في-يومه-العالمي.-مختصون-لـ”اليوم”:-مثبطات-jak-تحمل-آمال-علاج-البهاق

في يومه العالمي.. مختصون لـ”اليوم”: مثبطات Jak تحمل آمال علاج البهاق

أكد عدد من المختصين في طب الجلد والأمراض المناعية أن البهاق لا يُعد مرضًا معديًا، ولا علاقة له بالسرطان أو بنقص الفيتامينات أو بعض المأكولات والمشروبات، مشيرين إلى أنه حالة جلدية ناتجة عن توقف الخلايا الصبغية عن إنتاج الميلانين، ما يؤدي إلى فقدان لون الجلد أو الشعر في مناطق محددة من الجسم.

وأوضحوا في حديثهم لـ”اليوم” بمناسبة اليوم العالمي للبهاق، أن نسبة الإصابة به لا تزال غير معروفة بدقة، لكنه يصيب مختلف الفئات العمرية، ويمكن أن يظهر في مرحلة الطفولة أو حتى في سن الشيخوخة، كما قد تتفاوت حالاته بين الانتشار والثبات أو حتى التحسن التلقائي.

وأكدوا أن المصابين بالبهاق لا تنقصهم القدرة على التفاعل مع الحياة أو تحقيق النجاحات، وأن الوعي المجتمعي والدعم النفسي يلعبان دورًا محوريًا في تحسين جودة حياة المرضى.

أسباب مرض البهاق

وفي هذا السياق، أفادت الدكتورة هبة العجيل، عضو هيئة التدريس بكلية الطب واستشارية الأمراض الجلدية والليزر، أن البهاق مرض جلدي يفقد فيه الجلد لونه الطبيعي ويظهر على شكل بقع بيضاء واضحة، وقد يمتد تأثيره إلى الشعر، مسببًا تغيرًا في لونه سواء في فروة الرأس أو الحاجبين أو الرموش أو اللحية، كما يمكن أن يؤثر على الأغشية المخاطية مثل الفم والأنف والأعضاء التناسلية.
د. هبة العجيل
وأضافت أن المرض يمكن أن يصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية، من الولادة وحتى الكبر، وتتسع البقع المصابة تدريجيًا مع مرور الوقت.

وأشارت إلى أن السبب الرئيس وراء ظهور البهاق هو توقف الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين، نتيجة اضطراب في الجهاز المناعي الذاتي بالجلد، وليس بالدم، مبينة أنه لا توجد طريقة مؤكدة للتنبؤ بمستقبل الحالة، سواء باستقرار البقع أو انتشارها.

المفاهيم الخاطئة حول البهاق

ونفت العجيل مجموعة من المفاهيم الخاطئة حول المرض، مؤكدة أن البهاق لا يُعدي، ولا ينتقل وراثيًا بالضرورة، كما أنه لا يرتبط بنقص الفيتامينات، أو بتناول السمك مع اللبن، أو بالصدمات النفسية أو الخوف، مشددة على أنه لا يُعد شكلًا من أشكال السرطان ولا يؤدي إليه.

وتطرقت إلى أنواع البهاق، مشيرة إلى وجود أربعة أنواع رئيسية: البهاق البقعي (غير القطعي)، الذي يظهر على هيئة بقع بيضاء في مناطق مختلفة من الجسم، والبهاق الطرفي الذي يصيب أطراف اليدين والقدمين والشفتين والأعضاء التناسلية، وهو من أكثر الأنواع صعوبة في العلاج بسبب قلة بصيلات الشعر في تلك المناطق، إلى جانب البهاق القطعي الذي يصيب منطقة واحدة وغالبًا ما يظهر في عمر مبكر، وأخيرًا البهاق المنتشر الذي يشمل أجزاءً واسعة من الجسم.

وعن العلاجات، أوضحت العجيل أنه لا يوجد حتى الآن علاج يمنع انتشار المرض بشكل نهائي، إلا أن الخيارات العلاجية الطبية المرخصة متعددة، وتشمل العلاجات الموضعية والضوئية والفموية، وفي بعض الحالات تُستخدم الجراحة.

وأكدت أن العلاجات قد تُعيد لون الجلد، لكنها لا تضمن منع الانتكاسة أو استمرار فقدان اللون مستقبلاً.

أهمية العناية بالجلد

وشددت العجيل على أهمية العناية بالجلد، لاسيما بحمايته من أشعة الشمس باستخدام الواقيات المناسبة، وارتداء الملابس الواقية، مع ضرورة تجنب الكريمات والخلطات الشعبية غير المعتمدة من هيئة الغذاء والدواء، وكذلك الابتعاد عن استخدام أجهزة التسمير الصناعية (التان).

وأكدت على أهمية التهيئة النفسية للمصاب، مشيرة إلى أن العامل النفسي يؤثر بشكل مباشر على استجابة المريض للعلاج، داعية المرضى إلى الصبر والتقبل.

وأشارت إلى أن هناك نماذج عديدة من مصابي البهاق الذين حققوا نجاحات عالمية، ولم يكن المرض عائقًا أمام تميزهم أو قدرتهم على العطاء.

توقف الخلايا الصبغية

وأوضحت الاستشاري المشارك في طب الأمراض الجلدية والتجميل والليزر الدكتورة أشجان المسعودي، أن البهاق يُعد أحد أكثر أمراض الجلد انتشارًا، ويحدث نتيجة توقف الخلايا الصبغية عن إنتاج الميلانين، مما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء على الجلد، مؤكدة أنه مرض غير معدٍ ولا يُنقص من جمال الإنسان أو قيمته.
د. أشجان المسعودي
وبيّنت أن هناك عوامل متعددة قد تسهم في ظهور المرض، منها الجينات الوراثية، والاضطرابات المناعية، والتعرض لضغوط نفسية شديدة، أو لحروق شمسية، مضيفة أن المرض يظهر عادة قبل عمر الثلاثين، وقد يظل مستقرًا أو يتطور بشكل تدريجي، بل قد يشهد بعض الحالات تحسنًا دون تدخل علاجي.

البهاق في السعودية

وأشارت المسعودي إلى دراسة محدودة أجريت محليًا في المملكة أظهرت أن نسبة انتشار البهاق تصل إلى نحو 3.5%، ويكثر ظهوره بين الذكور تحت سن الخامسة والعشرين، مع تفاوت في نوعية البهاق بين الحالات، مشيرة إلى أن النوع الأكثر شيوعًا هو البهاق العام، الذي يصيب جانبي الجسم بشكل متماثل.

وأوضحت أن العلاج متاح ويختلف من شخص لآخر بحسب حالة الجلد وانتشار المرض، مبينة أهمية مراجعة طبيب مختص وعدم الاعتماد على العلاجات الشعبية أو الخلطات غير الموثوقة، كما نبهت إلى أهمية العناية بالبشرة من خلال استخدام واقي الشمس وتجنب الجروح أو فرك الجلد بشدة.

وأكدت على أهمية الثقة بالنفس للمصابين، داعية إياهم إلى عدم السماح للمرض بالتأثير على صورتهم الذاتية، وقالت: “البهاق اختلاف في اللون لا في القيمة، ولا يغير من شخصك شيئًا، فالجمال الحقيقي لا يُقاس بلون الجلد بل بروح الإنسان وعطائه”.

العوامل الجينية والمناعية

من جهتها، قالت استشارية الجلدية والتجميل غير جراحي بالمستشفى الجامعي بالخبر مستشفى دلة د. ندى الغامدي، إن البهاق لا يُعد مرضًا معديًا ولا وراثيًا بشكل كامل، بل ينتج عن تفاعل معقّد بين العوامل الجينية والمناعية، وأن من المهم أن يسهم كل من المجتمع الطبي والإعلامي في تصحيح المفاهيم المغلوطة المرتبطة به، والحد من التنمّر والوصمة التي يعاني منها بعض المصابين.
د. ندى الغامدي
وأشارت إلى تطورات حديثة في علاج البهاق، أبرزها اعتماد كريم أوبزيلورا (Ruxolitinib)، وهو أول مثبط JAK موضعي معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج البهاق غير المقطعي، مضيفة أن هناك مثبطات JAK جهازية مثل Ritlecitinib وTofacitinib لا تزال قيد الدراسة وتُظهر نتائج أولية مبشرة.

الدعم النفسي

وأكدت الغامدي على أهمية الدعم النفسي، خاصة للأطفال والمراهقين المصابين، لتحسين ثقتهم بأنفسهم والتقليل من آثار التهميش، مشيدة بمبادرات تعليمية حديثة، منها برامج كرتونية تقدم شخصيات مصابة بالبهاق بطريقة إيجابية، مما يعزز تقبّل الذات ويدعم ثقافة احترام التنوع.

وفي توصياتها، دعت الغامدي إلى تضمين المناهج التعليمية نماذج لشخصيات متنوعة من الأطفال، بما فيهم المصابون بالبهاق أو غيره من الحالات الظاهرة، لتربية جيل يتفهم الآخر ويحتضن الاختلاف، مؤكدة في ختام حديثها أن المجتمع القوي هو من يحتضن جميع أفراده، لا من يقصيهم بسبب مظهرهم أو حالتهم الصحية.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *