طبيب روماتيزم لـ “اليوم”: أنماط الحياة المعاصرة أبرز مهددات ”المناعة“
أكد أخصائي الروماتيزم وهشاشة العظام، الدكتور ضياء حسين، أن المناعة القوية، التي تمثل خط الدفاع الأول للجسم، تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب أنماط الحياة العصرية.
وحذّر من أن العادات اليومية غير الصحية، مثل قلة الحركة، وسوء التغذية، والتوتر المزمن، تُضعف كفاءة هذا الجهاز الحيوي بشكل مباشر، مضيفًا أن الحياة المعاصرة المليئة بالضغوط والوجبات السريعة أسهمت في إضعاف ملحوظ للمناعة لدى فئات واسعة من المجتمع.
وأشار إلى أن قلة النشاط البدني، والحرمان من النوم، والتعرض للتلوث، والتدخين، كلها عوامل تتضافر لتقويض قدرة الجسم على محاربة الفيروسات والبكتيريا والعوامل الممرضة المختلفة.
تعزيز المناعة
وشدد على أن الرياضة المعتدلة والمنتظمة تعد ركيزة أساسية لتعزيز المناعة، وتحفيز تدفّق الخلايا المناعية، كالخلايا التائية والقاتلة الطبيعية، مما يعزّز قدرة الجسم على رصد ومكافحة العدوى، مبينًا أن التمارين تسهم في تقليل هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، التي تضعف الاستجابة المناعية.
واستشهد بمراجعة علمية حديثة نشرت في مجلة Sport and Health Science عام 2024، شملت قرابة 2800 مشارك، وخلصت إلى أن التدريب الرياضي أدى إلى انخفاض واضح في مؤشرات الالتهاب لدى المصابين بأمراض المناعة الذاتية، مما يؤكد دور الحركة في تخفيف الالتهاب.
ووصف الدكتور ضياء النومَ الصحي بأنه أحد أهم ركائز المناعة القوية، مبينًا أن الجسم يفرز أثناء النوم بروتينات حيوية تُعرف بـ “السيتوكينات”، وهرمونات تنظّم الوظائف المناعية، وهي ضرورية لمقاومة العدوى، وأن قلة النوم تضعف إنتاج هذه المواد، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض.
ودعم رأيه بدراسة منهجية نشرت في Annals of Neuroscience عام 2024، وأخرى من كلية الطب بجامعة واشنطن نشرت في مجلة Sleep، وأكدت هذه الأبحاث أن النوم الجيد ينعكس مباشرة على كفاءة جهاز المناعة، ويقي من أمراض مزمنة كالسكري والسمنة والفشل الكلوي.
وتناول الخبير دور التغذية، مؤكدًا أنها الأساس لبناء جهاز مناعي صلب، ناصحًا بالتركيز على الخضراوات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة، والبروتينات الصحية، والدهون المفيدة كالأسماك والمكسرات.
اهتمام بالصحة النفسية
ولفت إلى أهمية “البريبايوتك” الموجودة في البصل والثوم، مشيرًا إلى أن صحة الأمعاء تشكّل نحو 70% من قوة الجهاز المناعي.
وأبرز الدكتور حسين الترابط الوثيق بين العقل والجسد، ووصف الحالة النفسية الإيجابية بـ “الدرع الخفي”، موضحًا أن التفاؤل ينشّط هرمونات داعمة للمناعة كالإندورفين، بينما يؤدي القلق والاكتئاب إلى إضعافها.
وأشار إلى مراجعة علمية ضخمة أجرتها جامعة بيتسبرغ، شملت أكثر من 300 دراسة، أثبتت أن التوتر المزمن يضعف الاستجابة المناعية بوضوح.
وكشف عن ملاحظة مثيرة للقلق من واقع ممارسته الطبية، حيث وجد أن نسبة تتجاوز 50% من مرضى الروماتويد والذئبة الحمراء تعرضوا لصدمات نفسية قاسية، مثل وفاة قريب، قبل فترة وجيزة من بدء المرض، مؤكدًا أن ضغوط العمل والصراعات تزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
واختتم الدكتور ضياء حسين بالتأكيد على أن المناعة ليست مجرد استجابة جسدية، بل هي انعكاس مباشر لنمط الحياة، وأن الطريق الحقيقي للحفاظ على الصحة يكمن في منظومة متكاملة تشمل الرياضة، والنوم الجيد، والتغذية السليمة، والاتزان النفسي، والابتعاد عن التدخين.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
