استشاري:-“تجميد-البويضات”-يواكب-المتغيرات-ويعزز-التوازن-السكاني-المستدام

استشاري: “تجميد البويضات” يواكب المتغيرات ويعزز التوازن السكاني المستدام

قال استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، إن التراجع الحاد في معدلات الإنجاب الذي تشهده بلادنا الغالية لم يعد مجرد رقم إحصائي عابر، بل أصبح مؤشراً عميق الدلالة على تحولات جوهرية في بنية الأسرة ونمط الحياة المعاصر، مبيناً أن استمرار هذا المسار دون تدخلات مدروسة سيحدث آثاراً بعيدة المدى تمس الصحة والاقتصاد والاستقرار الاجتماعي.

وأكد أن دراسات حديثة ومن بينها الدراسة الصادرة عن جامعة الأميرة نورة، بينت أن متوسط عدد الأطفال في الأسرة الواحدة انخفض من نحو سبعة أطفال عام 1985 إلى قرابة طفلين فقط في الوقت الراهن، وهو تراجع غير مسبوق يعكس تغيراً واضحاً في أولويات الأسر، وتأثير العوامل الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والصحية على قرارات الإنجاب.

كما أن هذه الأرقام لا يمكن قراءتها بمعزل عن التحولات المتسارعة في أنماط العمل، وارتفاع المعيشة، وتأخر سن الزواج، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، إلى جانب تغير مفهوم الاستقرار الأسري نفسه.الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا

أنظمة الرعاية الصحية

وأشار د.براشا إلى أن انخفاض النمو السكاني على المدى الطويل يمثل تحدياً حقيقياً لأنظمة الرعاية الصحية، حيث يؤدي إلى تقلص قاعدة الشباب مقابل تزايد أعداد كبار السن، ما يرفع معدلات الأمراض المزمنة ويزيد الحاجة إلى خدمات طبية طويلة الأمد.

وأوضح أن تراجع المواليد سيؤدي إلى تغيرات في أنماط الاستهلاك والسكن والتعليم، حيث تقل الحاجة إلى المدارس والجامعات مستقبلاً، مقابل تزايد الطلب على دور الرعاية والخدمات الصحية المتخصصة، وهي تحولات لا تنعكس آثارها على الأسرة فقط، بل تمتد إلى الاقتصاد الوطني والمجتمع ككل.

وأضاف أن من الجوانب المهمة التي يجب الالتفات إليها أن تراجع الإنجاب ليس بالضرورة رفضاً لفكرة الأسرة، بل هو في كثير من الأحيان نتيجة قلق صحي أو اجتماعي، خاصة لدى النساء، من فقدان فرصة الإنجاب بسبب تأخر الزواج أو تأجيل الحمل لسنوات طويلة، وهنا قد يكون من الحلول الصحية الحديثة لمواجهة هذه المشكلة، ويمكن أن تلعب دوراً داعماً هو إتاحة خيار “تجميد البويضات” وفق ضوابط شرعية وطبية وأخلاقية واضحة، بما يمنح النساء فرصة آمنة للإنجاب في وقت لاحق إذا تجاوزن السن المثالي للحمل، دون أن يكنّ تحت ضغط زمني يؤثر على صحتهن النفسية والجسدية، مبيناً أن وجود إطار تنظيمي لـ “تجميد البويضات” سيسهم في دعم الصحة الإنجابية، وتخفيف القلق المرتبط بتأخر الإنجاب، والمساهمة في تحقيق أهداف استقرار معدلات المواليد بما ينسجم مع المتغيرات الاجتماعية الحديثة.

دعم الصحة الإنجابية

وأوضح د.براشا أن معالجة تراجع المواليد لا تقتصر على الحلول الطبية فقط، بل تتطلب رؤية شمولية تشمل دعم الصحة الإنجابية، وتعزيز التوعية قبل الزواج، وتوفير بيئات عمل صديقة للأسرة، وتحسين خدمات رعاية الأمومة والطفولة، إلى جانب سياسات إسكانية وتعليمية تشجع على الاستقرار الأسري، بجانب ضرورة تصحيح بعض المفاهيم السائدة التي تربط الإنجاب بالخوف من الأعباء فقط.

ونوه أن من الجوانب الجوهرية المرتبطة بتراجع المواليد ضرورة تعزيز الصحة النفسية للأسرة، خاصة لدى الأزواج الجدد، إذ تشير دراسات متعددة إلى أن الضغوط المعيشية والقلق من المستقبل الوظيفي والاقتصادي تؤثر بشكل مباشر في قرارات الإنجاب، فتهيئة بيئة داعمة نفسيًا واجتماعيًا، وتوفير برامج إرشاد أسري وتثقيف صحي قبل وبعد الزواج، تسهم في بناء ثقة أكبر لدى الأزواج وتشجعهم على اتخاذ قرارات إنجابية أكثر استقرارا وتوازنا، بما ينعكس إيجابا على الأسرة والمجتمع معا.

وختم د.براشا حديثه بالتأكيد على أن الأرقام المسجلة في المملكة تعكس مساراً واضحاً للتراجع، حيث بلغ معدل الإنجاب نحو 7 أطفال للأسرة عام 1985، ثم انخفض إلى 3.8 طفل في 2011، و2.7 طفل في 2017، ليصل في 2024 إلى نحو طفلين فقط، وهذه المؤشرات تستدعي وقفة جادة وتكاملاً بين القطاع الصحي والاجتماعي والاقتصادي، لضمان توازن سكاني مستدام يحفظ حيوية المجتمع ويصون مستقبل أجياله القادمة.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *