الشباب الليبيون يتبنون رؤية الأمير محمد الحسن السنوسي لمستقبل موحّد
انعقد مؤتمر وطني للشباب في طرابلس في 4 ديسمبر تحت مظلة المنتدى الوطني للوحدة والسلام، بمشاركة مئات الشباب الليبيين من مختلف أنحاء البلاد، ويأتي هذا الحدث بعد تجمعين وطنيين بارزين عُقدا هذا الشهر، أحدهما في 15 نوفمبر والآخر مؤتمر نسائي في 22 نوفمبر، في إشارة إلى تزايد المشاركة المدنية داخل المجتمع الليبي.
وشارك في المؤتمر شباب يمثلون مختلف المناطق والمجتمعات الليبية، تأكيداً لحقيقة ديموغرافية مفادها أن الشباب يشكّلون أكثر من نصف سكان ليبيا.
وتمحورت المناقشات حول تطلعات الاستقرار والفرص الاقتصادية وضرورة وجود إطار وطني واضح، مع تجدد الاهتمام بدستور الاستقلال لعام 1951 بوصفه أساساً تاريخياً دعم سابقاً وحدة البلاد وتطوير مؤسسات الدولة.
وخاطب الأمير محمد الحسن السنوسي المؤتمر عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث وصف المنظمون الحدث بأنه امتداد لمسار الحوار الوطني الذي يقوده في إسطنبول وعدد من العواصم الأوروبية، من بينها لندن ومدريد وروما وباريس، خلال الأشهر الماضية، والذي جمع ليبيين من مختلف المناطق والخلفيات الاجتماعية لمناقشة الهوية والوحدة ورؤية طويلة المدى لمستقبل البلاد. وقد اعتُبر مؤتمر الشباب أول ترجمة واسعة النطاق لهذه النقاشات داخل ليبيا.
وأكد المتحدثون خلال جلسات المؤتمر أن الشباب الليبي بات يلعب دوراً أكثر فاعلية ووضوحاً في صياغة مستقبل بلاده. وأشار المشاركون إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعبّر فيها الشباب الليبي، وعلى نطاق واسع، عن قناعة بأن النظام الملكي الدستوري تحت قيادة الأمير محمد الحسن السنوسي يمثل الإطار القادر على تلبية تطلعاتهم وفتح الطريق نحو الاستقرار الدائم. ولفتوا إلى أن هذا التوجه يعكس رغبة جيل جديد في الوضوح والوحدة وبناء قاعدة وطنية تمكّن من تطوير الاقتصاد وتعزيز التنمية الاجتماعية.
وقال أيمن شيلي، عضو اللجنة المنظمة للمؤتمر:
«أمضى شباب ليبيا سنوات يشاهدون مؤسسات سياسية تقدّم البقاء على حساب التقدم الوطني. اليوم ينتهي هذا المسار. جيلنا يتحدث بصوت واحد، يستند إلى شرعية دستور 1951، ومصمم على بناء مستقبل قائم على الاستقرار والعدالة والفرص.»
وتتابع المملكة العربية السعودية ودول الخليج هذه التطورات باهتمام، إذ يُنظر إلى تعزيز الاستقرار والوحدة في ليبيا بوصفه عاملاً مهماً لأمن وازدهار شمال أفريقيا، ولما قد يحمله ذلك من فوائد على صعيد الترابط الاقتصادي الإقليمي وتحسين الأوضاع الإنسانية وتوسيع آفاق التعاون العربي. وأشار عدد من المصادر التي تم التشاور معها في المملكة إلى أن بروز حركة شبابية منظمة تستند إلى إطار دستوري شرعي يُنظر إليه بإيجابية، ويُعد تطوراً يمكن أن يعزز استقرار ليبيا والمنطقة بشكل عام. ويُعد تزايد مشاركة الشباب الليبي، خاصة في جهود الحوار المنظم، مؤشراً إيجابياً على انخراط شرائح أوسع من المجتمع في مناقشة مستقبل البلاد.
وفي هذا الإطار، يُنظر إلى بروز حركة شبابية منسّقة كعلامة مشجعة. ويرى مراقبون أن مشاركة الشباب قد تسهم في تقوية المؤسسات وتعزيز التماسك الاجتماعي وطرح رؤى تتماشى مع احتياجات ليبيا الحديثة. وقال إبراهيم الهوّيجة، رئيس برلمان الشباب الليبي:
«لقد تعلّم جيلنا من تاريخنا. ففي ظل دستور 1951، بنت ليبيا جامعات، ووسّعت الحقوق، وأرست أسس الدولة الحديثة. إن استعادة هذا الإطار—تحت رؤية الأمير محمد الحسن السنوسي—ليست عودة إلى الماضي، بل استعادة لنقطة البداية الشرعية التي يمكن أن يُبنى عليها مستقبل ناجح.»
وترى السعودية، التي تولي أهمية لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، أن مثل هذه الخطوات داخل ليبيا قد تمهّد لمسار أكثر إيجابية واستقراراً في المرحلة المقبلة.
واختُتم المؤتمر بتأكيد المشاركين عزمهم على مواصلة الإسهام في المبادرات الوطنية ودعم الجهود الرامية إلى تعزيز الوحدة والاستقرار وتوسيع الفرص في جميع مناطق ليبيا. وأكد المنظمون أن مشاركة الشباب ستبقى محوراً أساسياً في صياغة مستقبل يعبّر عن تطلعات الجيل الصاعد ويقوّي ارتباط ليبيا بمحيطها الإقليمي.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
