلاب على زيادة معدلات التركيز والانتباه داخل الفصول الدراسية، ويرفع من مستوى الذكاء وسرعة الاستيعاب، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على نتائجهم النهائية ومستواهم العلمي.

وبيّنت الوزارة أن طلاب المرحلة الابتدائية يحتاجون إلى ما بين 9 إلى 11 ساعة نوم يوميًا، فيما يحتاج طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية إلى ما بين 8 إلى 10 ساعات نوم يوميًا، مؤكدة أن الالتزام بهذه الساعات يضمن تحقيق التوازن الصحي بين النشاط الذهني والجسدي.

وشددت وزارة الصحة على أهمية وعي أولياء الأمور بالدور الكبير الذي يلعبه النوم في صحة أبنائهم ومستقبلهم التعليمي، لافتة إلى أن السهر لفترات طويلة، أو الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية قبل النوم، يعد من أبرز العوامل التي تؤثر سلبًا على جودة النوم لدى الطلاب.

ودعت الوزارة الأسر إلى ضرورة تبني أنماط حياة صحية تضمن لأبنائهم نومًا منتظمًا وجودة أفضل في الراحة الليلية، وذلك من خلال ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ، والابتعاد عن المنبهات والممارسات التي تعيق الدخول في النوم العميق، مشيرة إلى أن هذا التوجه يسهم في بناء جيل أكثر وعيًا وصحة وإنتاجية، وقادر على تحقيق مستويات تعليمية متميزة.

ضبط الساعة البيولوجية

وأكد مختصون لـ “اليوم”أن قضية النوم وتأثيرها على المستوى الدراسي باتت من أبرز التحديات التي تواجه الأسر مع بداية كل عام دراسي، مشددين على أن إعادة ضبط الساعة البيولوجية للأطفال والمراهقين يعد الخطوة الأهم لضمان التكيّف السلس مع متطلبات العودة للمدارس.

وقال استشاري طب النوم الدكتور مانع الشهراني: كثير من الأهالي يشتكون من سهر أبنائهم في فترة الصيف، ومع اقتراب العودة إلى المدارس تبدأ معاناتهم الحقيقية في محاولة ضبط جدول النوم. ومن هنا لابد أن نتوقف عند هرمون الميلاتونين المعروف ب «هرمون النوم»، وهو هرمون يُفرز بشكل طبيعي من الدماغ، حيث يبدأ إفرازه عند الأطفال عادةً في حدود الساعة الثامنة إلى التاسعة مساءً، بينما يتأخر إفرازه لدى المراهقين بعض الشيء، وهو ما يجعلهم أكثر معاناة في التكيّف مع مواعيد النوم المبكرة”.

د . مانع الشهراني

وأضاف الشهراني: السؤال الأهم الذي ينبغي على الأسر أن تطرحه: كيف يمكن إعادة ضبط الساعة البيولوجية للأبناء قبل عودتهم إلى مقاعد الدراسة؟ والإجابة تكمن في خطة عملية واضحة ومدعومة علميًا، تبدأ أولًا بالبدء المبكر وعدم الانتظار حتى ليلة ما قبل المدرسة، بل يجب الشروع في إعادة الجدول قبل أسبوعين على الأقل. ويتم ذلك من خلال تقديم وقت النوم تدريجيًا بمعدل يتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة كل يومين، وكذلك الأمر بالنسبة لمواعيد الاستيقاظ”.

وأوضح الشهراني أن التعرض للضوء الطبيعي صباحًا يمثل العامل الأهم لتنظيم الساعة البيولوجية، مؤكدًا أن“تعريض الطفل لضوء الشمس في الساعة الأولى من الاستيقاظ يُسرّع عملية النوم في الليل، حتى وإن كان ذلك عبر نافذة مشمسة”. كما شدد على أهمية حجب الضوء الأزرق ليلًا، مبينًا أن“الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الإلكترونية يمنع إفراز الميلاتونين، وبالتالي يُفضّل إغلاق الشاشات قبل النوم بمدة تتراوح ما بين ساعة ونصف إلى ساعتين، أو استخدام نظارات مخصصة لحجب هذا الضوء”.

وأشار استشاري طب النوم إلى ضرورة تشجيع الحركة البدنية في ساعات النهار، والحرص على أن تكون الأجواء المسائية أكثر هدوءًا، قائلًا:“التمارين الصباحية أو التي تُمارس بعد الظهر تسهم في تسهيل عملية النوم، بينما التمارين الثقيلة قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل تؤدي إلى نتائج عكسية. كما أن اعتماد روتين استرخاء قبل النوم مثل حمام دافئ، أو قراءة كتاب، أو الجلوس في إضاءة خافتة يساعد على الدخول في نوم عميق ومنتظم”.

تجنب الكافيين

وتحدث الشهراني عن أثر التغذية على النوم قائلًا: “الكافيين يجب تجنّبه تمامًا بعد الظهر، بما في ذلك الشوكولاتة الداكنة والمشروبات الغازية، كما ينبغي الابتعاد عن الوجبات الثقيلة قبل النوم مباشرة، وتقليل السكريات قدر الإمكان. إضافةً إلى ذلك، فإن توفير بيئة نوم مثالية يتطلب أن تكون الغرفة مظلمة وهادئة، وبدرجة حرارة تتراوح بين 18 و22 درجة مئوية، بعيدًا عن أي مصادر للضوء أو الأصوات المزعجة”.

ووجه الشهراني رسالة مباشرة للأسر والمدارس قائلاً: النوم الكافي ليس رفاهية، بل هو وقود الدماغ الذي يغذي التعلم، ويعزز الذكاء، ويضبط السلوك، وهو أساس التفوق الدراسي وجودة الحياة”.

ومن جانبه، أكد أخصائي أمراض النوم الدكتور مشني السعيد أن الأسر غالبًا ما تواجه تحديًا

د مشني السعيد
تسمية

كبيرًا مع اقتراب بداية العام الدراسي في إعادة أبنائها إلى روتين النوم المبكر، مشيرًا إلى أن التصحيح المفاجئ لمواعيد النوم يمثل عبئًا مرهقًا للأطفال والمراهقين، ولهذا فإن التدرّج يمثل الحل الأمثل.

وقال السعيد: مع نهاية الإجازة وعودة الاستعدادات للمدرسة، تسعى الكثير من الأسر إلى إعادة تنظيم نوم أبنائها، إلا أن العودة المفاجئة للنظام المدرسي قد تُحدث ارتباكًا جسديًا ونفسيًا لدى الأطفال. ولهذا فإن التدرّج في تغيير مواعيد النوم يمثل خطوة ذكية تسهّل على الأسرة والطلاب التكيّف مع بداية العام الدراسي”.

وأضاف: توصي وزارة الصحة بأن يحصل طلاب المرحلة الابتدائية على 9 إلى 11 ساعة نوم يوميًا، بينما يحتاج طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية إلى 8 إلى 10 ساعات. ولتحقيق هذا المعدل، يجب أن تبدأ الأسر قبل أسبوع على الأقل من أول يوم دراسي، بتقديم وقت النوم تدريجيًا بمعدل 15 إلى 30 دقيقة يوميًا حتى الوصول إلى الموعد المثالي الذي يضمن انتظام النوم”.

وأكد السعيد أن النصائح العملية تشمل:“إيقاف استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، واعتماد روتين مسائي مهدئ يتضمن قراءة قصة أو الجلوس في إضاءة خافتة، إضافة إلى الحرص على توفير بيئة نوم هادئة وخالية من المشتتات”.

وختم السعيد حديثه قائلاً: النوم المنتظم لا يحسن التحصيل الدراسي والتركيز فحسب، بل يقي الأبناء أيضًا من اضطرابات القلق والمزاج. ومع الالتزام بالتدرّج والروتين السليم، تصبح العودة للمدرسة أكثر سهولة وسلاسة، ويبدأ الطلاب عامهم الدراسي بنشاط ذهني وصفاء ينعكس على حياتهم التعليمية”.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *