حالة مزمنة.. طبيبة توضح لـ “اليوم” طرق تقليل حدة نوبات الصداع النصفي
أكدت الدكتورة نور المحيش، طبيبة المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، أن الصداع النصفي يُعد من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا، ومن أبرز أسباب الإعاقة عن ممارسة النشاطات اليومية على مستوى العالم.
وأشارت إلى أن فهم طبيعة هذا النوع من الصداع والتعامل الصحيح معه يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المصاب.
ولفتت إلى أن الكثير من المرضى يخلطون بين الصداع النصفي والأنواع الأخرى من الصداع، ما يؤدي إلى تأخير العلاج المناسب وتفاقم الأعراض.
أنواع الصداع النصفي
وأوضحت المحيش لـ ” اليوم ” أن الصداع النصفي لا يُعد مجرد ألم في الرأس، بل هو اضطراب عصبي معقّد، يبدأ غالبًا في جهة واحدة من الرأس وقد يمتد في بعض الحالات إلى الجانبين، ويكون الألم نابضًا أو خافقًا، وغالبًا ما يصاحبه غثيان أو تقيؤ، بالإضافة إلى حساسية شديدة تجاه الضوء أو الصوت.
وشددت على أن الألم يتفاقم مع أي نشاط بدني، حتى وإن كان بسيطًا، مما يعطل المريض عن أداء مهامه اليومية ويزيد من معاناته النفسية والبدنية.
وبيّنت ” المحيش ” أن الصداع النصفي ينقسم إلى نوعين رئيسيين، الأول هو “الصداع مع الهالة”، ويتميز بظهور أعراض مبكرة تنذر بقرب حدوث النوبة مثل ومضات ضوئية أو وخز في الأطراف، وتُمكّن هذه العلامات المريض من الاستعداد المسبق، فيما يتمثل النوع الثاني في “الصداع بدون هالة”، وهو النوع الذي يظهر فجأة دون مقدمات ويصعب التنبؤ به، لكنه يحمل نفس الأعراض المرافقة من حيث شدة الألم والحساسية.
تعب وضعف ذهني
وأشارت “المحيش” إلى أن نوبات الصداع النصفي تمر غالبًا بأربع مراحل، تبدأ بالمرحلة التمهيدية أو ما يُعرف بـ (Prodrome)، وتسبق النوبة بيوم أو يومين وتتميز بتغيرات في المزاج، رغبة في الطعام، تصلب في الرقبة، أو تثاؤب متكرر، تليها مرحلة “الهالة” لدى بعض المرضى، ثم مرحلة الألم التي قد تمتد إلى 72 ساعة، وتختتم المرحلة الرابعة بـ”ما بعد النوبة”، التي يُعاني فيها المريض من تعب وضعف ذهني يستمر لساعات أو يوم كامل.
ونبّهت إلى وجود عوامل يمكن أن تزيد من تكرار وشدة نوبات الصداع النصفي، بعضها يمكن السيطرة عليه، مثل السمنة، الإفراط في استخدام المسكنات، إدمان الكافيين أو التدخين، التوتر، اضطرابات النوم، والاكتئاب، مشددة على أن التحكم بهذه العوامل يُعد خطوة وقائية مهمة للحد من المعاناة وتحسين الاستجابة للعلاج.
وأفادت بأن العلاج الفوري في بداية النوبة أو عند ظهور الهالة يُعد من أنجع الطرق لتقليل شدة الألم وتقصير مدته، موضحة أن استخدام المسكنات في توقيتها الصحيح يُخفف من النوبة بشكل كبير.
علاج الصداع النصفي
وأضافت “المحيش” أنه إذا كانت نوبات الصداع متكررة لدرجة تؤثر على حياة المريض اليومية، فمن الضروري مناقشة خيار العلاج الوقائي مع الطبيب المختص.
كما أشارت ” المحيش ” إلى أن الأدوية الوقائية تشمل مجموعة من العلاجات المعروفة، مثل أدوية الصرع، وأدوية الضغط، وأدوية الاكتئاب، وتُستخدم بجرعات مختلفة عن تلك المخصصة للأمراض الأصلية، إلى جانب استخدام “البوتكس” بواقع جرعة واحدة كل ثلاثة أشهر.
ولفتت إلى أن هناك أدوية حديثة اعتمدت منذ عام 2019، تُعرف باسم Anti-CGRP، أثبتت فعاليتها في تقليل عدد وشدة نوبات الصداع النصفي، وتتميز بتعدد طرق استخدامها ما بين جرعات شهرية، أو يومية، أو عند النوبة مباشرة.
اضطرابات في الكلام
وحذّرت الدكتورة نور المحيش من التهاون في بعض الحالات التي تستوجب التوجه إلى الطوارئ فورًا، موضحة أن وجود أعراض مصاحبة مثل ضعف مفاجئ في أحد أطراف الجسم، اضطرابات في الكلام، تنميل، تشنجات، فقدان للوعي، أو اضطراب مفاجئ في الرؤية، يستدعي التدخل الطبي العاجل، كما هو الحال في حالات الصداع المفاجئ الحاد، أو عند ظهور الصداع لأول مرة بعد عمر الخمسين، أو إذا كان يزداد بالسعال أو الحركة، أو يصاحبه فقدان وزن وتعرق ليلي دون سبب.
واختتمت الدكتورة نور المحيش حديثها بالتأكيد على أن التشخيص المبكر، والوعي بمراحل الصداع النصفي، والالتزام بخطة علاجية مناسبة، كلها عوامل تسهم في التخفيف من أثر المرض وتمكين المصاب من مواصلة حياته اليومية بأقل قدر من المعاناة، مشيرة إلى أن العلاج لا يقتصر فقط على المسكنات، بل يتطلب نمط حياة متوازن ومتابعة طبية دقيقة لتحسين النتائج وتقليل العبء الشخصي والمجتمعي للصداع النصفي.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.