في شهرها العالمي.. مختصون: الصدفية مرض مناعي غير معد ويحتاج إلى تثقيف شامل
وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم”، بمناسبة الشهر العالمي للتوعية بالصدفية، أن العلاج المبكر والدعم النفسي والتثقيف الطبي عوامل محورية في تقليل المعاناة وتحسين مآلات المرضى.
وقالت الدكتورة هبة يوسف العجيل، أستاذ مساعد بكلية الطب بجامعة الملك فيصل واستشارية الأمراض الجلدية والتجميل والليزر، إن مرض الصدفية يُعد من الأمراض الجلدية المزمنة غير المعدية، ويُقدّر عدد المصابين به عالميًا بأكثر من 125 مليون شخص، أي ما يعادل نحو 2% من سكان العالم، وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية.
عوامل الإصابة بالمرض
وأضافت: “العوامل الوراثية تلعب دورًا جوهريًا في الإصابة، إذ ثبت ارتباط المرض بأكثر من 30 جينًا، أبرزها HLA-Cw6، فيما تُعد الضغوط النفسية، والعدوى، وبعض الأدوية، من أبرز المحفزات لظهور أو تفاقم الأعراض لدى الأشخاص ذوي القابلية الوراثية”.
وأوضحت أن الصدفية قد تظهر في أي عمر، إلا أن ذروتي الإصابة تقعان في العقدين الثالث والخامس من العمر، مشيرة إلى أن 75% من الحالات تبدأ قبل سن الأربعين، وأن المرض قد يمتد ليشمل الجلد والأظافر والمفاصل، ويرتبط بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وأردفت: “تتراوح شدة المرض من حالات خفيفة إلى متوسطة في 80% من المرضى، ويمكن السيطرة عليها بالعلاجات الموضعية والعلاج الضوئي، فيما تتطلب الحالات الشديدة استخدام العلاجات البيولوجية الحديثة، التي أثبتت فعاليتها في السيطرة على المرض وتحسين حياة المريض”.
واختمت بالتأكيد على أهمية التوعية المجتمعية والدعم النفسي للمصابين، إلى جانب تعزيز التقبّل الاجتماعي لهم، قائلة: المعرفة بالمرض، والاحتواء، هما خط الدفاع الأول في مواجهة آثاره النفسية والاجتماعية.
محفزات ظهور الأعراض
وأضافت: “تحسين جودة حياة المريض يبدأ بفهمه الكامل لطبيعة المرض، واتباع الخطة العلاجية المناسبة تحت إشراف مختص، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي المستمر، لأن التعايش مع المرض يتطلب منظومة متكاملة من الرعاية”.
وأشارت إلى أن خيارات العلاج تشمل الكريمات الموضعية في الحالات الخفيفة، والعلاج الضوئي للحالات المتوسطة، بينما أثبتت العلاجات البيولوجية الحديثة قدرتها على تحقيق نتائج ملموسة في السيطرة على المرض، بل وإزالة الطفح الجلدي بالكامل في العديد من الحالات.
كما نوهت بفعالية مثبطات التايروسين الفموية التي أظهرت نتائج واعدة في الأبحاث الحديثة.
وختمت برسالة للمجتمع والمرضى معًا: “الصدفية لا تقلل من قيمة المصاب، ولا يجب النظر إليها بعين الخوف أو النفور، فهي ليست مرضًا معديًا، بل حالة طبية قابلة للعلاج والتعايش. الدعم النفسي والتفهم المجتمعي يخففان كثيرًا من معاناة المرضى، والكلمة الطيبة قد تُحدث فرقًا كبيرًا”.
المرض في نظر المجتمع
وأشارت إلى أن المرض يؤثر على الجلد والأظافر والمفاصل، إلا أن العبء النفسي المرافق له لا يقل خطورة، مؤكدة أن الدعم الأسري والمجتمعي والتوعية الإعلامية هي من أقوى أدوات التمكين للمصابين.
وأضافت: “من المهم توفير بيئة آمنة في المدارس وأماكن العمل، ومنح المرضى الثقة لطلب المساعدة دون خجل. كلمات مثل (أفهمك) أو (أنت لست وحدك) تساوي الكثير”.
وختمت بقولها: “الصدفية لا تنتقص من الإنسان، ولا يجب أن تكون سببًا للعزلة. بالعلم والدعم نمنح المرضى حياة أفضل، ونعزز قيم التعاطف والإنسانية في المجتمع“.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.