جمعية أمراض الروماتيزم لـ ”اليوم“: الذئبة الحمراء تصيب النساء أكثر من الرجال

أوضحت رئيس الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم د. حنان الريس خلال حديثها لـ”اليوم“ أن الذئبة الحمراء مرض مناعي ذاتي يؤثر في مختلف أعضاء الجسم، وتكمن خطورته في أنه قد يظل متخفياً لفترات طويلة إذا لم يُشخَّص مبكراً.

وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن نسبته تصل إلى نحو 20 حالة من كل 100 ألف شخص في السعودية وآسيا، بينما ترتفع النسبة في بعض المناطق إلى 60 حالة لكل 100 ألف، ما يجعله من أكثر الأمراض المناعية شيوعاً.

جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات المؤتمر الرابع لمرض الذئبة الحمراء بجدة، بمشاركة نخبة من الأطباء والباحثين والمتخصصين في الأمراض المناعية، حيث يُعد هذا المرض من أبرز الأمراض المزمنة التي تمثل تحدياً كبيراً في مجال أمراض المناعة الذاتية.

الإصابة بالذئية الحمراء

وبيّنت الريس، أن المرض يصيب النساء أكثر من الرجال، خصوصاً في مرحلة العشرينيات والثلاثينيات، أي في سنوات الزواج والإنجاب، وتزداد التحديات في هذه المرحلة، إذ قد تحتاج المريضة إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة، مما يستدعي دقة بالغة في اختيار العلاج للحفاظ على صحة الأم وضمان حياة طبيعية مستقرة.

وأكدت أن جميع الأبحاث أثبتت أن التشخيص المبكر واختيار العلاج المناسب يمثلان حجر الزاوية في التعامل مع المرض، إذ إن المريض الذي يُشخَّص في الوقت المناسب ويُعالج بشكل صحيح يمكن أن يعيش حياة طبيعية تماماً مثل أي شخص آخر، بينما يؤدي التأخر في التشخيص إلى مضاعفات قد تمس الدم أو الأعصاب أو حتى الحالة النفسية، وغالباً ما يُفسَّر المرض خطأً على أنه مجرد اكتئاب أو إرهاق.

وتابعت الريس، أن الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم أطلقت مبادرات عدة لتطوير فهم المرض وعلاجه، من أبرزها تسجيل مرضى الذئبة، الذي يهدف إلى: «تحديد أكثر الأعراض شيوعاً لدى المرضى في المملكة – قياس نسب انتشار المرض بدقة – متابعة تأثير العلاجات على مسيرة المرض عبر السنوات».

قفزات علاجية

وقالت: رغم أن للوراثة دوراً في الذئبة الحمراء، إلا أنها ليست السبب الرئيس للإصابة، فوجود المرض لدى الأم لا يعني بالضرورة انتقاله إلى الأبناء، بل إن قابلية الإصابة تتأثر بمزيج من العوامل الوراثية والجينية والبيئية.

وأشارت إلى أن أبرز العوامل البيئية التي تزيد من حدة المرض لدى المصابين هي التعرض لأشعة الشمس، إذ تنشّط أشعة الشمس المرض رغم أهميتها في تعزيز فيتامين ”د“، والتدخين، الذي يزيد من شدة الأعراض، إضافة إلى بعض الفيروسات التي قد تُسهم في ظهور المرض مبكراً أو مضاعفته.

وطمنت بأن السنوات الأخيرة شهدت قفزات علاجية مهمة في التعامل مع الذئبة الحمراء، إلا أن الوعي المجتمعي والتشخيص المبكر يظلان السلاح الأقوى لتفادي تأثيراته على حياة المرضى وضمان اندماجهم في المجتمع بصورة طبيعية.