التوقف يمنح كونسيساو الهدوء المفقود ويضاعف المسؤولية

تراجع الاتحاد على لائحة ترتيب دوري روشن السعوديِّ للمحترفين، بوصوله إلى المركز الثامن برصيد 11 نقطة، وهو مركز لم يخطر ببال أكثر المتشائمِينَ الاتحاديِّينَ، خاصَّةً أنَّ الفريق دخل الموسم الحالي وهو حامل اللقب.

ظهر الاتحاد مع استلام البرتغالي سيرجيو كونسيساو بشكل أفضل ممَّا كان عليه في بداية الموسم، تحت قيادة لوران بلان، وظهر الفريق أكثر شراسةً ورغبةً، وهو ما عكسته مباراة الخليج، عندما تأخَّر بأربعة أهداف، لكنَّه عاد وعادل النتيجة، رغم النقص، وأيضًا ظهر في مباراة النصر، عندما استطاع أنْ يحافظ على الفوز رغم هجوم النصر المرعب، ورغم النقص.

تولى كونسيساو المهمَّة في ظروف صعبة للغاية من ناحية ضيق الوقت، فلم يجد الفرصة الكافية لترسيخ أفكاره الفنيَّة في الملعب، لكنَّه عمل على عقليَّة اللاعبين، خاصَّةً أنَّ أغلبهم من النجوم المحترفِينَ، كما واجه سلسلة متتالية من المباريات المرعبة للغاية على الصعيد التنافسيِّ، فلعب مع الفيحاء خارج ملعبه، ثمَّ سافر إلى العراق لملاقاة الشرطة، وعاد ليواجه الهلال، فالنصر، ثم الأهلي، بمعدل مباراة كل ثلاثة أيام، وبينهم مباراة الشارقة الآسيويَّة، فضلًا عن بعض الغيابات؛ بسبب الإصابات، أو لأسباب فنيَّة، وأيضًا إكمال مباراتين بعشرة لاعبين.

التوقف الحالي جاء في وقته تمامًا بالنسبة لكونسيساو، ليلتقط الأنفاس، ويعيد ترتيب أفكاره، ويعيد بعض نجوم الفريق الذين فقدوا تركيزهم في الفترة الماضية، وسيكون هذا التوقُّف فرصةً مثاليةً للعمل بدون ضغوط، ولإحياء الحوافز لدى اللاعبين لاستخراج كامل طاقتهم الفنيَّة والبدنيَّة.

ومنح كونسيساو، لاعبيه إجازة لمدة أربعة أيام، على أنْ يستأنف الفريق تدريباته يوم الخميس المقبل؛ استعدادًا لاستئناف المنافسات بعد التوقف.

وسيخوض الاتحاد ثلاث مباريات مهمة في ظرف أسبوع واحد فقط، تبدأ بلقاء الرياض ضمن الدوري المحليِّ، ثم مواجهة الدحيل القطريِّ في دوري أبطال آسيا، تليها مواجهة الشباب في كأس الملك، قبل أنْ تتوقف المنافسات مجددًا؛ بسبب مشاركة المنتخب السعوديِّ في كأس العرب.

كونسيساو يدرك أنَّ الفترة المقبلة ستكون مفصليَّة في تقييم تجربته مع الاتحاد، إذ سيحتاج إلى إعادة ضبط إيقاع الفريق من جديد، وإحياء الرُّوح التنافسيَّة داخله، في وقت تنتظر فيه الجماهير ردَّة فعل حقيقيَّة بعد الخسارة في الديربي، وتراجع الفريق إلى النصف الثاني من جدول الترتيب، وهي نتائج لا تتماشى مع حجم الطموحات، ولا مع استثمارات النادي الكبيرة.

إنَّ فترة التوقف الحاليَّة تمنح كونسيساو الهدوء الذي فقده منذ وصوله إلى جدَّة، لكنَّها سوف تضاعف المسؤولية الملقاة عليه، خاصَّةً أمام الجماهير، التي ستضع تجربته في التقييم الحقيقي.