أزمة النصر الإدارية تتصاعد

يعيش النصر السعودي، أزمة إداريَّة حادَّة، بين إدارة شركة النادي، والرئيس التنفيذي السابق ماجد الجمعان، تصاعدت حدَّتها في الأيام الأخيرة، وانتهت بفسخ عقد الجمعان بشكل رسميٍّ في يونيو 2025، وسط تبادل الاتِّهامات وتهديدات باللجوء إلى القضاء.

هذه الأزمة أثارت جدلًا واسعًا بين جماهير النصر والمتابعين، وسلَّطت الضوء على تحدِّيات تواجه النصر الذي خرج بموسم صفريٍّ.

بداية الأزمة

في يناير 2025، أعلن النصر تعيين ماجد الجمعان رئيسًا تنفيذيًّا لشركة النادي، خلفًا للإيطالي جويدو فينجا، في خطوة أثارت تفاؤلًا كبيرًا بين جماهير النصر.

يُعدُّ الجمعان أحد أبناء النادي، حيث لعب في صفوفه بين عامي 1989 و1993، ويمتلك خبرة إداريَّة واسعة تشمل عضويَّة مجلس إدارة نادي نيوكاسل الإنجليزي، ومناصب قياديَّة في الاتحاد السعوديِّ للجولف، وشركة جولف السعوديَّة.

ومع تولِّيه المنصب، تولَّى الجمعان ملفَّات حيويَّة، بما في ذلك التعاقدات، حيث رفض فكرة بيع لاعبين أجانب مثل تاليسكا، مؤكِّدًا أهميَّتهم للفريق.

لكن سرعان ما بدأت التوترات تظهر بينه وبين إدارة الشركة، خاصَّة مع اللجنة التنفيذيَّة؛ ممَّا أدَّى إلى تصاعد الخلافات.

تغريدة مثيرة للجدل

في 12 يونيو الحالي، أشعل الجمعان فتيل الأزمة بنشر تغريدة عبر حسابه الشخصيِّ على منصَّة «إكس»، عبَّر فيها عن استيائه من الوضع الإداريِّ في النادي، قائلًا: «كنتُ كغيري من جماهير العالميِّ العظيمة أترقَّب التَّغيير الجذريَّ حسبما طلبتُ ولا زلتُ أطالبُ به، لكنْ ما نراه على أرض الواقع لا يعكسُ تلك الوعود».

وأضاف: إنَّه لم يوقِّع على عقود اللاعبين، مشيرًا إلى أنَّ الوضع الحالي لا يلبِّي طموحات الجماهير.

اعتبرت إدارة النادي هذه التغريدة محاولة للتأثير على الرأي العام بمعلومات «غير صحيحة»، واتَّهمت الجمعان بمخالفة التزاماته التعاقديَّة، والإضرار بسمعة الشركة.

وكانت الإدارة قد جمَّدت صلاحيَّاته في 8 مايو الماضي، بعد ورود بلاغات داخليَّة وخارجيَّة بشأن «ممارسات» قام بها، دون الكشف عن تفاصيلها.

فسخ العقد

أعلن نادي النصر رسميًّا، أمس الأول، فسخ عقد ماجد الجمعان، بعد تحقيقات أكَّدت مخالفاته التعاقديَّة، بما في ذلك نشر معلومات مضلِّلة.

وأشار النادي إلى أنَّ القرار جاء بالإجماع من مجلس الإدارة، مع التأكيد على التزامه بمعايير الحوكمة.

رد الجمعانفي المقابل، ردَّ الجمعان ببيان قويٍّ عبر حسابه على «إكس»، واصفًا إنهاء خدماته بأنَّه «غير مهنيٍّ، وغير لائقٍ، وغير مقبولٍ»، وأعلن بدء إجراءات قانونيَّة ضد إدارة النادي لاسترداد حقوقه.

وفي رسالة مؤثِّرة للجماهير، قال: «جمهور النصر الحبيب، ثمن المحبة والإخلاص والصدق والصراحة معكم كان كبيرًا ومكلِّفًا.. لجمهور العالميِّ أقول: الله يعينكم».

كما نفى اتِّهامات بأنَّه لم يقدِّم خططًا إداريَّة، مؤكِّدًا أنَّه قدَّم إستراتيجيَّات كاملة تم اعتمادها، واصفًا الاتِّهامات بالتناقض.

أسباب الخلافتكشف المصادر أنَّ الأزمة لم تكن وليدة التغريدة فقط، بل تعود إلى خلافات مستمرَّة بين الجمعان واللجنة التنفيذيَّة.

وأشارت تقارير إلى أنَّ الجمعان واجه «طريقًا مسدودًا» مع اللجنة؛ ممَّا دفعه لمغادرة السعوديَّة إلى الولايات المتحدة في مايو 2025 لزيارة عائلته، بعد تقديم تقرير نهائي عن فترته الإداريَّة.

كما اتَّهمت الإدارةُ، الجمعانَ بعدم تقديم خططٍ إستراتيجيَّة تتماشى مع أهداف النادي، وأشار البعض إلى أنَّ أداءه الإداريَّ كان دون المستوى، منذ تولِّيه المنصب.

في المقابل، أكَّد الجمعان أنَّ إخلاصه للنادي، وصراحته مع الجماهير كانت سببًا في استهدافه.

ردود الفعل وتأثير الأزمةأثارت الأزمة انقسامًا بين جماهير النصر، حيث طالب البعض بإنقاذ الكيان من «التخبط الإداري»، معبرين عن استيائهم من تراجع أداء الفريق محليًّا وقاريًّا.

بينما دعم آخرون الجمعان، معتبرين أنَّ صراحته تعكس حرصه على مصلحة النادي.

في الوقت نفسه، أكَّدت إدارة النادي أنَّها تعمل على مراجعة شاملة للأداء الإداري والفني، مع الإعلان عن تعيين حسن آل الشيخ مديرًا لعمليات كرة القدم، في إطار إعادة هيكلة إداريَّة.