خبير-نفسي-لـ-“اليوم”:-تغير-السلوك-مؤشر-تحذيري-مبكر-لاكتشاف-إدمان-الأبناء

خبير نفسي لـ “اليوم”: تغير السلوك مؤشر تحذيري مبكر لاكتشاف إدمان الأبناء

أكد استشاري الطب النفسي والإدمان، والمشرف العام على مجمع إرادة والصحة النفسية بجدة، ورئيس شعبة الإدمان بالجمعية السعودية للطب النفسي، الدكتور خالد العوفي، أن التغيرات السلوكية تُعد من أبرز المؤشرات التحذيرية المبكرة لاكتشاف حالات تعاطي المخدرات لدى الأبناء والطلاب.

وأشار إلى أن ملاحظة الأسرة والمعلمين لأي مظاهر غير معتادة في سلوك الأبناء أو الطلاب، تمثل نقطة الانطلاق للتدخل المبكر، قبل أن تتفاقم الحالة وتدخل في مراحل متقدمة من الإدمان.

علامت الإدمان على الأبناء

وأوضح العوفي في حديثه لـ “اليوم”، أن علامات الخطر تبدأ بالظهور على هيئة تدهور واضح في الأنشطة الاجتماعية والعلاقات الأسرية، وتراجع الأداء الدراسي، وكثرة الغياب، والانطواء، والانعزال، إلى جانب البحث المتكرر عن المال، واضطراب ساعات النوم، وفقدان الشهية أو تغير الوزن، وشحوب الوجه، والهلوسات السمعية أو البصرية، وكثرة الشكوك، والانفعالات غير المبررة، والعصبية المفرطة، والسلوك العدواني، وغرابة التصرفات التي لم تكن مألوفة من قبل.

وبيّن أن الكشف المبكر لا يقتصر على الجانب الاجتماعي أو السلوكي فقط، بل يشمل كذلك الجانب الطبي، حيث يتم اكتشاف التعاطي من خلال إجراء فحوصات سريرية دقيقة، وتحاليل مخبرية متخصصة لرصد المواد الإدمانية في الجسم، مما يساعد الفريق الطبي المختص على رسم خطة علاجية شاملة تبدأ بإزالة السموم، ثم الانتقال إلى مرحلة التأهيل النفسي والاجتماعي، والتي تُعد الأساس في إعادة بناء الفرد وتمكينه من تجاوز مرحلة الإدمان.

الإدمان سبب رئيسي للاضطراب النفسي

وعن الأثر النفسي والاجتماعي لتعاطي المخدرات، أوضح العوفي أن التعاطي يُعد عاملًا مباشرًا في ظهور اضطرابات نفسية مزمنة لدى المتعاطي، مثل القلق، والاكتئاب، والذهان، والتي تتضمن الشكوك المرضية والهلاوس، وتؤدي إلى عزله عن أسرته ومجتمعه، وتُسبب حالة من الخوف والإحباط الدائم لدى المحيطين به. كما أن هذه الاضطرابات قد تسفر عن تفاقم المشكلات الأسرية، وحدوث العنف المنزلي، وارتفاع معدلات الطلاق، وتفكك الأسرة، وانحراف الأبناء، مما يهدد البناء الاجتماعي للأسرة بأكملها.

وأكد أن برامج التأهيل النفسي والاجتماعي تُعد الركيزة الأساسية في عملية التعافي من الإدمان، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد مرحلة تكميلية، بل هي العلاج الفعلي الذي يمنح المتعافي الأدوات اللازمة لاستعادة توازنه النفسي، واكتساب مهارات جديدة تساعده في بناء حياة مستقرة، وتعزيز دافعيته للاستمرار في رحلة التعافي دون انتكاسة.

وأوضح: “تشمل هذه البرامج تقنيات متقدمة في العلاج السلوكي المعرفي، والتدريب على مهارات التكيف، وبناء العلاقات الصحية، وتطوير تقدير الذات، ويقوم عليها نخبة من الخبراء المتخصصين في مجال علاج وتأهيل مرضى الإدمان، ووفقًا لأدلة علمية وتوصيات عالمية معتمدة”.

بناء الوعي الجمعي

وفي جانب الوقاية، شدّد العوفي على أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات التعليمية والإعلامية في تشكيل وعي الأفراد، وخاصة فئة الشباب، حيث أشار إلى أن المدارس والجامعات تُعد حجر الأساس في عملية بناء الوعي الجمعي، من خلال تغذية الطالب بأدوات التفكير النقدي التي تمكّنه من التمييز بين الخيارات الصحيحة والخاطئة، والإدراك المسبق للعواقب الناتجة عن اتخاذ قرارات خاطئة مثل تجربة المخدرات.

د. خالد العوفي

وأضاف أن المؤسسات التعليمية مطالبة بتقديم برامج توعوية وقائية مصممة حسب الفئة العمرية والقدرة المعرفية للطلاب، بشكل يتناسب مع مستواهم الذهني، ويُقدَّم بلغة قريبة منهم، مع ضرورة إشراك أولياء الأمور في هذه الجهود، ليكون هناك انسجام وتكامل بين الأسرة والمدرسة.

دور توعوي للإعلام

أما عن دور الإعلام، فأكد العوفي أن الإعلام بجميع وسائله المقروءة والمرئية والمسموعة، إضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي، يُعد شريكًا رئيسًا في جهود الوقاية، إذ يسهم بشكل فاعل في رفع مستوى الوعي بمخاطر المخدرات ومضاعفاتها الصحية والنفسية والاجتماعية، ويُسهم في بناء حائط صد معرفي ووقائي لدى النشء والشباب، بشرط أن يُقدَّم المحتوى التوعوي بأسلوب علمي، جذاب، وغير مرعب، وبلغة واقعية تمس اهتمامات الشباب وتتناسب مع أساليبهم في تلقي المعلومات.

ودعا العوفي الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الخطر المتنامي، مؤكدًا أن الوقاية مسؤولية تشاركية تبدأ من الأسرة، وتمر بالمدرسة، وتُستكمل بالإعلام، وتتوج بجهود المؤسسات الصحية والعلاجية.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *