سحر الريمونتادا أم مخاطرة للغرق؟

أصبح الأهلي رمزًا للعودة الدراماتيكيَّة، مع بداية الموسم الحالي، حيث يتحوَّل اليأس إلى انتصار في لمح البصر.

تحت قيادة المدرب ماتياس يايسلة، أظهر الأهلي قدرةً خارقةً على قلب الطاولة؛ ممَّا يجعله فريقًا لا يُكتب له الهزيمة إلَّا بعد المحاولة الأخيرة.

لكن هذا السحر له وجه آخر، الدفاع الهش الذي يسمح بتأخُّر الفريق على مستوى النتيجة، وأكثر من هدف؛ ممَّا يجعل رحلة العودة دراماتيكيَّة، وقد تسلم لا «الجرة» كلَّ مرَّة، ويدفع الفريق ثمنًا غاليًا، وقد يغرق إذا فقد القدرة على العودة.

وأبرز مثال على هذه القدرة على العودة، جاء في دوري أبطال آسيا للنخبة أمام ناساف الأوزبكي، الأثنين الماضي.

شهدت المباراة بداية كارثيَّة للأهلي، عندما تلقَّى هدفين في الشوط الأول؛ ليتقدَّم الضيوف 2-0، لكنَّ الأهلي، عاد كالأسد الجريح، عاد عن طريق إنزو ميلوت، الذي سجَّل هدفين، ثمَّ رياض محرز، وأخيرًا محمد سليمان، وحوَّل الأهلي تأخُّره بهدفين لفوز مذهل 4-2. ريمونتادا تاريخيَّة أعادت الثقة بعد افتتاحية الموسم.

كما كرر المشهد بصورة أقل أمام الهلال، أمس الأوَّل، بعد ملحمةٍ مذهلةٍ.

فقد اعتقد الجميع أنَّ المباراة انتهت مبكِّرًا، بعدما تمكَّن الهلال من إنهاء الشوط الأول لصالحه بثلاثيَّة نظيفة.

كان أشد المتفائلين، يتخيَّل أنَّ الأهلي ليس لديه إلَّا تسجيل هدف، أو هدفين؛ لحفظ ماء الوجه.

لكنَّ الشوط الثاني شهد تحوُّلًا رهيبًا، عندما قلَّص إيفان توني الفارق بهدفين متتالين، ثم استطاع ميريح ديميرال أنْ ينهي الريمونتادا برأسيَّة في الوقت بدل الضائع؛ لتنتهي المباراة بالتعادل 3-3.

نقطة ذهبيَّة أمام الغريم، لكنَّها كشفت هشاشة الدفاع أمام هجوم الهلال الفتَّاك.

هاتان الريمونتاداتان الاثنتان -في آسيا، والدوري- تُجسِّدان روح الأهلي، التي لا تستسلم أبدًا.

لكنَّ الوجه الآخر المرعب، تلقِّي هدفين في الشوط الأول أمام ناساف، وثلاثة في الشوط الأول أمام الهلال، لكنَّه عاد بفوزٍ في الأولى، وتعادل في الثانية.

هذا السيناريو قد يقود الفريق للغرق، قد يدفع الثمن إنْ تأخَّر النجاة.

يايسلة يحتاج إلى تعزيز الدفاع لتحويل هذا السحر إلى تتويج، قبل أنْ ينتهز الخصوم الفرصة. الأهلي يعود دائمًا، لكن هل يبقى واقفًا؟