خبير تربوي: القدوة السيئة والتفكك الأسري بوابات إدمان المخدرات
شدد المستشار التربوي والمختص الاجتماعي جعفر العيد، على أن آفة المخدرات، التي تُذهب العقل وتُسمم الجهاز العصبي، تمثل خطرًا داهمًا يؤدي إلى تبعية نفسية وجسدية مدمرة للفرد والمجتمع.
وأوضح العيد أن الرغبة القهرية في الحصول على المادة المخدرة تدفع المتعاطي إلى حافة الهلاك، وتؤثر سلبًا على حياته وعلاقاته، مشيرًا إلى أن مواد الحشيش وحبوب الكبتاجون والشبو تأتي في مقدمة المواد الأكثر انتشارًا وخطورة في المملكة، لما تسببه من أمراض نفسية وعقلية وجسدية وخيمة.
منظومة متكاملة
أرجع أسباب الوقوع في فخ الإدمان إلى منظومة متكاملة من العوامل الأسرية والبيئية والشخصية، مؤكدًا أن القدوة السيئة من قبل الوالدين أو إدمان أحدهما، بالإضافة إلى التفكك الأسري والإهمال، تمثل تربة خصبة لضياع الأبناء.
وأضاف بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات 2025 تحت شعار ”لنكسر الحلقة.. أوقفوا الجريمة المنظمة“، أن تأثير رفقاء السوء واستغلال أوقات الفراغ والسفر إلى الخارج دون رقابة، كلها عوامل بيئية تزيد من احتمالية الانجراف نحو هذا الطريق، والذي غالبًا ما يبدأ بضعف الوازع الديني أو حب الاستطلاع لدى الشباب.
أعراض واضحة
في السياق ذاته، بيّن العيد أن هناك أعراضًا جسدية وسلوكية واضحة يمكن للأسرة من خلالها الاستدلال على وجود متعاطٍ في محيطها.
وقال تشمل هذه العلامات تغيرات مثل احمرار العينين، والرجفة، وظهور هالات سوداء، والنعاس المستمر، واضطرابات النوم والشهية، إلى جانب إهمال النظافة والمظهر العام.
وسلوكيًا، دعا الأسرة الانتباه إلى التغير المفاجئ في دائرة الأصدقاء، والميل نحو العدوانية والعزلة الاجتماعية، والتدهور الدراسي أو المهني، بالإضافة إلى الطلب المتزايد وغير المبرر للمال، وظهور عنف وتذبذب في العلاقة مع أفراد الأسرة.
آثار مدمرة
حول الآثار المدمرة للإدمان، أكد أنها تتجاوز الفرد لتضرب استقرار المجتمع بأسره، حيث تؤدي إلى مضاعفات نفسية كالتغير في الشخصية وتدهور الأداء الوظيفي، وأعراض ذهنية كاللامبالاة وفقدان القدرة على الحكم الصحيح.
وأضاف يمتد أثرها ليصيب جهاز المناعة ويزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض الفيروسية، ويسبب اضطرابات هرمونية قد تصل إلى العقم، فضلًا عن كونها سببًا رئيسيًا في التفكك الأسري وارتفاع معدلات الطلاق وانتشار الجرائم.
وللوقاية من هذه الآفة، قدم العيد خارطة طريق للأسر، محورها تعزيز الوازع الديني وتقوية المبادئ الثقافية لدى الأبناء.
جسور الثقة
شدد على ضرورة بناء جسور من الثقة معهم عبر احترام آرائهم وتشجيعهم على البوح بمشكلاتهم، وتخصيص وقت نوعي لكل ابن وابنة ومشاركتهم اهتماماتهم.
ودعا إلى تنمية مواهب الأبناء في أنشطة إيجابية كالرياضة والبرمجة، وتعليمهم كيفية التعامل مع الضغوط النفسية، مع التأكيد على أن عدم الرضا عن سلوك معين لا يجب أن يقلل من قيمة الحب الأسري الذي يبقى صمام الأمان الأول.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.