قانديه لـالمدينة : الثقة والهدوء والجماهير سلاح الأخضر اليوم في مواجهة العراق

أكد استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر قانديه لـ”المدينة ” ، أن المواجهة التي تجمع المنتخب السعودي بنظيره العراقي مساء اليوم الثلاثاء ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم تُعد واحدة من أهم المحطات المفصلية في مشوار “الأخضر”، إذ إن اللقاء يحمل طابعاً خاصاً من حيث الندية والتحدي والطموح، ويتطلب تركيزاً عالياً من جميع عناصر المنظومة داخل وخارج الملعب.

وقال إن مثل هذه المواجهات لا تكسب فقط بالمهارة الفنية، بل تحسم أيضاً بالانضباط النفسي والذهني والإصرار، وهي عناصر يجب أن تتوافر لدى اللاعبين منذ الدقيقة الأولى وحتى صافرة النهاية.

وأوضح د.قانديه أن تحقيق الفوز يعتمد على التوازن بين الأداء الفني والانضباط التكتيكي والجاهزية الذهنية، فالمنتخب السعودي يمتلك المقومات التي تؤهله لذلك، شرط أن يترجم اللاعبون إمكاناتهم داخل أرض الملعب بروح عالية ومسؤولية جماعية.

وأضاف: التركيز على تنفيذ تعليمات المدرب بدقة، والتعامل الذكي مع مجريات اللعب، وعدم الاستعجال في بناء الهجمات، كلها عوامل تصنع الفارق ، ففي مثل هذه المباريات، فإن التفاصيل الصغيرة كتمركز لاعب أو تمريرة محسوبة أو هجمة مرتدة قد تحدد النتيجة.

وأشاد د.قانديه بالدور الكبير الذي يقع على عاتق المدرب والجهاز الفني في تهيئة اللاعبين ذهنياً ونفسياً قبل المباراة، موضحاً أن الجانب الفني وحده لا يكفي لتحقيق الانتصار ما لم يدعم بخطة ذهنية واضحة تساعد اللاعبين على التعامل مع الضغط الجماهيري والإعلامي.

وتابع أن على المدرب أن يزرع الثقة في نفوس لاعبيه، ويذكرهم بقدرتهم على صنع الفارق، مع تجنب المبالغة في الضغط أو التوتر ، فكلما كان الجهاز الفني هادئاً ومتزناً، انعكس ذلك إيجاباً على أداء اللاعبين داخل الميدان ، كما أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، فهم واجهة الوطن، وعليهم أن يدركوا أن كل دقيقة من المباراة هي فرصة لإثبات الذات وكتابة التاريخ ، وبذلك يجب أن يلعب كل لاعب بروح الفريق الواحد، ويضع مصلحة المنتخب فوق أي اعتبارات شخصية ، فالتحلي بالروح القتالية، والقدرة على قراءة الملعب، والالتزام بالتكتيك الموضوع، هي مفاتيح النصر ، ومن المهم أن يشعر اللاعب بأنه جاهز ذهنياً بقدر جاهزيته البدنية ، فالتعامل مع الضغط، وضبط الانفعالات، والمحافظة على التركيز، كلها مهارات تُدرَّب مثل المهارات البدنية تماماً.

ولم يغفل د.قانديه أهمية دور الجماهير السعودية، معتبراً أنها تمثل “اللاعب رقم 12” في مثل هذه المواجهات المصيرية ، فوجود الجماهير في المدرجات يمنح اللاعبين طاقة مضاعفة وثقة كبيرة، والمطلوب من الجمهور أن يكون داعماً طوال المباراة، وأن ينشر الإيجابية والتفاؤل ، فالدعم النفسي الصادق من المدرجات يترجم أداء أقوى على أرض الملعب.

وختم د.قانديه تصريحه قائلاً: الفوز لا يتحقق بالصدفة، بل نتيجة عمل وجهد وإيمان بالقدرة على تحقيق الحلم، والمنتخب السعودي قادر — بإذن الله — على إسعاد جماهيره وتحقيق خطوة مهمة نحو المونديال ، وهنا أقول لجميع اللاعبين العبوا بروح الفريق، ولا تدعوا التوتر يسرق منكم التركيز ، وتذكروا أنكم تمثلون وطناً بأكمله ينتظر منكم الفرح ، وللجماهير أقول كونوا داعمين حتى اللحظة الأخيرة، فالكلمة الإيجابية والتشجيع الصادق يصنعان فرقاً هائلاً في أداء اللاعبين.