مختصون: الصحة النفسية لمرضى سرطان الثدي ضرورة أساسية

أحدثت الجهود التوعوية المستمرة على مدى 17 عامًا، نقلة نوعية في معركة المملكة ضد سرطان الثدي، حيث أثمرت عن اكتشاف معظم الحالات في مراحلها الأولية، ما أدى إلى تبسيط الخطط العلاجية وجعلها أقصر وأكثر فاعلية لآلاف السيدات، في نجاح يعكس تكامل الرعاية الصحية والدعم الحكومي المتقدم.

وأكدت استشارية جراحة أورام الثدي الترميمية في مستشفى الملك فهد الجامعي الدكتورة إيمان الشمري، أن الوعي المجتمعي المتزايد بأهمية الفحص المبكر قد غيّر قواعد اللعبة تمامًا، وأن تشخيص المرض في مراحله المبكرة يخفف العبء عن المريضة بشكل كبير، ويجعل مسارها العلاجي أقل تعقيدًا، وهو ما تحقق بفضل سهولة الوصول إلى مراكز الفحص المتقدمة واستخدام التقنيات الحديثة.

وأضافت: استفادت من هذه المبادرة الرائدة أكثر من 37 ألف سيدة على مدار سبعة عشر عامًا، من خلال شبكة واسعة شملت 14 عيادة متخصصة ونحو 250 فعالية توعوية مكثفة.

توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي

وأوضحت أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي كان له دور محوري في تسريع عملية التشخيص ورفع مستوى دقتها، ما شجع أعدادًا متزايدة من السيدات على إجراء الفحص الدوري بثقة واطمئنان.

وفي سياق متصل، شددت استشارية علم النفس الإكلينيكي بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتورة موضي التويجري، على أن رحلة العلاج لا تكتمل بالدواء والجراحة فقط، بل تحتاج إلى دعم نفسي عميق وموازٍ.

وأكدت أن الصحة النفسية للمريضة ليست رفاهية، بل هي ضرورة أساسية تسهم في تقليل مستويات التوتر والقلق، وتمنحها القوة والعزيمة لمواصلة العلاج بأمل وتفاؤل، مشيرة إلى أن الفحص المبكر يبقى حجر الزاوية والوسيلة الأكثر فعالية لرفع نسب الشفاء، مجددة دعوتها لكل سيدة بضرورة تخصيص وقت للعناية بصحتها.

وبينت أن الأرقام المتزايدة للمقبلات على الفحص خلال شهر أكتوبر تبشر بمستقبل أفضل، وتؤكد أن الوعي المجتمعي هو السلاح الأقوى في مواجهة المرض وزراعة الأمل في نفوس المريضات وأسرهن.