اليوم الوطني في العُلا.. من إيقاعات “أزمث” إلى كنوز الواحة المُذهلة

مع اقتراب عطلة اليوم الوطني السعودي المنتظرة، دعت العُلا زوارها لاكتشاف مزيج فريد من الطبيعة والثقافة، بعيداً عن صخب المدن في قلب تضاريسها المذهلة، لتجربة استثنائية لا تُنسى.

يتصدر المشهد هذا العام عودة أزمث، الحدث الموسيقي والثقافي الأيقوني، والمقرر إقامته يومي 25 و26 سبتمبر، سيُعيد هذا الحدث النبض إلى واحة العُلا التاريخية، ليقدم عالماً غامراً يجمع الإيقاع والضوء والإبداع في أجواءٍ غير مسبوقة.

يأتي أزمث 2025 كإحدى المحطات الرئيسية في تقويم لحظات العُلا، مجسداً التزام الوجهة بمواءمة إرثها التاريخي العريق مع المشهد الثقافي المعاصر.

تحت شعار ”حتى شروق الشمس“، سيكون الزوار على موعد مع تجربة استثنائية وعروض مبهرة تحتضنها أحد أجمل الوجهات الطبيعية في العالم.

موسيقى في الهواء الطلق

تضم قائمة المشاركين في أزمث 2025 مجموعة من أبرز المواهب العالمية والإقليمية، بمن فيهم آش، بي كيه آر، كريستيان لوفلر، كولين، ديش داش، كيفن دي فريز، لندن غرامر، محمود أورخان، ميستيزا، مايند أغينست، نيمهسيس، آر دي جي، شيمزا، شكون، وزين.

بينما يستضيف مسرح ”ذا هايف“ مجموعة من المواهب المميزة مثل: أكلاديوس، بيدوين برغر، بي آر كيو، تشياتي، هاي فاي، نيستا، نيك مرهب، بريس، تالا مرتضى، فاينيل مود، وزينا، ما يتيح لضيوف العُلا قضاء عطلة نهاية أسبوع لا مثيل لها.

إلى جانب العروض الموسيقية، ينقل الحدث الزوّار إلى تجربة متكاملة تجمع بين التركيبات الفنية الغامرة، والعروض الجوّالة، والأنشطة الإبداعية، إضافةً إلى مفاهيم مبتكرة في عالم المأكولات والمشروبات، ليبقى الزخم والحيوية حتى ساعات الفجر الأولى

اكتشاف أعماق العُلا

على الرغم من أن أزمث هو المحور الرئيسي للاحتفالات، إلا أن العُلا تقدم مجموعة متنوعة من التجارب الاستثنائية التي تضمن قضاء عطلة اليوم الوطني السعودي بأبهى حلة.

مع غروب الشمس خلف تضاريس العُلا المهيبة، تتحول الواحة إلى لوحة فنية آسرة تتدرج ألوانها بين الذهبي والأحمر.

تبدأ هذه الجولة الهادئة بعد الظهيرة برفقة دليل متخصص، لتتوج بمشهد بانورامي خلاب يطل على الواحة عند الغسق. تتيح هذه التجربة الفريدة للزوار فرصة اكتشاف جمال الطبيعة وسكينتها، سواء قبل أو بعد أجواء أزمث الاحتفالية.

رحلة سحرية بين النجوم

يمنح حدث أزمث، بأجوائه الفريدة في الهواء الطلق، فرصة للاحتفال تحت سماء العُلا المرصّعة بالنجوم. وفي الوقت نفسه، تكشف العُلا عن تجارب فلكية استثنائية بحد ذاتها، إذ تحتضن اثنين من المتنزهات الوحيدة في دول مجلس التعاون الخليجي الحاصلة على اعتماد منظمة دارك سكاي الدولية، وتُصنَّف ضمن أفضل 5% من المواقع عالميًا ذات السماء الصافية للسياحة الفلكية.

ومن خلال تجربة ”رحلة سحرية بين النجوم“، يصحب خبراء الفلك الضيوف في جولة استكشافية بين الأجرام السماوية، يروون خلالها الحكايات العربية القديمة، ويكشفون أسرار الكون الممتد فوق واحة العُلا الساحرة.

جولات المواقع التراثية

تمنح العُلا زوّارها فرصة مميزة لاكتشاف إرثها العريق من خلال جولات إرشادية تكشف عظمة الحضارات القديمة. ففي موقع الحِجر، أول موقع سعودي مُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، يعيش الزوّار تجربة استكشافية لتاريخ الأنباط، متأملين المقابر الضخمة، والواجهات المنحوتة بدقة، والنقوش التاريخية.

وتتنوّع طرق خوض هذه التجربة ما بين جولات برفقة رواة محليين ينسجون القصص، أو عبر مغامرة فريدة على متن سيارات لاند روفر الكلاسيكية.

هذه الرحلات لا تكتفي بالكشف عن تفاصيل حضارة تركت بصمتها في شمال غرب الجزيرة العربية قبل أكثر من ألفي عام، بل تبرز أيضًا أهميتها العالمية التي سلطت الضوء عليها مؤخرًا قناة ناشيونال جيوغرافيك في وثائقي بعنوان ”كنوز الجزيرة العربية المفقودة: مملكة الأنباط“.

دادان وجبل عكمة

تتواصل الرحلات الغامرة في موقع دادان، العاصمة السابقة لمملكتي دادان ولحيان، حيث تروي الآثار المنحوتة في الصخور ومقابر الأسود المهيبة تاريخ هذه المدينة وإرثها الحضاري.

ويمكن للزوار الانطلاق في جولة استكشافية في دادان سيراً على الأقدام، أو على متن سيارات لاند روفر الكلاسيكية، مع إمكانية دمجها بزيارة إلى جبل عكمة.

هذا الموقع يصفه الكثيرون بأنه مكتبة تاريخية في الهواء الطلق، إذ يضم مئات النقوش والرسوم المنحوتة على الجروف الصخرية، مقدماً بذلك شهادة لا تمحى على التاريخ العريق للمنطقة.

جولات الحياة البرية

يتجاوز موقع الحِجر كونه مجرد إرث تاريخي عريق، بل يشكل نقطة التقاء للتكوينات الصخرية المهيبة والمناظر الطبيعية الغنية بتنوعها الحيوي.

في جولة سفاري بمركبات مكشوفة رباعية الدفع، يستكشف الزوار رسوماً ونقوشاً صخرية تعكس ارتباط الإنسان القديم بالأرض، ويحظون بفرصة مشاهدة الحياة البرية في مواطنها الطبيعية، كالمها العربي والغزلان وأكثر من 165 نوعاً من الطيور.

تمزج هذه التجربة الشاملة بين روعة الطبيعة وعمق الثقافة، لتقدم دليلاً حياً عن تاريخ العُلا وغِناها التاريخي والحيوي.

جولة في مرايا

اكتشفوا كواليس أحد أبرز معالم العُلا الأيقونية مع جولة مرايا، استمتعوا بجولة إرشادية داخل أكبر مبنى مكسو بالمرايا في العالم، حيث يلتقي الابتكار المعماري بروعة الإبداع الفني.

يمرّ الزوار عبر الواجهات العاكسة، ويستكشفون القاعات الواسعة المخصصة للفعاليات، ويصعدون إلى خشبة المسرح للتعرّف على تفاصيل التصميم، وأنظمة الصوت، والسعة الاستيعابية للمكان.

وقد استضاف مسرح مرايا عروضًا لا تُنسى لنجوم عالميين مثل أليشيا كيز، جون ليجند، أندريا بوتشيلي، سيل، وأشر، إلى جانب كوكبة من أبرز الفنانين العرب ومنهم كاظم الساهر، أصالة، محمد عبده، ماجد المهندس، وأنغام.

تعكس العُلا تنوعاً استثنائياً في مطبخها يوازي جمال طبيعتها، حيث تجتمع فيها النكهات العالمية مع الأطباق المحلية الأصيلة.