في يومه العالمي.. هشاشة العظام مرض صامت يزداد خطره مع تقدم العمر

كشفت وزارة الصحة أن واحدة من كل ثلاث نساء، ورجلًا من كل خمسة رجال تبلغ أعمارهم 50 عامًا وأكثر، يعانون كسر هشاشة العظام في جميع أنحاء العالم، محذّرة من أن هذا المرض الصامت يمثل خطرًا متزايدًا على صحة العظام وجودة الحياة مع التقدم في العمر.
ويأتي ذلك تزامنًا مع اليوم العالمي لهشاشة العظام الذي يُقام هذا العام تحت شعار “قُل لا للعظام الهشة“، بهدف رفع الوعي المجتمعي بعوامل الخطر المسببة للمرض، والتأكيد على أهمية الوقاية من الكسور التي تنجم عن ضعف العظام، والتي قد تُعد مهددة للحياة وتسبب إعاقة طويلة الأمد.

نمط الحياة الصحي أفضل حماية

وأوضحت الوزارة أن هشاشة العظام تُضعف البنية العظمية وتُفقدها كثافتها، مما يجعلها أكثر عرضة للكسر حتى عند التعرض لأبسط الصدمات كالسقوط الخفيف أو الحركة المفاجئة أو حتى العطس.
وأضافت أن نمط الحياة الصحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بشكل كبير، مشيرةً إلى أن ممارسة النشاط البدني المنتظم مع اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين “د” يسهمان في تقوية العظام والحفاظ على توازنها مع التقدم في العمر.

وأكدت الوزارة أن رفع الوعي بمرض هشاشة العظام يعد مسؤولية مجتمعية مشتركة، داعية جميع الفئات العمرية إلى تبنّي السلوكيات الوقائية، والكشف المبكر، وتعزيز ثقافة حماية العظام لضمان حياة صحية ونشيطة خالية من الكسور.

عوامل الخطر وسبل الوقاية

من جهته، قال استشاري وأستاذ مساعد جراحة عظام الأطفال بمستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. عمار بن خالد العمران: “هشاشة العظام تُعرَّف بانخفاض في كثافة العظم وجودته، ما يجعله هشًّا وسهل الكسر، وغالبًا ما تتطور الحالة دون أعراض واضحة حتى تحدث أول كسرة، وغالبًا ما تكون في الفخذ أو العمود الفقري أو الرسغ، مما يجعل الكشف المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتجنّب المضاعفات”.

وأشار إلى أن التقديرات العالمية تؤكد إصابة واحدة من كل ثلاث نساء وواحد من كل خمسة رجال فوق سن الخمسين بكسور ناتجة عن هشاشة العظام خلال حياتهم، مبينًا أن هذه الكسور تُعد من الأسباب الرئيسية لفقدان الاستقلالية، وانخفاض جودة الحياة، وزيادة تكاليف الرعاية الصحية عالميًا.
وبيّن العمران أن من أبرز عوامل الخطر التي تؤدي إلى هشاشة العظام: التقدم في العمر، وانقطاع الطمث لدى النساء، وقلة النشاط البدني، ونقص الكالسيوم وفيتامين (د)، إضافة إلى التدخين والإفراط في تناول المشروبات الغازية والكافيين، والاستخدام الطويل لبعض الأدوية مثل الكورتيزون.

وأكد أن الوقاية من هشاشة العظام تبدأ منذ الصغر وتستمر مدى الحياة، وتشمل اتباع نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم وفيتامين (د)، وممارسة النشاط البدني كالمشي وتمارين المقاومة، والتعرض المعتدل لأشعة الشمس لتحفيز إنتاج فيتامين (د)، وتجنب التدخين والمشروبات الغازية، إلى جانب الفحص المبكر خصوصًا بعد سن الأربعين للنساء والخمسين للرجال.
وأكد د. العمران على أن هشاشة العظام ليست نتيجة حتمية للتقدم في العمر، بل يمكن الوقاية منها باتباع أسلوب حياة صحي، وإجراء الفحوص الدورية، والالتزام بالتوجيهات الطبية، داعيًا إلى أن يكون هذا اليوم العالمي نقطة انطلاق نحو مجتمع أكثر وعيًا بعظامه وأكثر التزامًا بصحته.