القائد العماني.. الذي ضحّى بحياته لإنقاذ رعاياه من الموت
بقلم: سعود بن زاهر بن سعود السيابي
(كاتب عُماني)
قال تعالى
“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ “
أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالتحلّي بالمسؤولية والحُكم بالعدل. وهذه القيم العظيمة لا تقتصر على زمان أو مكان، بل هي قانون يجب أن يلتزم به كل مسلم، خاصة إذا كان في موقع من مواقع المسؤولية.
وقد بيّن النبي ﷺ هذا المعنى فقال:
“كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته…”
كما قال ﷺ في موضع آخر:
“ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرّم الله عليه الجنة.”
حيث ترجمة هذه التوجيهات النبوية الى مواقف عظيمة تاريخنا الإسلامي، وظهرت في سلوك قادتنا الذين ضربوا أروع الأمثلة في العدل والإخلاص والتضحية
ومن أبرز هذه المواقف قصة الإمام القائد الوارث بن كعب الخروصي رحمه الله، القائد العادل
والذي تسلم قيادة عمان سنة179هـ
الذي لم يتخلّ عن مسؤولياته حتى في أصعب اللحظات.
ففي أحد الأيام، وبينما مجموعة من المساجين ممن تراوحت جناياتهم كانوا في محبسهم، باغتهم السيل العنيف واجتاح المكان.
وعندما علم الإمام القائد الوارث بن كعب بالأمر، أسرع بنفسه إلى الموقع لمحاولة إنقاذهم.
ومع أن من في السجن قد ارتكبوا جنايات خطيرة، إلا أن القائد لم ينسَ أنهم بشر تحت رعايته.
وبعد محاولات عديدة في مواجهة السيل الجارف، توفي رحمه لله شهيدا في سبيل انقاذ رعاياه، وقد دفن هذا القائد العظيم بالقرب من مقر قيادته (قلعة نزوى التاريخية) وكان ذلك في عام 192هـ
لقد جسّد هذا القائد معنى الراعي الحقيقي، الذي يتحمل المسؤولية بكل شجاعة، ويطبّق شرع الله حتى ولو كلّفه ذلك حياته وقد
وفي كل شبر من عمان ألف صورة وصورة من صور التاريخ الشرق
صور لضريح القائد الأمام الوارث بن كعب الخروصي
صورة لمقر قيادته (قلعة نزوى التاريخية)
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.