استشاري عظام لـ اليوم: ساركوبينيا وخشونة الركبة يسرقان «مشية» كبار السن

كشف استشاري جراحة العظام الدكتور صبري زيادة لـ «اليوم» عن الأسباب الطبية الخفية وراء معاناة كبار السن من صعوبات المشي، مرجعاً ذلك إلى مثلث مرضي يتكون من ضعف العضلات واعتلال الأعصاب وتآكل المفاصل، مما يهدد استقلالية المسنين وقدرتهم على الحركة بحرية.

وسلط الدكتور زيادة الضوء على ظاهرة «ساركوبينيا» أو الفقدان التدريجي للكتلة العضلية، موضحاً أنها تبدأ في التسلل لجسد الإنسان بعد سن الخمسين، وتتفاقم حدتها ووضوحها بشكل مقلق بعد تجاوز السبعين عاماً.

سوء التغذية

عزا استشاري جراحة العظام هذا الضمور العضلي إلى تراجع الهرمونات البنائية وقلة النشاط البدني، إضافة إلى الجلوس لفترات طويلة، وسوء التغذية المتمثل في نقص البروتين وفيتامين «D» الضروريين لبناء الأنسجة.

ونبه إلى أن الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والرئة تلعب دوراً سلبياً في تسريع وتيرة ضعف العضلات، فضلاً عن الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل الكورتيزون التي تنهك القوة العضلية.

وتظهر أعراض هذا الضعف بوضوح من خلال الشعور بالإجهاد السريع، وفقدان التوازن الذي يرفع احتمالية السقوط، إضافة إلى صعوبة صعود السلالم أو حتى المشي لمسافات قصيرة كانت معتادة سابقاً.

الإجهاد السريع

قدم الدكتور زيادة وصفة علاجية لتعويض هذا الفقد، تعتمد على ممارسة تمارين المقاومة الخفيفة والمشي السريع، واتباع حمية غذائية غنية بالألبان والبروتينات، مع ضرورة ضبط مؤشرات السكري والضغط.

وفي الشق الثاني من الأسباب، أشار الاستشاري إلى أن خشونة الركبة تأتي في مقدمة اعتلالات المفاصل التي تعيق الحركة، مسببة ألماً وتيبساً، إلى جانب خشونة الورك والتهاب المفاصل الروماتويدي.

مشاكل الديسك

حذر من تجاهل اعتلال الأعصاب الطرفية، خاصة لدى مرضى السكري، حيث يؤدي لفقدان الإحساس بالقدمين، بينما تتسبب مشاكل «الديسك» والضغط على الأعصاب القطنية في آلام ممتدة تعيق الوقوف الطويل.

ولم يغفل زيادة تأثير الجلطات الدماغية القديمة التي قد تترك أثراً دائماً، مشدداً في ختام حديثه على أن التشخيص المبكر والعلاج التأهيلي هما طوق النجاة للحفاظ على جودة حياة المسن وحمايته من السقوط.