محمد بن منيع أبو زيد: السعودية.. حيث ينبض قلب الإيمان
في ظلّ عالمٍ تتزعزع فيه الثوابت، وتضيع فيه الهُويّات بين زحام الأفكار والمذاهب، تبقى هناك أرضٌ تشعّ منها أنوار التوحيد، أرضٌ تحتضن في ترابها ذكريات النبوّة، وفي سمائها صلاة الملايين، وفي قلبها إرثٌ إلهيٌّ خالد. هنا.. حيث تُرفع الأيدي بالدعاء عند “مقام إبراهيم”، وتتسابق الأقدام نحو “الحجر الأسود”، هنا حيث تُذرف الدموع بين يدي الرحمن.. هنا “المملكة العربية السعودية””، ليست مجرد حدودٍ جغرافية، بل “ضمير الأمة الإسلاميّة” الحي.
الفصل الأول: أرضٌ اختارها الله لتكون شاهدًا على التاريخ
لم تكن مكّة مجرد مدينة، بل كانت “أول بيتٍ وُضع للناس”، ومنها انطلقت كلمة التوحيد لتغيّر مصير البشريّة. هنا وقف النبي إبراهيم عليه السلام يدعو: “رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ” وهنا وُلد النبي محمد ﷺ، حاملًا رسالةَ “لا إله إلا الله” إلى العالمين.
اليوم، بعد أكثر من 1400 عام، لا تزال السعودية تحمل نفس الأمانة، بنفس الإخلاص، لكن بعيونٍ تنظر إلى المستقبل، وقلوبٍ تحنو على كل مسلمٍ في شرق الأرض وغربها.
الفصل الثاني: الحرمين.. حيث تذوب الأنانيّة وتتجدد الروح
لا يُقاس قدسية المكان بحجارةٍ أو جدران، بل بالقلوب التي تئنّ فيه بين يدي خالقها، في مكة، حيث يطوف الضعيف والقوي، الغني والفقير، الأبيض والأسود.. جميعهم بلباسٍ واحد، في مشهدٍ يُجسّد أسمى معاني المساواة أمام الله.
وفي المدينة المنوّرة، حيث الروح تبحث عن الأنس عند ساكن القبر الشريف، تُسمع زفرات الحُجّاج وهم يسلّمون على رسول الله ﷺ، وكأن الزمن يتوقف لحظةً ليُذكّرنا: هذه الأرض لم تُخلَق كباقي الأراضي.. إنها أرضٌ اختارها الله لتكون شاهدًا على محبّته لعباده.
الفصل الثالث: سدّ منيع في وجه التشويه.. ويدٌ حانية لكل مستضعف
في زمنٍ يحاول البعض تشويه صورة الإسلام، تقف السعودية “كالحارس الأمين للعقيدة” ليست بالقسوة، بل بالحكمة والعلم، من خلال:
- “جامعاتها الإسلامية” التي تخرّج علماءً ينشرون الوسطية.
- “مشاريعها الإنسانية” التي تصل إلى كل بقعةٍ يعاني فيها المسلمون.
- “مواقفها السياسية” التي تحمل هموم الأمة دون تردد.
ولكن الأهم.. أنها تبقى بيتًا مفتوحًا لكل مسلمٍ يبحث عن الأمان الروحي، فالحجّاج والمعتمرون لا يعودون إلى أوطانهم بنفس الروح التي جاؤوا بها.. لأن شيئًا ما في تلك الأرض يغيّرهم من الداخل.
الفصل الرابع: التوحيد ليس شعارًا.. بل حياة
التوحيد في السعودية ليس مجرد كلمةٍ تُردّد في المساجد، بل هو نمط حياة:
- في الأسواق، حيث تسمع النداء “الله أكبر” فيوقف التاجرُ تجارتَه ليُجيب ربّه.
- في البيوت، حيث تُقام حلقات القرآن كعادةٍ متجذّرة.
- في القلوب، حيث الإيمان ليس مجرد موروث، بل اختيارٌ يومي.
وحتى مع رياح التغيير التي تأتي بـ رؤية 2030، تبقى الهوية الإسلامية هي الجذر الذي لا يتزعزع، فالتطوّر المادي لا يعني أبدًا التخلّي عن الروحانيّة.. بل العكس، السعودية تثبت أن الأمة يمكنها أن تكون قويةً دون أن تفقد إيمانها.
الختام: لأن بعض الأراضي ليست مجرد تراب.. بل قدَر
ليس كلّ مكانٍ على هذه الأرض متساويًا.. فهناك أراضٍ خصّها الله ببركاتٍ خاصة، السعودية لم تكن يومًا اختيارًا بشريًا، بل “إرادة إلهية” أن تكون منارةً للتوحيد حتى قيام الساعة.
فإذا سألتَ: لماذا نحب السعودية؟
فالجواب: لأنها “البيت الروحي” لكل مسلم، حتى لو لم تطأها قدماه.. لأنها تحمل في جوهرها ذلك الأمل الذي يجعلنا نرفع رؤوسنا ونقول: “الحمد لله.. الإسلام لا يزال عزيزًا”.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.