«مزارع» يحول اللوز القطيفي من المحلية إلى أسواق المملكة والخليج
نجح المزارع الشاب جواد السلطان في تحويل منتج ”اللوز القطيفي“ من مجرد ثمرة محلية إلى علامة بارزة تحمل اسمه، لتصل أصداؤها إلى مختلف أنحاء المملكة، معززة بذلك الهوية الزراعية لمحافظة القطيف.
وقال خلال مشاركته في احتفلات اليوم الوطني بمشروع الرامس بوسط العوامية، إن بدايته في عالم الزراعة لم تكن وليدة اللحظة، بل هي امتداد لميرة والده، المزارع الذي ورث عنه حب الأرض والتعلق بها منذ الصغر، فمن خلال مرافقته ومساعدته في المزرعة، تشكل لديه شغف كبير بهذه المهنة، وهو ما دفعه لاحقًا إلى تطوير هذا الإرث وتنميته، مؤكدًا أن ما يقوم به اليوم هو مزيج بين حب الزراعة، حيث يعتبر نفسه مزارعًا، وهو ما منحه رؤية متكاملة لتطوير منتجه.
إنتاج اللوز القطيفي
وكشف السلطان عن قصة ”أجاويد“ الخاصة، وأن هذا الاسم كان اللقب الذي يناديه به والده تعبيرًا عن رضاه وسعادته عندما كان يساعده في أعمال المزرعة، واختار السلطان هذا الاسم تكريمًا لذكرى والده، وتقديرًا للدعم الذي منحه إياه، ليصبح الاسم اليوم مرتبطًا بأجود أنواع اللوز القطيفي.
ويمتلك السلطان في مزرعته الخاصة ما يزيد عن 1300 شتلة لوز مثمرة، تنتج ما يفوق الطن سنويًا خلال الموسم الذي يمتد من شهر يونيو حتى نهاية أكتوبر تقريبًا، ويرى أن هذا الرقم لا يمثل سوى 1% من إجمالي مزارع القطيف، ما يعكس الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها المنطقة لتكون المورد الأكبر للوز على مستوى الخليج.
وحول التحديات التي تواجه مزارعي اللوز، أشار إلى أن أبرزها يتمثل في مباشرة الأشجار والعناية بها، خاصة في ظل الأجواء الحارة والرطبة التي تتطلب جهدًا كبيرًا ومتابعة مستمرة، كما أن تقلبات الطقس، مثل الرياح القارصة، تؤثر بشكل مباشر على الأشجار، مما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية لحمايتها.
وأكد أن نجاح الزراعة في القطيف يعود إلى النفس الطويل الذي يتمتع به المزارعون، وحبهم العميق لهذه المهنة المتوارثة عبر الأجيال.
وأضاف: يتميز اللوز القطيفي، بخصائص فريدة تجعله مختلفًا عن الأصناف المستوردة أو المهجنة، فهو يمتاز بلونه الأحمر ورائحته الفواحة وطعمه الأصيل الذي يعيد المستهلك إلى التراث القديم، لافتا إلى إن الأصناف الأخرى تتميز بحجمها الكبير وألوانها الجذابة، ولكل منها سوقه ومحبوه.
تسويق المنتجات
وأكمل: لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في نجاح ”اللوز القطيفي“، حيث استثمرها السلطان في التوثيق اليومي لعمله وتصوير المنتجات، ما أسهم في بناء جسر من الثقة مع العملاء وتعزيز شهرة المنتج.
وأشار إلى أن هذه الجهود أثمرت عن وصول المنتج إلى مدن رئيسية مثل جدة والرياض وينبع والمدينة المنورة، بالإضافة إلى إقبال متزايد من مواطني دول الخليج الذين يأتون خصيصًا لشراء اللوز القطيفي.
ويتطلع السلطان إلى مستقبل واعد لـ ”للوز القطيفي“، حيث يخطط لإطلاق منتجات تحويلية مبتكرة تعتمد على اللوز، مثل الآيس كريم، الصابون، والحلويات والمشروبات المتنوعة. ويهدف من خلال ذلك إلى تعزيز القيمة المضافة لثمرة اللوز وتوسيع نطاق استخداماتها، مؤكدًا أن هذه الثمرة لا تمثل مجرد منتج زراعي، بل هي هوية وتراث لأهالي القطيف.
وفي رسالته للشباب، دعا السلطان إلى الاهتمام بالزراعة، واصفًا إياها بالعمل الممتع الذي يمنح شعورًا بالروحانية والحياة، مشددًا على أن دخول هذا المجال بشغف وحب هو السبيل الوحيد لضمان الاستمرارية والنجاح فيه. كما وجه شكره وتقديره لمجتمعه الذي منحه الثقة والدعم، مؤكدًا أن نجاحه هو ثمرة هذا الاحتضان المجتمعي.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.