خطر منخفض وجاهزية قصوى.. المملكة تكسر موجة «ماربورغ»
أكدت هيئة الصحة العامة «وقاية» أن تفشي فيروس ماربورغ في جنوب إثيوبيا يشكّل خطورة منخفضة للغاية على المملكة، وأن الوضع الصحي لا يشكّل تهديداً في المرحلة الراهنة، في ظل قوة أنظمة الترصد الوبائي والاستجابة السريعة في السعودية، وذلك بعد تقييمها لمستوى مخاطر المرض عقب تسجيل تفشٍّ محدود في جنوب إثيوبيا.
واوضحت «وقاية» أن احتمال وصول فيروس ماربورغ إلى السعودية منخفض جداً، نظراً لمحدودية الحالات المسجلة، وانحصار التفشي في منطقة منخفضة الكثافة السكانية، وسرعة استجابة السلطات الصحية الإثيوبية، والدعم التقني والمالي الذي قدمته منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى أن التفشيات السابقة لفيروسَي ماربرغ وإيبولا لم تسجل انتشاراً دولياً واسعاً.
خطر ضئيل
وأوضحت أن هذه المعطيات تجعل احتمال دخول المرض إلى المملكة ضئيلاً للغاية، وبينت «وقاية» أن مستوى التأثير على السعودية يُعد منخفضاً أيضاً، وذلك بفضل المنظومة الوطنية المتقدمة للتأهب والاستجابة، والرقابة المحكمة في منافذ الدخول، والقدرات الراسخة لمكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية، إلى جانب جاهزية المرافق الطبية للكشف المبكر والعزل والعلاج، مما يقلل بشكل كبير من أي عبء محتمل على النظام الصحي.
وأشارت «وقاية» إلى أن فترة حضانة الفيروس تستمر عادة بين يومين و21 يوماً، وتظهر الأعراض في الغالب بين اليومين الخامس والعاشر، وتشمل حمى مرتفعة وصداعاً شديداً وآلاماً عضلية وإرهاقاً عاماً، يليها في كثير من الحالات نزيف حاد خلال الأسبوع الأول من المرض.
ويجري التشخيص باستخدام اختبارات ELISA وRT-PCR، فيما لا يزال العلاج المعتمد مقتصراً على الرعاية الداعمة لعدم توفر لقاح أو علاج مضاد حتى الآن.
وتشمل عوامل الخطورة التعرض للكهوف أو المناجم المأهولة بالخفافيش، والمخالطة اللصيقة للمصابين، وضعف إجراءات مكافحة العدوى في المرافق الصحية، إلى جانب احتمالات انتقال العدوى عبر السفر من المناطق المتضررة.
وخلص تقرير هيئة الصحة العامة «وقاية» إلى أن التفشي المسجّل في جنوب إثيوبيا يشكل مستوى منخفضاً من الخطر على المملكة، إلا أنه يتطلب استمرار المتابعة الدقيقة والتنسيق المستمر لضمان الحفاظ على سلامة الصحة العامة.
ترصد وجاهزية عالية
من جهته أكد وكيل وزارة الصحة للصحة السكانية الدكتور عبدالله عسيري أن وزارة الصحة وهيئة الصحة العامة «وقاية» تتابعان بدقة التطورات الوبائية العالمية المتعلقة بفيروس ماربرغ، وتعملان على إصدار التحديثات اللازمة أولاً بأول، ضمن منظومة ترصد وبائي دقيقة ومتقدمة تضمن أعلى درجات الجاهزية.
وأوضح أن المرض يُعد من الحميات النزفية الفيروسية النادرة التي تُشبه في طبيعتها مرض «إيبولا»، ويعود مصدره الأساسي إلى أحد أنواع الخفافيش. ويتميز الفيروس بعدم انتقاله عبر الهواء كما هو الحال في الإنفلونزا، بل يتطلب مخالطة مباشرة ولصيقة جداً لسوائل المصاب مثل الدم والإفرازات، وهو ما يقلل فرص انتقاله بشكل واسع.
وأشار إلى أن «الخلاصة» وفق تقييم المخاطر الحديث تشير إلى أن احتمالية وفادة حالات مصابة إلى المملكة ودول الخليج منخفضة جداً، في ظل قوة إجراءات الترصد ومنظومات الاستجابة السريعة، مؤكداً أن الجهات الصحية تتخذ جميع التدابير والإجراءات الوقائية اللازمة لمنع أي احتمال لوصول العدوى، مع استمرار متابعة الوضع الصحي العالمي أولاً بأول.
وأكد عدد من المختصين في الأمراض المعدية ومكافحة العدوى أن فيروس ماربورغ يُعد من الفيروسات النزفية الخطيرة، إلا أن احتمالات انتشاره تظل محدودة، وأن الوضع الصحي في المملكة مطمئن في ظل قوة منظومة الترصد والجهوزية الوقائية.
خطورة دون انتشار
وقال الدكتور علي الشهري، استشاري الباطنة والأمراض المعدية ورئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى القوات المسلحة في خميس مشيط، إن فيروس ماربورغ يُصنّف ضمن الفيروسات النزفية ذات معدل الوفاة المرتفع، حيث تتراوح نسبته بين 20% و80% بمتوسط يقارب 50%، وذلك تبعاً لسرعة التشخيص والرعاية الداعمة للمريض.
وأشار إلى عدم توفر لقاح أو علاج معتمد للفيروس حتى الآن، وأن التدخل الطبي يعتمد بشكل رئيسي على تعويض السوائل، ومراقبة العلامات الحيوية، واستبدال الدم وعوامل التخثر، إلى جانب إجراءات العزل والمتابعة المستمرة.
وبيّن الشهري أن خطورة المرض لا تعني سهولة انتشاره، إذ يحتاج انتقاله إلى ملامسة لصيقة للمصاب أو لسوائل جسمه أو للأسطح الملوثة بكميات كبيرة من الفيروس، ولا ينتقل عادة عبر الهواء أو الرذاذ. كما أن المريض يصبح معدياً فقط بعد ظهور الأعراض، ما يسهّل عمليات الرصد والمتابعة، فيما تساعد شدة الأعراض في الحد من حركة المريض وحصر المخالطين.
وأكد الشهري أن احتمال وصول الفيروس إلى المملكة ضعيف جداً، استناداً إلى المعطيات الوبائية الحالية وإلى قوة الأنظمة الصحية التي تراقب المسافرين والقادمين بدقة، مشدداً على عدم وجود ما يدعو للقلق، مع أهمية الالتزام بالسلوكيات الوقائية واستشارة عيادات السفر قبل التوجه إلى المناطق المتضررة.
مرض فيروسي حاد
وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور عليان آل عليان، استشاري الأمراض المعدية، أن المرض اكتُشف لأول مرة عام 1967، وأنه يُعد مرضاً فيروسياً حاداً يبدأ بحمى مفاجئة وفتور وآلام عضلية وصداع والتهاب بالحلق، ثم تتطور الأعراض إلى قيء وإسهال وطفح جلدي ونزيف، قد يصاحبه فشل كلوي أو تلف كبدي ونقص في الصفائح الدموية.
وأكد أن انتقال الفيروس يحدث من خلال التماس المباشر مع دم المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو من خلال الاتصال الجنسي، إضافة إلى العدوى المكتسبة داخل المنشآت الصحية نتيجة استخدام أدوات ملوثة، بينما لا ينتقل عبر الهواء مثل الإنفلونزا.
وأوضح آل عليان أن العلاج الوحيد المتاح حالياً هو العلاج الداعم داخل المستشفى، والذي يشمل العزل الطبي، وموازنة السوائل والمعادن، ودعم مستويات الأكسجين وضغط الدم، وتعويض فقدان الدم، وأشار إلى عدم توفر أي لقاح أو علاج وقائي معتمد حتى الآن.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تواصل دعم جهود احتواء التفشي في الدول المتأثرة، مما يستدعي تعزيز مراقبة الحدود ورفع مستوى التدابير الوقائية عالمياً.
وأكد أن الوضع الصحي في المملكة «آمن جداً»، وأن احتمال دخول حالات مصابة يظل منخفضاً للغاية، لافتاً إلى أن المملكة تتمتع بدعم واهتمام كبيرين من القيادة ووزارة الصحة وجميع القطاعات المعنية لضمان منع دخول الأمراض الوبائية والحد من تأثيرها.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
