عاجل: الصحة: 66% من حالات التأتأة متوارثة والعلاج المبكر هو الحل
كشفت وزارة الصحة أن نحو 66% من حالات التأتأة تكون متوارثة في العائلة نفسها، مؤكدة أن هذا الاضطراب يُعد من أكثر اضطرابات الطلاقة شيوعًا، ويظهر غالبًا في مرحلة الطفولة المبكرة بين عمر السنتين والخمس سنوات، وقد يستمر في بعض الحالات حتى مراحل متقدمة من العمر إذا لم يتم التدخل العلاجي في الوقت المناسب.
وأوضحت الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للتأتأة أن التأتأة تُعرّف بأنها اضطراب في انسيابية الكلام وصعوبة في النطق بسلاسة، وتزداد شدتها عند التوتر أو التعب أو الحماس، مشيرة إلى أن أسبابها الدقيقة لا تزال غير معروفة، لكنها غالبًا ما ترتبط بعوامل وراثية وبيولوجية ونفسية تؤثر على قدرة الدماغ في تنسيق الحركات المسؤولة عن إنتاج الكلام بشكل طبيعي.
تأتأة مبكرة
بيّنت “الصحة” أن التأتأة تنقسم إلى نوعين رئيسيين؛ الأول هو التأتأة المبكرة التي تظهر أثناء تعلم الطفل للغة والكلام وتختفي لدى كثير منهم مع التقدم في العمر أو مع جلسات العلاج المبكر، فيما يتمثل النوع الثاني في التأتأة المتأخرة المكتسبة التي قد تصيب الكبار نتيجة سكتة دماغية أو إصابات في الرأس أو صدمات نفسية أو استخدام بعض الأدوية التي تؤثر على وظائف الدماغ.
فيما أكدت المدير الفني لمركز حياتي للرعاية النهارية لذوي الإعاقة والمستشارة في التربية الخاصة، مرام الجزاع، أن اليوم العالمي للتأتأة يشكل محطة توعوية مهمة لتصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذا الاضطراب، مشيرة إلى أن التأتأة لا تعني ضعفًا في القدرات أو نقصًا في الثقة، بل هي حالة يمكن التعامل معها بفعالية من خلال العلاج السلوكي والدعم النفسي والاجتماعي.
برامج تدريبية
أضافت الجزاع أن التدخل المبكر يُعدّ من أهم عوامل النجاح في الحد من آثار التأتأة، خاصة لدى الأطفال في مراحلهم الدراسية الأولى، حيث يمكن عبر برامج تدريبية مخصصة تحسين الطلاقة وتعزيز مهارات التواصل.
وأوضحت أن البيئة الأسرية تلعب الدور الأكبر في العلاج، من خلال الصبر، وتجنب تصحيح الكلام أمام الطفل أو استعجاله أثناء الحديث.
وبيّنت الجزاع أن من الضروري إشراك المدارس والمؤسسات التعليمية في برامج التوعية بالتأتأة، وتدريب الكوادر التربوية على أساليب التواصل الإيجابي مع الطلاب الذين يعانون منها، مؤكدة أن الدعم المجتمعي والقبول يمثلان حجر الأساس في مساعدة المصابين على تجاوز التحديات وبناء ثقتهم بأنفسهم .
تعزيز الوعي
قالت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود والمتخصصة في الإعاقة السمعية مشاعل العبيد إن اليوم العالمي للتأتأة يأتي تأكيدًا على أهمية تعزيز الوعي باضطراب الطلاقة الكلامية ودعم الأفراد الذين يواجهون صعوبات في النطق بطلاقة.
وأشارت إلى أن الدراسات الحديثة تُظهر أن التأتأة تنتج عن تفاعلٍ معقّد بين العوامل الوراثية والعصبية والنفسية، إذ يسهم العامل الوراثي في قابلية ظهورها لدى بعض الأسر، فيما تؤدي الضغوط الانفعالية والبيئية دورًا في زيادة حدّتها.
الدعم الأسري
أوضحت “العبيد” أن الدعم الأسري والمجتمعي يمثل محورًا أساسيًا في مساندة المصابين من خلال تهيئة بيئة تواصلٍ يسودها الهدوء والتقبّل وتشجيعهم على الحديث بثقة دون استعجال أو مقاطعة.
وأوضحت أن الأساليب العلاجية الحديثة تعتمد على جلسات النطق وتمارين التنفس والإيقاع والعلاج السلوكي المعرفي لتقليل القلق المصاحب للكلام، إلى جانب توظيف التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي لمتابعة الأداء وتحسين الطلاقة، مؤكدة أن نشر الوعي بالتأتأة يعزز قيم التقبّل والشمول ويسهم في بناء مجتمعٍ متفهّمٍ يحتضن التنوع الإنساني في التواصل.
ردود فعل سلبية
أوضحت معلمة التربية الخاصة الدكتورة سارة محمد البوزيد أن فهم التحديات المرتبطة بالتأتأة يتطلب التركيز على أن العوائق الحقيقية تنشأ من البيئة لا من الفرد نفسه، مبينة أن الصعوبات النفسية والاجتماعية التي يواجهها المصابون لا تنبع من التأتأة ذاتها بل من ردود الفعل السلبية تجاههم مثل المقاطعة أو إكمال الجمل نيابة عنهم أو تجاهل مشاركتهم أو التنمر عليهم، مما يخلق بيئة تعليمية غير داعمة تؤدي إلى الانطواء وتدني تقدير الذات.
وأكدت أن مواجهة ذلك تستدعي ترسيخ ثقافة الشمول وتقبّل التنوع لبناء بيئة تعليمية مرحبة تضمن تكافؤ الفرص لجميع الطلبة، مع مسؤولية الأسرة في تنمية مهارات المناصرة الذاتية لدى أبنائها لتمكينهم من فهم تأتأتهم وطلب الدعم بثقة ومنحهم الوقت الكافي للتحدث، وبذلك يتحول الطفل من متلقٍ للتحديات إلى مشارك فعّال في تشكيل بيئة تواصل إيجابية وداعمة.
فيما أشادت بما توفره المملكة من مراكز الخدمات المساندة التي تقدم خدمات التشخيص والتدريب المجاني للأشخاص ذوي اضطرابات النطق والكلام في إطار التزامها الراسخ ببناء وطن شامل يضمن تكافؤ الفرص لجميع أبنائه.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.